TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
إحصاء للذوات أم إحصاء للأدوات
01/12/2015 - 5:15am

طلبة نيوز

د. يوسف أبو حميدان
إحصاء للذوات أم إحصاء للأدوات
لم يطل انتظارنا صباح هذا اليوم، فقد حضر فريق مؤلف من ثلاثة أشخاص من أجل عملية الإحصاء. وفي الحقيقة كان فريقاً في غاية اللطف والأدب، وبعد أن قدمت لهم القهوة السادة بدأت أنا بالحديث وشكرتهم على الجهد الذي يبذلونه وصدقاً أنا مع عملية الإحصاء لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها الآن. وبدأوا بطرح استفساراتهم التي يدونوها على جهاز يحملونه، وسألوني عن إسمي وكل هذه المعلومات كانت طبيعية جداً ويمكن الإجابة عليها.
ثم انتقلوا إلى أسئلة غريبية جداً ، فقد سألوني أين كنت السنة الماضية في شهر نوفمبر، فأخبرتهم بأني كنت في عمان . ثم سألوني كم جهاز ميكرويف تمتلك، وكم بوتغاز لديكم في هذا البيت. ثم كم عدد الغرف في هذا البيت. والأمر الذي أدهشني هو من أين تشربون الماء فأجبته من الحنفية، فقال هل لديكم فلتر ماء فقلت له نعم. وهل لديكم صرف صحي أم تستخدمون الحفر الامتصاصية. ثم سألوا زوجتي أين كانت امك عندما أنجبتك؟ والكثير من الأسئلة التي لا أذكرها الآن ولكنها حقاً غريبة.
لقد استغربت الوضع فنوعية الأسئلة غربية جدا لا تظهر هدف الإحصاء الحقيقي، هل ستقدم الحكومة لنا فلترات مياه، وهل كان يجب أن استأذن الحكومة في السنة الماضية لأخبرهم أين سأذهب. وهل ستقوم الحكومة بتمديدات الصرف الصحي. هل هو دراسة لوضع المواطن ومعاناته أو ما يمتلك من معدات و أدوات أم هو تعداد سكاني.
ما يثير دهشتي واستغرابي هو أن برنامج حاسوبي بسيط يمكن أن تعمله الحكومة يدخل اسم كل شخص في نظام إحصائي يستخدم من قبل جميع أجهزة الدولة فأي شخص يدخل البلد أو يخرج منه أو من يستخرج رخصة عمل أو إقامة أو رخصة قيادة أو يراجع مستشفى يمكن أن يدخل إسمه في هذا النظام ويفرز ضمن خانات لغايات الإحصاء فنستطيع بسرعة كبيرة أن نعرف عدد السكان والقادمين والمغادرين والمقيمين وكافة الأمور المتعلقة بالقاطنين في هذا البلد.
لم افهم ولم أعرف من صمم استبانة الإحصاء السكاني التي تحتوي على اسئلة غريبة لا تمت للتعداد السكاني بصلة. أم هي طريقة جديدة لجمع المعلومات عن المواطنين في كل ما يمتلكون، فربما تكون لابتكار طرق ضريبية جديدة، أو محاسبة المواطن على الإعتناء ببيته أو بالماء الذي يشربه.
على كل حال نحن نشكر دولة الرئيس الذي منحنا هذا اليوم لنستريح به ولتهدأ العاصمة من ضجيج الحركة والعمل، فنحن شعب اعتدنا على العطل والتوقف عن العمل بسبب أو بدون سبب. 
أ.د يوسف أبو حميدان

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)