TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
أهمية التعداد السُكاني
30/11/2015 - 12:45pm

طلبة نيوز-

بقلم : د. مصطفى عمر أحمد أبوشاويش
أُستاذ الإحصاء المشارك – الجامعة الهاشمية

إن التعداد السُكاني هو العملية الكُلية لجمع وتجهيز ووصف وتحليل ونشر البيانات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية ، المتعلقة بكل الأفراد في أي مكان أو زمان ، وتنبع أهميته من كونه يعطينا صورة فوتوغرافية متكاملة عن المجتمع خلال لحظة زمنية محددة في إطار المتغيرات الكثيرة والمتعددة والمستمرة ، والتي لا يمكن بالطرق الإحصائية الأخرى لجمع البيانات تحديدها ، مما يوفر قاعدة من البيانات الملائمة لإجراء المقارنات والاسقاطات للبيانات الديموغرافية وخصائص المجتمع ويوفر الحقائق الأساسية بالنسبة للإدارة والسياسة الحكومية خلال الفترة الفاصلة بين التعدادات لتنظيم خططها المستقبلية ، كما أنه ضرورة من ضرورات التخطيط الاقتصادي والاجتماعي لتنمية المجتمع مثل التخطيط للقوى العاملة ، والهجرة والإسكان ، والتعليم والصحة ، والخدمات الاجتماعية الأخرى اللازمة في حياة أي مجتمعٍ من المجتمعات البشرية بهدف المساعدة على وضع ومتابعة وتقييم تلك الخدمات ، ويستفاد منه كذلك في تحديد أوضاع المنشآت الاقتصادية والاجتماعية ، حكومية كانت أو أهلية ، من حيث الوضع القانوني والنشاط الاقتصادي وحجم القوى العاملة بحسب النوع والجنسية ، وبما أن النمو السكاني السريع غير المنتظم أصبح سمة من سمات العصر الحالي وأصبح إزدياد أعداد السكان مرتبطاً بازدياد الحاجة الى الغذاء والماء والخدمات العامة على شتى الصعد بدءاً من حاجة أكبر للمياه النقية وانتهاء بالسكن الصحي ومايرافقه ، لذلك فإن جميع الدول في شتى أنحاء العالم تحرص على عملية التعداد السكاني والأمور الأخرى المرتبطة بهذا التعداد حتى يتم تأمين الخدمات اللازمة للمواطن ولكي تقوم على هذا التعداد الدراسات المستقبلية من ناحية توفير المتطلبات الاجتماعية والإقتصادية ، لأن المعلومات الحقيقية يملكها المواطن ، وبالتالي فإن الوصول إلى أرقام واضحة وصحيحة سينعكس بشكل إيجابي على المواطن وسيساعد في بناء مشاريع تنموية يضعها المخططون ضمن أولوياتهم ، لذلك يجب عدم الاستهتار بالتعداد السكاني أوعدم التجاوب أو إعطاء نتائج مضللة وغير صحيحة ، وإلا فسنواجه مشكلة سكانية من عدم التوازن بين عدد السكان وبين الموارد والخدمات ، ولا جدال في أن المشكلة السكانية بأبعادها الثلاثة (الزيادة السكانية والتوزيع السكاني والخصائص السكانية) تعد من أخطر المشاكل التي تواجه الدول ، فهي تأتي علي الأخضر واليابس ولا تعطي فرصة للتنمية للظهور ، ولا لأثارها بأن يتمتع بها المواطن ، حيث أن الزيادة السكانية ستشكل عائقاً كبيراً أمام التنمية الاقتصادية والاجتماعية وستلـتـهـم كل زيادة في النـمـو الاقـتـصـادي دون وجـود فائض اقتصادي لاستثمارها في مشروعات التنمية الاقتصادية والاجـتماعـية للمجتمع وستكون من أهم المشكلات التي ستؤثر على الوصول إلي مجتمع يتمتع بالرفاهية ويعيش في عصر التقدم والحضارة ويصارع وينافس من أجل البقاء والنمو و درء إنخـفـاض مـسـتـوي الـمـعــيــشـــة ، وفي المحصلة إذا كانت المعلومات والأرقام المتوفرة من خلال التعداد السكاني صحيحة فإننا نستطيع القـول بأن الزيادة السـكـانـيـة في ذاتها ليست مشـكـلـة إذا كانت الموارد والدخل القومي للفرد يتناسب مع هذه الزيادة ، وبالتالي فإننا سنحافظ على وطننا ومواردنا وعلى الأُسرة والمجتمع والبيئة المحيطة بنا وسيؤدي كل فرد في المجتمع دوره كاملا سواء كان مسؤولا أم مواطنا عاديا لأن الجميع مسؤول عن تقدم وتطور المجتمع والمساهمة في رفع شأن البلاد خاصة أننا نعيش في عصر التحديات ولأجل ذلك ينبغي تجاوز السلبيات وتحقيق الاحلام والطموحات والعمل الجاد للتطوير وفي التصدي لمشكلة الزيادة السكانية إن وجدت بالفكر والتوعية والتربية السكانية السليمة‏ ، وبالتعريف بالبعد الاقتصادي والاجتماعي للدولة‏ ، ومن الأهمية بمكان التركيز علي فئة الشباب لترسيخ مفاهيم الأُسرة الصغيرة والتخطيط الإنجابي والمساواة بين الجنسين حيث أنهم يمثلون آباء وأمهات المستقبل في بلد يعيش وسط كرة من اللهب والصراعات الطائفية والإقليمية بإمتياز.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)