طلبه نيوز

كنت وأنا صغيرة ألعب مع أقراني لعبة قديمة وجميلة اسمها لعبة الفخ ، و(الفخ) مصيدة تصاد بها الطيور ، ويتكون الفخ من أجزاء هامة يصنع منها ، هي : عود خشبي ، وسيخ حديد منحني بنصف دائرة ، وقطعة من المطاط . أما عملية اللعب أو الصيد فتبدأ بدفن الفخ في الأرض بطريقة خاصة بعد أن يوضع فيها ما يغري الفريسة بالاقتراب منها ، مثل: بعض الحبوب أو نوع من الدود الصغير وهذا الأخير أكثر ضمانا في إنجاح جلب الفريسة ، وعندما تهم الفريسة بالتقاط الطعم يمسك بها الفخ ، وعندها يأتي الصبي مسرعا من مخبئه ليأخذ صيده وهو يشعر بنشوة كبيرة ، ومن ثم يعاود الكرة مرات ومرات ليصطاد المزيد.
لقد لعبنا هذه اللعبة في طفولتنا كهواية ومتعة ، غير أن بعضهم امتهن اللعبة فغدت استراتيجية في تحصيل مكاسبه ووسيلة يقتات عليها ؛ فتارة يبيع ما اصطاده ، وتارة يصنع الفخوخ ليبيعها لصغار مثله ، وأخرى يقوم بتعليم هذه المهنة لمن يريد أن يتعلمها . ولا يبخل من يتاجر بالفخوخ في إعطاء سر المهنة لمن يريد أن يصبح مثله، ومضمون السر (ضرورة السرعة في نصب الفخ ؛ فالوقت محدود جدا واللعبة ممتعة ومسلية).
والآن أصبح التفخيخ علما له مدارسه وله دعاته وأساتذته وبرامجه ومناهجه وتلاميذه وبيئاته ، وبإمكانك أن تتلمذ في هذه المدارس وأن تخضع لتدريبات واختبارات وأن تحصل على شهادة في نصب الفخاخ تفتح لك سوق العمل وتؤهلك لدخول عالم الإدارة ، وتضمن لك أسلوبا ناجحا في ضبط العمل وحسن سيره في مؤسستك إذا ما فكرت في خدعة أو طريقة ملتوية لوضع شخص في أزمة أو خطر ، وهو أسلوب سهل ورخيص لا يكلفك شيئا ، وبه تستطيع أن تحول تلك المؤسسة إلى مصيدة جلّ هم القائمين عليها نصب الفخاخ والتخطيط للإيقاع بالفريسة والإنشغال بها ، ولا تعبأ بمن سيساعدك ؛ فاللاعبون كثر، واللعبة مسلية ، والفرصة مواتية ، وما عليك إلا أن تقود اللعبة فأنت مؤهل وخبير ومخضرم في فنون التصيّد ، وبعدها ستطرب أذناك برطانة التصيّد والفخاخ ؛ فستسمع مثلا : أنا أشم رائحة فخ، وهذا فخ، واحذر من هذا الفخ... !!!
ليتني لم أكبر وليتني بقيت طفلة!!!!!