TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
استقبال الوفد الأردني في المسجد الأقصى نمط همجي وسوء أخلاق باسم الدين!!
24/05/2015 - 2:45pm

طلبة نيوز-الأستاذ الدكتور محمد الشريفين/ جامعة آل البيت

"تصفير، بذاءة ألفاظ، فوضى، ضجيج، تهويش، اعتداء على الخطيب، اعتداء على حرمة المسجد الأقصى، ثم بعد هذه الأفاعيل هتافات مضللة..... بالروح بالدم نفديك يا أقصى!!!...كل ذلك حدث في المسجد الأقصى وذلك رداً على زيارة الوفد الأردني الرسمي والشعبي إلى المسجد الأقصى"

فقد قام سماحة قاضي القضاة امام  الحضرة الهاشمية الدكتور أحمد هليل، برفقة معالي وزير الأوقاف الدكتور هايل عبد الحفيظ وبعض النواب الأردنيين، وغيرهم من رموز الأردن، بزيارة المسجد الأقصى، وهي برأيي الشخصي زيارة مشكورة تعبر عن حب الأردنيين للأقصى وتعبر عن رفض هذا الوفد للهيمنة اليهودية على الأقصى.

وقد كان الترتيب أن يلقي وزير الأوقاف درس الجمعة، وأن يلقي قاضي القضاة خطبة الجمعة، وبدأ وزير الأوقاف بإلقاء الدرس وكان المسجد في حالة فوضى شديدة، وأعلى وزير الأوقاف صوته لكن الأمر ازداد سوءا، وبدأت الكارثة حينما اعتلى قاضي القضاة منبر المسجد الأقصى وبدأ يخطب، حيث بدأ التصفير، ومحاولة الاعتداء على المنبر، ومحاولة قذف الخطيب بأجسام لا اعلم ماهيتها، لكنها كانت تتطاير ولم تصل الخطيب، وانتهى الأمر بان أُجبر الخطيب على النزول عن المنبر وصلى مع عدد قليل جداً من المصلين ، وأخرج من المسجد بشق الأنفس هو ومن معه، وخطب خطيب المسجد الاقصى، وصلوا الجمعة مرة ثانية وانتهى الفيلم!!!! وأريد أن أقف من هذه الحادثة الأليمة المخزية عند محطات:

المحطة الأولى: الأردن بذل وما زال يبذل الغالي والنفيس من أجل فلسطين، والشعب الأردني  يحب فلسطين، ويحب الأقصى ووقف مواقف مشرفة مع أشقاءه من الشعب الفلسطيني في محنته، وبعض مناطق الأردن ألصق قربا بالأقصى من بعض مناطق فلسطين، وقد صدم الشعب الأردني بهذا التصرف الشاذ عن أخلاق المسلمين والذي لا يمثل الشعب الفلسطيني الأبي، وإنما يمثل من قاموا به.

المحطة الثانية:الذي يشاهد الفيديو الكامل يشعر بصدمة وخيبة أمل، وأول ما يتبادر إلى ذهنه أن هذه الأمة متخلفة متفرقة بجملتها، وأن العبادات ما عادت تؤدي وظيفتها في حياة المسلمين المعاصرة. 

المحطة الثالثة: المحرك لهذه الفتنة داخل المسجد من خلال الفيديو-ولا يمنع ذلك وجود أسباب أخرى- هو حزب التحرير، وأنا أسأل أصحاب هذا الحزب: من أين لكم هذا؟ من أين أتيتم بسوء الأخلاق؟؟ لماذا تلبسوا على الناس دينهم؟؟ عن أي خلافة تتكلمون؟؟ إذا كنتم لا تملكون إلا اليد واللسان، واستخدمتم أقصى ما يمكنكم استخدامه، فكيف تفعلون غدا إذا ما اعتليتم سدة الحكم ، من يرى أفعالكم لا يأمنكم على شيء، ولا يعني ذلك أن غيركم مستأمن عندي، إذا ما أردتم أن تكونوا أصحاب رسالة فأعيدوا قراءة هذا الدين، وقبل ذلك ربُّوا أتباعكم.

كان بإمكانكم اتباع طرق حضارية للتعبير عن رأيكم، ثم أين السكينة التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم عند القدوم إلى الصلاة؟؟ أين أخلاق التعامل مع الضيف؟؟؟؟ لقد  امتدحت العرب الحفاوة بالضيف، حتى إن العرب امتدحت دواب الكرام بأنها تأنس  بالضيف، ومن جميل ما يروى في ذلك قول نصيب لأحد كرام العرب:

فبابك أسهل أبوابهم..... ودارك مأهولة عامرةْ

 وكلبك آنس بالزائرين.... من الأم بابنتها الزائرةْ

المحطة الرابعة: أزمتنا الحقيقية في عالمنا الإسلامي هي أزمة أخلاقية بامتياز، والإشكال الأكبر من الأزمة أننا عاجزون كأمة عن تحديد موقع الأخلاق من الدين، ففي الوقت الذي لخص رسول الله رسالته بأنها تتميم لمكارم الأخلاق وذلك بقوله عليه الصلاة والسلام:(إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلاَقِ)، نجد أن الأمة تخلت عن الجانب الأخلاقي بشكل سافر، وقد ساهمت بعض الأحزاب الإسلامية للأسف بتفكيك الأخلاق، وأنا هنا أتحدث عن العامل الذاتي من عوامل التخلف.

المحطة الخامسة:لا كبير في العالم العربي عند نشوب الخلاف، فقد كان المشاغبون يتحدثون جميعا، ويتصرفون بشكل عشوائي، ولا يلتفتون لأحد كبيراً  كان أو صغيراً.

يروى أن قوما ذهبوا إلى قوم في حادثة صلح، وقد درجت عادت العرب أن يتحدث من كل طرف حكيمهم، فتحدث حكيم الفريق الأول، وعندما أنهى الحديث اخذ أفراد الفريق الثاني يتحدثون دون مراعاة لكبير أو صغير، حكيم أو غيره، فلم يتفقوا بسبب حالة الفوضى عند الفريق الثاني، وعندما خرج الفريق الأول من ديار الفريق الثاني، هجا حكيم الفريق الأول الفريق الثاني بقوله:

سَوَاءٌ كأسْنَانِ الحمار، فلا تَرَى * لذي شَيْبة منهم على ناشِىء فَضْلاَ

وهذا حالنا في عالمنا الإسلامي الكبير.

 

المحطة السادسة: حرمة المسجد.

 للمسجد حرمة متفق عليها بين المسلمين، فما بالكم بحرمة المسجد الأقصى!!! وقد راعى المصطفى هذه الحرمة، فقد روى ان زعيم المنافقين عبد الله بن ابي بن سلول كان يقف يؤيد النبي صلى الله عليه وسلم  بعد خطبته، وكان الصحابة يعلمون نفاقه، إلا ان حرمة المكان كانت تمنعهم من الاخلال بقدسية المسجد.

المحطة السابعة: حكم زيارة المسجد الأقصى.

 قال صلى الله عليه وسلم(لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ مَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي هَذَا وَمَسْجِدِ الأَقْصَى) وغير هذا من الأحاديث، لكن الذي خلط الأوراق الفتاوى السياسية، وما ادراك ما الفتاوى  السياسية؟ الآن حرام بعد دقيقتين حلال بعد يومين مكروه وهكذا وفق المزاج الحزبي!!!!اذا ما استقرأنا التاريخ وجدنا انه اثناء احتلال القدس كان العلماء يزورون المسجد الأقصى، ولم يفتي أحد بحرمة ذلك حتى اتينا الى زمان "الخربطة".

 إن زيارة المسجد الأقصى ترتبط بنية الزائر ان اراد مطلق الزيارة فلا بأس بذلك وهو مأجور، وإن اراد ان يؤيد اليهود ويقرهم في احتلالهم فهو آثم.

نسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوبنا ويجمع على الحق كلمتنا وأن يفك أسر المسجد الأقصى، وأن يحفظ بلدنا آمنا مطمئناً وسائر بلاد المسلمين...أمين

 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)