TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الإعلام العربي ودوره في تفتيت الأمة
29/11/2015 - 5:15am

طلبة نيوز

الإعلام العربي ودوره في تفتيت الأمة وخدمة أعداءها
زيد إحسان الخوالدة
ظهر مصطلح العولمة في نهاية القرن العشرين، هذا المصطلح الذي نتذكره والمرتبط بذاكرتنا مع مقاعد الدراسة في مدارسنا المتواضعة، وأن العالم سيصبح قرية صغيرة، وبدأ الإعلام والتواصل يتسلل إلى حياتنا رويداً رويداً، فساعة من الأنترنت أسبوعياً كانت تعتبر شكل من أشكال الرفاه، وأنتشرت الصحون غير الطائرة على أسطح المنازل والعمارات، كان الناس يبحثون فيها عن التسلية والمسلسلات، ظهرت المحطات السياسية الفضائية إلى جانب المحطات أو القناوات الترفيهية الشاملة، أصبح العالم قرية صغيرة بالتوازي مع تطور خدمات الإنترنت والهواتف الذكية، فصار الخبر يصل إلى حيث يكون الإنسان.
تعرضت الأمة العربية عبر هذه القنوات إلى أخطر مؤامرة، ويعرف خبراء الإعلام وعلم النفس كيفية توظيف نظرياتهم لكي يغيروا إتجاهات التفكير، ولكن للأسف كان تغيير إتجاهات التفكير نحو الأسوء، حيث تبث بعض القنوات أخبار صحيحة وتقارير نوعية كما يوضع السم في الدسم مع الأخبار المفبركة لكي يبتلعها المشاهد في عقله ويصدقها. وبالتالي يكون خلية نائمة من دون وعي لتنفيذ أجندتها، فالقنوات ساهمت في تشكيل وعي سلبي للمشاهد العربي عن واقعه المعيشي والتركيز على السلبيات وبثها بإستمرار، تجرأت القنوات وخرجت عن المألوف على غير عادتها ولكن بشكل غير مهني وغير أخلاقي، ولا أعمم، فلم يكن الهدف تشكيل الوعي الإيجابي بقدر ما هو تشكيل الوعي السلبي، كانوا يبثون بعض القضايا المهمة ومن مسرح العمليات الحربية حتى أنك ستصدق القناة في كل كبيرة وصغيرة. لكن كانت خدمة الأجنبي وأعداء الأمة العربية هي في مقدمة هذه الأجندات، وعلى الجانب الدرامي وبعيداً عن السياسة، شاهدنا جميعاً كيف بدأت برامج لكي تخرج الناس عن ثقافتها السائدة وقيودهم الإجتماعية التي تحفظ مجتمعهم وتجعلهم يركزون على التنمية، فبثت هذه البرامج سمومها. والغريب في الأمر أن إيرادات تلك البرامج من الدعاية لا تكفي لتغطية تمويلها. هذا غير بث المسلسلات التركية وغير التركية التي لا تتوافق مع قيمنا العربية الأصيلة وحتى مع القيم الأسلامية العربية والتركية. ساهمت هذه القنوات بشكل مباشر وغير مباشر في دعم التكفيريين والترويج لهم، وساهمت في مشاهد سقوط الأنظمة و بث الفتنة، وهذا كله تحت عنوان الحرية والتعبير عن الرأي والرأي الآخر، ساهمت في توكيد سخط الناس على حكوماتهم. ونشرت هذه القنوات أجندتها في خطاب الكراهية للآخر سواء كان طائفة أو معارضة سياسية.
حملت هذه القنوات كل المعارضين دون تمحيص وغربلة الشريف من غير الشريف. فصارت هي الأبواق العميلة التي تتستر بعباءة الحرية في التعبير والإعلام. فنحن لا نقول أننا نعيش في المدينة الفاضلة، ولكنني متأكد لو أننا في تلك المدينة ومع وجود هذه الأبواق الشيطانية لن تتوانى عن تدميرها والنيل منها.
والمشكلة الكبيرة أن الأمة العربية في وضعها الحالي تعتبر مقلدة ومستهلكة لهذه العولمة وليس لها دور مؤثر من أجل تطويعها أو تقليل خطرها، فيا من تبقى من أمة العرب ...أستفيقوا لواقعكم وأنهضوا من كبوتكم !!

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)