TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
التطويرشرط للتمدن والرقي
19/10/2016 - 3:45pm

طلبة نيوز-

الاستاذ الدكتور هاشم الطويل-جامعة الحسين بن طلال

       الاسلام دين محبة وتآخٍ، وليس دين عنف وكراهية، ويحضنا على احترام الآخر وصون كرامته وخصوصيته بصرف النظر عن جنسه ومعتقده ولونه، فمن ثوابت الدين تحقيق العداله، وحماية حقوق الفرد وصونها ، كما يرفض العدوان والاساءة بكل اشكالها، لأن المسلم يجب أن يكون عارفاً باصول دينه، متمثلاً لعقيدته سلوكاً ومنهجاً دون تطرف ومغالاة،  ويترتب على ذلك إعادة النظر  بأنماط السلوك الاجتماعي  في مؤسسات التنشئة الاجتماعية المختلفة(الدينية والأسرية والاعلامية والتعليمية....) لتأسيس عقلية منفتحة على الآخر تقبل به وتحترم رأيه ولا تقصيه أو تهمّشه من منظور البعد الديني " لا إكراه في الدين " .

       وبعد أن أصبحت لغة العنف هي أساس الحوار، وأصبح العنف جزءاً من حياتنا اليومية نعايشه أينما حللنا (اجتماعياً ونفسياً وعملياً)، وأصبح سمةً جديدة من سمات مجتمعنا، بل جزءاً ومكوناً رئيساً من مكونات خطاب الحياة اليومية، وإن اختلفت درجات ظهوره حسب الظروف الزمانية والمكانية، وجب علينا استنباط آليات جديدة تواكب الرؤية الحداثية والمعاصرة  في توظيف اللغة اليومية ، و إنتاج خطاب قائم على أسس معاصرة تتقبل الرأي والرأي الآخر بروح منفتحة تعتمد الموضوعية والاعتراف بأوجه القصور الواقعية وعدم احتكار الحقيقة وادعاء الكمال وخلاف ذلك يعدّ ناقصا من وجهة نظرهم  ، ومن هنا وجب الاهتمام بمعالجة الخلل في النظام التعليمي من خلال التركيز على دراسة نظام التعليم ذاته، أو في علاقته بالنظم الفرعية الأخرى في المجتمع، فتوجيه خطابنا الديني العقلاني وخاصة للذين تم إغواؤهم وتظليلهم  (وقد يتم) من جهات غامضة لها مصالحها وأجندتها السياسية والاقتصادية، ولها ارتباطاتها ببعض الدول التي تؤجج الصراعات لتحقيق العديد من الأهداف مثل بيع السلاح، وتقاسم ثروات المنطقة، وأصبح الشغل الشاغل الذي يُحرك السياسات الدولية الاقتصادية والعسكرية والسياسية. فالخطاب الرسمى بقراراته التى يرسمها لأفراد المجتمع هو انعكاس لخطاب عالمى أوسع ؛ لأن الدولة ليست منعزلة عن محيطها الإقليمي والعالمي بل تعيش في ظلال منظومات عالمية تحتكم لبرامجها ومؤسساتها الكونية التي تنضوي تحت لوائها   ، وإن غياب أو ضعف دور الدولة والأجهزة الأمنية،  يفتح الباب على مصراعيه لزيادة أنماط العنف وأسبابه داخل المجتمع أكثر مما كان عليه من قبل ، ومن هنا يتأتى خطر انغلاق الدولة وإقصاء نفسها عن العالم بحجة خصوصيتها في مختلف أنماط الحياة ومجالاتها ، ولا يستطيع أي منظر أو فيلسوف تغييب هذه الحقيقة أو تجاهلها ،  فلكل دولة خصوصيتها ، ولكن لا يمنع ذلك من توجيه هذه الخصوصيات وتنظيمها بما لا يتصادم مع الأبعاد العالمية الساعية إلى نبذ التطرف والغلو الذي تنبذه جميع الأديان ..

        إن نوعية الخطاب التعليمي المنشود يتطلب عناية فائقة من كافة شرائح المجتمع ، كما أن تجديده أصبح ضرورة من ضرورات العصر، لتنمية مهارات التفكير العلمي، والعقلاني، ومناقشة القضايا ومعالجة المشكلات، لأن أي فعل " انتهاكي " يُنتج تأثيرات ضخمة ومؤثرة على مستوى المعايير والقواعد العامة للسلوك الاجتماعي أو التنظيمي داخل المجتمع.

       ومن هنا فالواقع التاريخي والأخلاقي يحتم علينا أن ننظر، ونقرأ، ونتمعن، ونعمل بكل ما جاء به جلالة الملك من أفكار في الورقة النقاشية السادسة، فالملك عبد الله الثاني وقف إلى التفكير والحوار في جميع الأوراق النقاشية السابقة، ومن خلال خطاباته ونقاشاته ورؤاه  في مختلف الميادين المحلية والعربية والدولية مؤكدا على ضرورة اتباع المنهج الموضوعي والعقلاني  للعمل المستقبلي - محلياً واقليمياً ودولياً -، ولكن يبدو أن المجتمع بمؤسساته المختلفة يتغنى بهذه الأفكار بعيداً عن تطبيقها، وما زال لدينا من يُعطل المبادرات والأفكار.

 

 

 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)