TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
اصلاح العملية التـربوية.. بداية عكسية يدفع ثمنها الطالب!!.
20/04/2014 - 2:30am

طلبة نيوز-الدستور- كتب: جعفر الدقس
حظيت الاجراءات التي قامت بها وزارة التربية والتعليم لضبط مخرجات امتحان الثانوية العامة بكثير من الرضا، بعدما شهد انفلاتا كبيرا خلال السنوات السابقة.
ولكن يشعر الكثير من المواطنين ان هناك مبالغة كبيرة في ايقاع العقوبات على الطلاب الذين يضبطون اثناء محاولتهم الغش وصلت الى الحرمان اربع سنوات من التقدم للامتحان.
هذه العقوبات القاسية تجعل من الطالب مجرد «مجرم» مع ابتكار كل الوسائل للاطاحة به، وهو ما يتنافى تماما مع الحقيقة الراسخة بأن وزارة التربية كان لها الدور الاكبر في ايصال اعداد كبيرة من الطلاب الى الصف الثاني الثانوي «التوجيهي»، بلا تأهيل ولا تعليم!.
من يلوم من؟؟
اين يذهب الاردن بكل هذه الاعداد من الطلبة التي تبين انها لن تستطيع اجتياز امتحان التوجيهي «بنسخته الحالية».
لماذا الاسرة مطالبة بتحمل ضياع كل هذه السنين من عمر ابنائها على مقاعد الدراسة ثم تكون النتيجة «راسبا بامتياز»؟؟.
ماذا كان يفعل المعلمون في الغرف الصفية حتى تكون النتيجة عند الجلوس لامتحان توجيهي حقيقي بنسب منخفضة الى هذه الدرجة المرعبة؟؟.
ام ان الشماعة جاهزة وهي ان الأهل لا يذاكرون لابنائهم في المنزل، متناسين بعض التربويين هم انفسهم ابناء جيل من الاميين، وكانوا كغيرهم من الطلاب يعتمدون في دراستهم على المعلم في الصف فقط، وكانت نسب النجاح جيدة جدا.
بالأمس القريب صدر قرار بالغاء الترفيع التلقائي للطلبة، كما تتم اعادة النظر بتعليمات الاكمال والنجاح والرسوب.
هنا يبدو المشهد ناقصا، لأنه يصور المشكلة على انها تتلخص بانتقال هؤلاء الطلاب الى صفوف اعلى وهم غير مؤهلين لذلك.
ولكن هذا جزء من الحقيقة فقط، فالعملية التعليمية تقوم على ثلاثة عناصر رئيسة..
المعلم
وهو اليوم ليس كالمعلم في الامس، فكثير من المعلمين يدخلون الى الغرف الصفية وهم يجرّون اقدامهم اليها جرّا، ومنهم من يمضي الحصة في احاديث جانبية مع الطلاب، ومنهم غير مؤهل لأن يكون في الصف اساسا، فطوال الفترة الماضية كان حمل الشهادة الجامعية يكفي للقول بان هذا الشخص مؤهل ليكون معلما، اما الخلل الابرز فهي ظاهرة «لا سائل ولا مسؤول»، فكثير من مدارسنا، خصوصا مدارس الذكور «من شوية مطر» يعلقون الدوام بطريقة فنية اصبحت مشهورة عندنا في الاردن.
(يأتي الطلاب في الصباح والسماء تمطر فيتم منعهم من دخول الصفوف قبل الطابور ثم يتبرع احد المعلمين بالقول لمجموعة من الطلاب: «ولك شو جابك انتا وياه في هالبرد»، وطبعا الطلاب يعودون الى منازلهم، وفي اليوم الثاني اذا كان مشمسا لا تتم محاسبة اي طالب على غيابه، وهكذا يصبح اتفاقا غير مكتوب بين معلم لا يريد ان يُعلم، وبين طالب لا يعرف مصلحته. واذا سأل احد ما يكون الجواب: الطلاب ما داوموا!!!).
ولكن لو عوقبوا في اليوم الثاني هل كانوا سيتغيبون؟.
مدير المدرسة
مدير المدرسة تراجع دوره كثيرا على الرغم من انه الشخص المسؤول الاول الذي يجب ان يعيد الالق الى العملية التعليمية، وعندما نسمع عن حجم العلاوة التي يتلقاها مدير المدرسة على ادارته للمدرسة نحكم فورا بالفشل على مصير مشاريع التطوير التربوي، لانها ببساطة تجاهلت المعلم الاول الذي يجب ان توكل اليه عملية مراقبة وضبط وتقييم الاداء، وايضا التنسيب بايقاع العقوبة على المعلم وعلى الطالب، هذا اذا ما اريد ان تعود المدرسة منارة للعلم حقا.
المشرف التربوي
جب ان يُفعل دوره كما كان في الماضي بل وان تضاف اليه مزيد من الصلاحيات اذا ما اريد الارتقاء بجودة ما يتلقاه ابناؤنا من دروس.
ان تعزيز دور المشرف التربوي ومدير المدرسة هو المفتاح السحري لنجاح عملية التطوير التربوي.
اما بقية العناصر الاخرى التي تم التركيز عليها مثل المناهج والخطط التربوية والقرارات الادارية فهي ستبقى قاصرة طالما بقي مدير المدرسة، والمشرف التربوي في حالة انكماش صناعية فرضتها مراكز قرار غير مؤهلة في وزارة التربية خلال العقود الماضية، فاطاحت بمنظومة التعليم الاساسية لتكون النتيجة مخرجات من الطلبة لا يمتلكون من المعرفة حتى مهارة القراءة والكتابة!!؟؟.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)