طلبة نيوز-

الدكتور محمود رمضان الجبور

قبل أيام اتصل بي أحد الأصدقاء يطلبني النصيحة في مجلة علمية عربية تحترم نفسها وقراءها ، ترد هيئة التحرير فيها على الكتاب بسرعة حتى لو كان ردها تتفيه البحث وتنتيف الباحث ، ذلك أن له تجربة مريرة مع غير واحدة من المجلات الأكاديمية العلمية في الأردن والمغرب العربي ، ففي الأردن وبعد انتظار 10 أشهر بالتمام والكمال جاء الرد بالاعتذار ، طبعا في هذه الفترة حملت زوجته وأنجبت صبية توشك أن تنطق (بابا ) قبل أن يتكرم الباحثان اللذان أرسل لهما بحثه الذي لا يتجاوز 25 صفحة بالنطق بالحكم ، أما المجلات في دول المغرب العربي فـ (لا خبر ، لا كفيه ، لا حامض حلو ، لا شربه ) حتى أنهم لا يكلفون أنفسهم بالرد أن البحث قد وصلهم ، قد تكتشف بعد سنتين أن البحث نشر دون علمك ، هذا ما حصل مع أحد الأساتذة الذين أحترمهم، فلما تبين للمجلة التي نشر فيها بحثه ، بعد أن يئس من رد الإخوان في الجزائر ، أن البحث منشور سابقا وضع على القائمة السوداء وطلب منه أن يدفع تكاليف التحكيم كاملة .
طبعا الأعراف والتعليمات تنص على أنه لا يحق للباحث أن يسأل عن مصير بحثه ، ولا يجوز له أن يرسله إلى جهة أخرى حتى يصله رد رسمي من المجلة .
الأساتذة الأجلاء في هيئات التحرير ،
تحية واحترما وإجلالا ، لكم كل التقدير ، أعرف أنه تم اختياركم من ذوي الكفاءة والخبرة والدربة ، أثق بحياديتكم ونزاهتكم لكن يبدو لي أن ثمة عفنا ما لا بد من تطهيره ، فما أسهل أن تحدثوا قوائم التحكيم لديكم ، وأن تتضمن مراسلاتكم النقاط الآتية :
أولا : الرد على الباحث آليا بأن بحثه قد وصل ، ولا بأس في شكره على اهتمامه بالنشر في مجلتكم.
ثانيا : عرض البحث على لجنة داخلية تجتمع مرة في الأسبوع للنظر في الأبحاث ومدى مواءمتها لسياسة المجلة واتخاذ قرار بشأن البحث ، أيعتذر للباحث أم يكتب له بأن المجلة بصدد إرسال بحثه للمحكمين ؟
ثالثا : مخاطبة المحكمين لمعرفة مدى قبولهم بتحكيم بحث يحمل عنوانا محددا في حقل معرفي محدد . على أن يصل رد الباحث خلال أسبوع ، فقد حصل أن المجلة أرسلت البحث لمحكم توفاه الله منذ سنتين .
رابعا : إرسال البحث لمن قبل تحكيمه مع ضرورة إبلاغه أن يصل رده في موعد أقصاه شهر .
خامسا : إن لم يصل قرار المحكم خلال المدة المحددة يرسل للمحكم أن المجلة تعتذر له وأنها ستقوم بشطب اسمه من قوائم المحكمين لديها .
وأنت يا صديقي ،
إلى أن تقتنع مجلاتنا العلمية في الوطن العربي بكلامي هذا أنصحك أن تتعلم لغة جديدة تكتب بها بحثك حتى لو كانت إحدى لغات الهند المهددة بالانقراض .