TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
التعليم التقني بين النظرية والتطبيق
24/02/2018 - 2:00pm

الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات

يعتبر التعليم التقني والمهني الأساس الذي تبنى عليه النهضة والصناعة وهما يشكلان قاعدة الهرم الوظيفي في الدول الصناعية المتطورة والدول المنتجة، ومما لا يخفى على أحد أن هذا الهرم الوظيفي مقلوب في بلدنا الحبيب ويشكل التعليم التقني والمهني رأسه بدلا من أن يكونا القاعدة، وقد أدركت الحكومات المتعاقبة هذا الخلل وعملت على تصويبه من خلال مجموعة من الأنظمة والتشريعات التي تحث على هذا النوع من التعليم وتشجع الطلبة على الالتحاق به , وجاءت توصيات اللجنة الوطنية لتنمية الموارد البشرية - والتي تتمتع بمتابعة حثيثة من مولاي جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله حفظهما الله ورعاهما – منسجمة ومتماشية مع هذه التوجهات , ليصار الى التركيز على هذا التعليم ودعمه ماليا كونه مكلف على الجامعات والكليات لاحتياجه للمشاغل والمختبرات ولما يتمتع به خريج هذه التخصصات من فرص عمل قوية في سوقي العمل العربي والمحلي.
ومن خلال متابعتي الشخصية وحثي لمن أعرفهم وممن حصلوا على معدلات دون ال 65% للالتحاق بهذا النوع من التعليم لأتفاجئ بعزوف عدد كبير منهم عن هذا التعليم لارتفاع رسومه وتكاليفه حيث بلغت رسوم الساعة في النظام العادي 35 دينار أردني وفي النظام الموازي 45 دينار أردني، وعلمت أيضا بأن عدد كبير منهم فضل الدراسة في الجامعات الخاصة في مرحلة البكالوريوس حيث أن رسوم الدراسة في التخصصات العلمية والإنسانية في تلك الجامعات أصبحت أقل من رسوم التعليم التقني بالإضافة الى حرص معظم الجامعات الخاصة على منح الطلبة الجدد خصومات تصل الى 30% وأكثر لتشجيعهم على الالتحاق بها .
لا يخفى على احد أهمية التعليم التقني وحاجة سوق العمل له فلماذا لا تترجم هذه الأهمية على أرض الواقع بتخفيض تلك الرسوم علما بأن هذا التعليم يحظى الان باهتمام كبير من وزارة التعليم العالي ومن المانحين الدوليين.

اذا أردنا أن نترجم توصيات اللجنة الوطنية لتنمية الموارد البشرية على أرض الواقع وأردنا تخفيض نسبة البطالة فيجب أن يكون هذا التعليم مدعوم من الحكومة وبرسوم رمزية مخفضة أو حتى بشكل مجاني وعلى الجامعات والكليات التي تدرسه بناء شراكات مع القطاع الخاص ضمن مشروع التدريب من أجل التشغيل لدعم الطلبة في دراستهم وتخفيض حجم البطالة وتخفيف الأعباء الماليه المترتبة على ذوي الطلبة ودمج الطلبة بسوق العمل من خلال إكسابهم المهارات المطلوبة واللازمة لسوق العمل.

حمى الله هذا البلد الطاهر ومليكه وشعبه واحة للأمن والأمان وهيأ له من أهله من يحرصون على رفعته وتطوره وصون أمنه.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)