TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الأمن الحنون ..
11/10/2017 - 4:45am

طلبة نيوز- ابراهيم عبدالمجيد القيسي

قالوا عن الأمن الناعم..وأنا أقول عن الأمن الحنون: هو كالأم لا أحد يمكنه تعويضها عن تعبها وصبرها.

المشاعر الجياشة الصادقة النقية؛ هي زاد العسكر، وحماية الناس والدولة هو المبدأ والهدف الأول الذي يعرفونه، ولا يمكننا أن نتحدث عن العسكر الأردنيين بغير الإشادة والاعجاب بتاريخهم المشرف، والتزامهم الذي أصبح مضرب المثل في المنطقة، والمقارنات تقفز الى اللسان والعقل والقلب، كلما تحدثنا عن أخلاق العسكر الأردنيين، وكل مواطن أردني يعرف هذه المعلومة، بل ويعتز بها حين تقفز تلك المقارنات الى الذهن، فنظرة واحدة الى ما ومن حولنا تكفي لإثبات تميز العسكريين الأردنيين، وحسبها دليلا على الإقناع لكل من يبحث في هذه المعلومة بأن العسكر هم خريجو مدرسة هاشمية رصيدها الأخلاق والقيم الفضلى، والتاريخ والنتائج هي شهودنا لإثبات رفعة الأخلاق الأردنية الهاشمية والعسكرية.

زار جلالة الملك مديرية الأمن العام قبل يومين، وتحدث عن مدى التزام الجهاز بالقانون ومدى احترافيته في التعاطي مع وظيفته التنفيذية المعروفة، وندد بكل من يحاول الإساءة الى صورة جهاز الأمن العام، وطالب بمعاقبة الذين يتجاوزون؛ لأن في تجاوزهم تبديدا للتاريخ العسكري المشرف، وتشويها للصورة الراقية التي قدمها جهاز الأمن على امتداد تاريخه.

نحن وكل إنسان سوي يحترم نفسه، يقف ضد هذه المظاهر من «التسلط» التي قد يسقط فيها أفراد من جهاز الأمن العام، ويجب أن نعرف معلومة سبق لي وأن كتبت عنها في هذه الزاوية أيام الرياح المشؤومة التي غزت البلدان العربية ودمرت بعضها تدميرا، أعني «الربيع العربي»، والمعلومة تقول بأن مديرية الأمن العام ومديرية الدرك، تتعاملان بحزم وصرامة مع أي من أفرادها أو ضباطها الذين ترد بحقهم شكاوى من مواطنين، وعلى الرغم من أن أغلب الشكاوى كانت كيدية في تلك المرحلة، إلا أن عدد الذين تم توقيفهم في السجن أو الذين تم الاستغناء عن خدماتهم كان يقترب من 2500 شرطي وضابط، وعلى الرغم من عدم معرفتي لعدد الذين ثبت تورطهم بالفعل في مشاكل، إلا أنني سألت فيما بعد عن هذه القصة، وتبين لي بأن أغلب المخالفات كانت إدارية بحق هؤلاء، ولا حوادث جديرة بالذكر تتحدث عن اشتباك الشرطة في مشاجرات مع المواطنين أو التعرض لهم بالإساءة.. فالعسكري تتم معاقبته مرتين، الأولى عن طريق القضاء، والأخرى التي تسبقها تأتي عن طريق قيادته والمسؤولين عنه، وهذا إجراء معروف لدى كل من ارتدى شعار القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، ولا جديد نأتي به سوى تأكيد سمو ورفعة أخلاق الشرطة وانضابطهم، وهي الصفات التي نلمسها يوميا في الشوارع دونما سؤال.

لولاهم بعد الله سبحانه؛ ولولا التزامهم واستعدادهم لتقديم أنفسهم فداء لهذا الوطن، لما كنا ننعم بأمن ولا استقرار، وفي موجات بل «موضة» الاحتجاجات التي اجتاحت بلاد العرب، اشتعلت حروب طاحنة نعرفها جميعا وندرك مدى جريان انهار الدماء المنبعثة منها، حتى في الاحتجاجات السلمية كان الناس يموتون في بعض المدن العربية، لكن في الأردن كان الدم الذي يسفك هو دم الأمن والدرك، وقد سقط شهداء كثر من جهازي الأمن والدرك، قدموا أنفسهم وحياتهم، وتيتم أطفالهم وثكلت أمهاتهم وترملت زوجاتهم وفجعت بهم أخواتهم وإخوانهم وآباؤهم، لا لسبب خاص بهم أو مشكلة تتعلق بهم او بذويهم، إنما من أجل أن ينعم الأردنيون بالسلام والأمن والاستقرار، وهذه ضريبة كبيرة دفعتها تلك الأجهزة الأمنية، ولم تستنفر أو تغير سياساتها تجاه المواطنين المحتجين أو تجاه المجرمين والزعران، وحين نتحدث عن الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجلنا، يجب علينا أن نتذكر أيضا عشرات الشهداء الذين ارتقوا الى السماء على يد الارهاب، ومثل هؤلاء يجب أن لا ننساهم بناء على موقف فردي عابر، نؤكد بأنه لن يمر دون محاسبة لكل من له علاقة به، حسب توجيهات جلالة الملك.

قد نقبلها؛ ويمكننا أن نتفهم الانتهازية السياسية التي يمارسها بعضهم ركوبا للموجة، حيث يعتبرون الأخطاء فرصا نادرة، فيكيلون الشتائم والتشكيك ويفبركون الروايات حولها، لكن الانتهازية في مثل هذه الأحوال لا يمكننا قبولها أو تفهمها، فترويج خطاب ينزع لمعاداة العسكري ورجل الأمن هو التقويض الحقيقي للدولة ولأمنها وأمن المجتمع، وعندئذ تكون الخسائر التي لا يمكن تعويضها أو الخروج من استحقاقاتها المؤلمة، ولا يمكن العودة الى المربع الأول قبل حدوثها، فتقويض الأمن والإساءة إليه هي اللعنة التي تهدد الأوطان بالخراب..

فليفكر؛ وليحكم ضميره وعقله، كل من ينسى نفسه أو يستغل الأخطاء ليروج ثقافة العداوة بين المواطن ومن يحميه ويسهل حياته، وليطمئن كل متشكك بأن هذه الأجهزة لا يمكنها أن تتوقف عن دورها النبيل الذي لا نفهمه في الظروف العادية، وقد تنتهي حياتنا الدنيا ولم نفهمه حقيقة؛ لأننا نعيش في أمن وأمان، وهي نعمة يعرفها من فقدها، وسنفعل كل شيء خشية أن نفقدها أو نشهد تراجعا في مستواها..

جلالة الملك هو القائد الأعلى للقوات المسلحة جميعها، وقد أعطى توجيهاته لمحاكمة كل من أساء، وهذا ما سنراه في الأيام القادمة..

وحفظ الله الوطن وحماته.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)