TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
«مهو محدش بعملها غير الأردنية»
02/03/2024 - 7:15pm

طلبة نيوز - بقلم الصحفي أنس جويعد
عندما حلقت الطائرات الأردنية فوق سماء قطاع غزة، ترقب الجميع بفارغ الصبر ما تحمله الطائرات الاردنية التي حلقت من المطار العسكري الاردني بتوجيهات ملكية من جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه كانت مساعدات إنسانية تحمل قوة الأمل والتضامن و لم يكن هذا مجرد انزال جوي عادي بل كان مساعدات انسانية عاجلة من الأردن لأهل غزة المنكوبة.

لقد ظهر احد شباب قطاع غزة وهو يلتقط مقطع فيديو والابتسامة تغمر وجهه في يقول (المهم في طيرات أردنية بتعمل انزال مساعدات) في رفح والوسطى والشمال ليتلقى سؤال من فتاة غزواية بجانبه وتسأله فيه كيف عرفت انها أردنية؟.. فكان رده بكل ثقة وفرح وبلغة الغزاوية البسيطة (مهو ماحدش بعملها غير الاردنية) حيث رسم هذا الانزال الفرحة والأمل على وجوه الأهالي في قطاع غزة.

ومع تصاعد العنف والتوتر في المنطقة، عانى سكان غزة من آثار الحرب والحصار الذي استمر لأشهر كانوا يعيشون في ظروف صعبة، حيث تفتقر المنطقة إلى الغذاء والدواء والماء النظيف والكهرباء المنتظمة لكن في ذلك اليوم المشمس، غيرت الطائرات الأردنية مجرى الأمور.

عندما تم فتح الباب الخلفي للطائرة، بدأت الصناديق الضخمة المظلية تنزلق ببطء نحو الأرض كانت تحمل وجبات الغذاء والماء والدواء. وبينما كان الأهالي ينتظرون بفارغ الصبر، بدأوا يتجمعون حول الصناديق والفرحة تغمر وجوهم.

مشهد الأطفال الصغار وهم يتلقفون الأغذية والمياه بأيديهم المرهقة كان مؤثرًا للغاية. كانت الابتسامات تعلو وجوههم رغم معاناتهم من الحرب الشرسة التي شنها الكيان الاسرائيلي على قطاع غزة، والفرحة تتسلل إلى قلوبهم المجروحة. وكانت النساء والرجال يقفون بجانبهم، وجوههم يملأها الأمل والامتنان. فقد كانوا يعيشون في ظلام دامس، ولكن الآن بدأوا يرون شعاعًا من الضوء يتسلل ببطء إلى حياتهم المظلمة.

لقد رسم هذا الانزال الجوي الأردني للمساعدات الانسانية بسواعد قواتنا المسلحة الاردنية على وجوه أهالي قطاع غزة لوحة من الأمل والشجاعة. فقد أثبت الأردن أن التضامن والدعم الإنساني لا يعرف الحدود أو الشروط. فقد توحدوا لمساعدة إخوانهم وأخواتهم في غزة، وأكدوا أنهم لن يتركوهم يواجهون المحنة وحدهم، وأنهم سيبذلون كل جهودهم لتخفيف معاناتهم.

ومن المهم أن نذكر أن الانزال الجوي الأردني للمساعدات الانسانية لم يكن حدثًا عابرًا، بل كان جزءًا من جهود مستمرة ومتواصلة لتقديم المساعدة لأهل غزة. فالأردن، بقيادة جلالة الملك والحكومة والشعب الاردني، لعب دورًا مهمًا في توفير المساعدات الطارئة والتخفيف من معاناة الأهالي في غزة. وتأتي هذه الجهود في إطار التزام الأردن بالمبادئ الإنسانية والقيم الإنسانية العالمية.

إن مبادرة الأردن الإنسانية تجاه غزة تسلط الضوء على الأهمية الكبيرة للتعاون الإقليمي والتضامن العربي في مواجهة التحديات الإنسانية. فالتعاون بين الدول العربية يعزز التلاحم والتكافل الاجتماعي، ويعكس قوة العلاقات الإنسانية التي تربط الشعوب العربية. وعندما يتحد العرب لمواجهة المحن وتقديم المساعدة، تتجسد أفضل مظاهر الإنسانية والأخوة.

في النهاية، يبقى الانزال الجوي الأردني للمساعدات الانسانية رسالة قوية من الأمل والتضامن. إنه يذكرنا بأننا جميعًا مسؤولون عن بعضنا البعض، وأن العمل المشترك والتعاون يمكن أن يحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس المحتاجين. ولنستمر في دعم بعضنا البعض، ونعمل معًا لبناء عالم أكثر إنسانية وعدلًا، حيث يحظى الجميع بالكرامة والحقوق والفرص.

فلنحتفل بالأمل الذي رسمه الانزال الجوي الأردني على وجوه أهل غزة، ولنستمر في بذل الجهود لمساعدتهم وتخفيف معاناتهم. فالأمل والتضامن هما القوة التي تجمعنا وتدفعنا للأمام، وهما مفتاح بناء مستقبل أفضل للجميع.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)