TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الاحزاب والشباب والحكومة والنواب اطراف العملية الاصلاحية....بقيادة ملكية
23/09/2014 - 5:15pm

طلبه نيوز
تحليل الورقة النقاشية الخامسة
راكان نايف ابو زيد
ركز جلالة الملك في الأوراق النقاشية الأربعة السابقة على رسم ملامح السياسية العامة والحياة السياسية في الأردن، وجاءت الورقة الخامسة لترسيخ مفهوم تعميق التحول الديمقراطي من خلال إقامة علاقة قوية بين الحاكم والشعب مبنية على أساس العدل والمساواة، وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في عملية صنع القرار.

وبين جلالته أن الأردن ليس بمعزل عن ما يحدث في المنطقة من صراع فكري وطائفي ومذهبي، وأن تماسك وتألف النسيج الوطني ومشاركة الشباب في الحياة السياسية والتنمية المستدامة هي الطرق المثلى لحماية الأردن مما يدور حوله من صراعات . وركز جلالته على استغلال نقاط القوة التي يتميز بها الأردن من خلال البنية الاجتماعية والإصلاحات السياسية والتشريعية التي تم إنجازها وقوة الشباب في التمكين الديموقراطي وذلك لتحويل التحديات إلى فرص حقيقية تسهم في دوران عجلة الإصلاح على طريق الديمقراطية السليمة والمعتدلة.

وتحمل هذه الورقة في طياتها رسالة إلى المواطنين بتوسيع قاعدة المشاركة في القرار السياسي عن طريق "المواطنة الفاعلة"، كما حملت الورقة نجاح السياسات الأردنية بمواجهة ما يسمى بالربيع العربي عن طريق إيجاد "ربيع أردني" يتميز بالمشاركة الفاعلة واستمرار قطار الإصلاح والسير نحو التمكين الديمقراطي للشباب.

وعملية التحول الديمقراطي أهم ما يمكن التقاطه من هذه الورقة حيث ركز جلالته على ضرورة الانتقال من النظم القديمة في إدارة الدولة إلى النظم التعددية الحزبية والحد من تطبيق النظام المركزي إلى صيغ أكثر ديمقراطية في الحكم، وركز جلالته على ضرورة تطوير الأعراف الموجودة حالياً وإيجاد أعراف سياسية جديدة تسهم في تنمية الحياة السياسية في الأردن، ووضح جلالته أن الأعراف السياسية هي اتخاذ أفضل القرارات في مواقف غير محكومة بقواعد أو أنظمة مكتوبة على الورق.

وركز أيضاً على ضرورة تبني مبدأ "المعارضة البناءة" بمعنى أن تكون معارضة النواب للحكومة على أساس المصلحة العامة وليس على أساس المصلحة الشخصية، وعدم استغلال النواب لحقهم الدستوري بشكل خاطئ من خلال التلويح بطرح الثقة بالحكومة لمجرد أن قرارات الحكومة تتعارض مع مصالحهم.

ووضح جلالته بضرورة اندماج الأحزاب السياسية إلى أحزاب ممتدة على مستوى الوطن، وبالتالي يتوجب على مجلس النواب إقرار قانون أحزاب عصري وحديث ويتميز بتوسيع قاعدة المشاركة لجميع المواطنين.

وكعادته قائدا أعلى للشباب، بين جلالته انه متابع لقضايا الشباب ومبادراتهم التطوعية من خلال تبني صندوق الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للتنمية العديد من المشاريع التي تسهم في تمكين الشباب سياسيا وثقافياً واجتماعياً، ويدل ذلك على الإطلاع الواسع لجلالته على أفكار الشباب وتطلعاتهم ومشاريعهم الإنمائية ومبادراتهم الهادفة.

وأكد جلالته على تطوير القوانين السياسية الرئيسة بما يسهم بالتطبيق التدريجي لمفهوم الحكومات البرلمانية التي تشكل من رحم المجلس المنتخب بينما يتولى مجلس النواب دور مجلس الظل بمراقبة الأداء الحكومي بناءا على خطط طويلة الأمد وبمراجعة الأعراف السياسية السائدة في البلد، حيث أعطى جلالته الأولوية لقانون البلديات واللامركزية ومن ثم قانون الانتخاب كون هذه القوانين تشكل الحاضنة الأساسية للسياسية في الأردن.

واستعرض جلالته الإصلاحات الدستورية التي تمت وبين انه يجب تعديل العديد من القوانين بما يتوافق مع التعديلات الدستورية الأخيرة، كما بين أن الحكومات ستشكل تدريجياً على أساس الحكومات البرلمانية ضمن إطار الملكية الدستورية، وأكد جلالته على الحكومات بضرورة تفعيل وزارة الدفاع.

وتحمل هذه الورقة رسالة واضحة للأحزاب بضرورة تطوير نظمها الداخلية، وتنمية العمل الحزبي على أساس العمل البرامجي والمؤسسي، ويتوجب أيضا على الأحزاب السياسية إقناع الشارع ببرامجها وخططها المستقبلية حتى تحصل على أغلبية أصوات الناخبين، وأكد جلالته أن الأحزاب سيكون لها دور واضح في المرحلة القادمة حيث شدد على ضرورة إعداد وتأهيل القيادات القادرة على تولي المناصب الحكومية.

وبتحليل هذه الورقة نجد أن الأردن في هذه المرحلة يمر بمجموعة متغيرات لا يمكن أن نتجاوزها إلا باستمرار مسيرة الإصلاح التي يقودها جلالة الملك، كما بينت هذه الورقة السياسات العامة للحياة السياسية والبرلمانية في السنوات القادمة وان تطبيق الحكومات البرلمانية سيتم بطريقة متدرجة، بناءا على مخرجات العملية الإصلاحية، ونتائج عمل الأحزاب السياسية.

وبدورنا كشباب نثمن جهود جلالة الملك بمتابعة مسيرة الإصلاح ونثمن جهوده في دعم وتمكين الشباب في الحياة السياسية عن طريق العديد من المؤسسات التي تم إنشائها كصندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية وهيئة شباب كلنا الأردن والعديد من الهيئات.

ونتمنى من جلالة الملك إنشاء مجلس للشباب مقره الديوان الملكي ويرئسه القائد الأعلى للشباب جلالة الملك عبد الله الثاني يكون هدفه الرئيسي نقل نبض الشارع وأفكار ورؤى الشباب إلى جلالة الملك، ونقل وتوضيح رؤية جلالة الملك للشباب في جميع أنحاء الوطن عن طريق الشباب أنفسهم، وبالتالي وجود هذا المجلس يعزز مسيرة الإصلاح ويسهم في التحول والتمكين الديمقراطي للشباب ويرسخ مبدأ اللامركزية في الدولة ويسهم بإيجاد أعراف سياسية جديدة ويؤكد على قوة العلاقة بين الملك والشباب.

ومن ناحية الأحزاب نجد إن الحياة الحزبية في الأردن لا تجد الحاضنة التي تحتويها، وما زال هنالك عدم تصور واضح للحياة الحزبية في الأردن، وبالتالي يجب أن يكون هنالك دور واضح للأحزاب أنفسها بنشر الوعي ومفهوم العمل الحزبي بين الشباب، كما ويتوجب على الإعلام توضيح الهدف من العمل الحزبي للجميع، ويتوجب على وزارة التنمية السياسية تفعيل دورها بشكل أفضل عن طريق طرح برامج وندوات حوارية تسهم في تنمية دور الشباب في العمل الحزبي، وأهم واجب هو على مجلس النواب بضرورة إقرار قانون أحزاب يتيح التعددية الحزبية ويسهم بزيادة مدى الحريات الممنوحة للأحزاب وفق أطر القانون.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)