TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
أعداء النجاح أ. د. محمد القضاة
22/03/2017 - 8:30am

الرأي-النجاح له ضريبة كبيرة في الحياة، والناجحون يدفعون هذة الضريبة من صحتهم ودقتهم وحياتهم، لأنهم يرفضون السكون والفشل، يبدعون ويعملون ليل نهار، ومع ذلك تجد الغيرة تدب في قلوب حاسديهم، النجاح له أعداء وكارهون في المجتمع، والفاشلون تجد من يدفع بهم بتفخيمهم وتعظيم انجازاتهم حتى لو كانت تافهة؛ وكأنهم عظماء عصرهم! هذا ما نلمسه احيانا في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي تكتب عن تلك الفئة الفاشلة، وموضوع النجاح موضوع مثير في زمن يستأسد فيه النفاق والكذب والكذب المضاد ممن يحاولون أن يقنعوا الناس من ان المجتمع لا يمكن بأي حال أن يصلح أو يتقدم، وكأن الفشل فيه رديف الحياة، ولا مجال للتقدم والتغيير، والشواهد على ذلك لا تعد ولا تحصى.

إنّ بناء منظومة عملية في المؤسسات والوزارات والجامعات تتطلب قراءة جديدة ترفض الآراء المغلّفة بورق السيلوفان، ظاهرها الانتماء والصواب، وأساسها الانتصار للمصالح الفردية الضيقة، وارضاء المحاسيب ومن لف لفهم، قراءة تضمن إعادة انتاج الصواب وصناعته لكي نحافظ على النجاح والتميّز والابداع، ودون ذلك نحصد الفشل تلو الاخر، ولنتذكر قول مصطفى أمين: «إذا قمت بعمل ناجح وبدأ الناس يلقون عليك الطوب فاعلم أنك وصلت بلاط المجد، وأصبحت المدفعية تطلق إحدى وعشرين طلقة احتفاء بقدومك «، ولذلك، علينا ان نستمر بالعمل والاحتراف والجد مهما تكالبت التحديات والآراء العجيبة والتداعيات البغيضة الكارهة للنجاح والصواب والحقيقة. النجاح يغلّب المصلحة العامة على المصالح الخاصة ويرفض سياسة الاقصاء، والدولة الحديثة ترفض اهتبال الفرص وتغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة؛ والنجاح له دوي وزلزلة كما قال المتنبي: وتركُــك في الدنيا دويّـــا كأنما... تَداول سمع المرء أنمُلُه العشر اما الحاسدون وكارهو النجاح فلا هم لهم غير تأويل الصواب وقلب الحقائق والاصرار على القراءات الخاطئة التي تقف في وجه النجاح؛ والناجح دائما يضع امام نصب عينه هدفا واضحا لا يحيد عنه، ويطرح على نفسه الأسئلة كَدَأْب من يسأل نفسه: لماذا يكتب الكاتب مقالته؟ ولماذا يكتب الشاعر قصيدته؟ ولماذا يكتب القاص قصته؟ ولماذا يكتب الكُتّاب كتاباتهم؟ أسئلة تتسلسل الى ما لا نهاية، لأن كل فكرة تكتب توجه رسالة يريد كاتبها ان تصل لهدفها بأسلوب مباشر لا يقبل التأويل او تحميلها معنى غير المعنى المقصود، ويتبرع كارهو النجاح والأذناب والمنافقون وبائعو الكلام على تأويل الكلام حسب مقتضيات الموقف والمصاحة! وللأسف بعض المعنيين بالأمر قد لا يقرأون تلك الرسالة وحين تصلهم، تصلهم مشوهة وقد حرفها هؤلاء عن بوصلتها الحقيقية، وبذلك يصل أعداء النجاح هدفهم.اقول كم ناجح حاربه الفاسدون! وكم وزير قلب المكان وأعاد الحياة لوزارته وحين غادر قذفوه بأبشع الكلام! وكم مبدع لاقى من الاقصاء بسبب الحساد والدجالين، وكم وكم وكم، ومن يروم النجاح والحياة الفضلى عليه بالتأني والصبر، كما قال ذاك الشاعر الذي ابدع في قتل الحسود من داخله حين قال:

اصبر على كيد الحســــــــود... فان صبـــــــــــرك قاتله

 

فالنار تأكل نفســــــــــــــــــها... ان لم تجـــد ما تأكله

 

mohamadq2002@yahoo.com

نشر في جريدة الرأي 22/3/2017

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)