كثرت الألسن التي «تطعز» بالحكومة هذه الأيام ..و التي تريد أن تثبت – هذه الألسن – أن الحكومة فشلت في الملف الاقتصاديّ بالذات ..! المشكلة أين ..؟ أن هؤلاء القايمة قيامتهم على الحكومة هذه الأيام ؛ يصنفون أنفسهم محللين سياسيين نخب أوّل ؛ و محللين اقتصاديين  فلتات زمانهم ..وكانوا قبل هذه الأيام ؛ ومنذ قرارات حكومة النسور الأولى (يقرقعون) رؤوسنا و يضغطون على أعصابنا لإثبات أن كل ما فعلته و تفعله الحكومة (صح) ..وكانوا أساتذة في التبرير ؛ جهابذة في (التمرير) ؛ عفاريت في (التخريج)؛ و ملاعين في إسكاتنا..!
لهم أسبوع و أكثر ..يعيدون كلامنا الذي قلناه منذ سنوات خداعات .. ويكثرون من استخدام كلمة (فشل و فشلت ..) و يتلذذون الآن وهم يحاولون إثبات أن هذه الحكومة
(خربت بيتنا) و قادتنا إلى (المجهول) و أنها حكومة غير (شعبية) و أن الناس ضاقت بها و منها .. فجأة يتبنّون هذا الكلام ..وبالأمس القريب كانوا يمسحون (الجوخ) و الأرض تحت أقدام الحكومة..!
حتى الحكومة نفسها تعلم بأنها حكومة غير شعبية ..وتعلم أن رضا الناس عنها شبه مفقود ..ولن أناقش هذا ..نقاشي و غضبي هو على زملاء في الاعلام يجمّلون الحكومات بمكياج ثقيل جداً و مكشوف ..و عندما يحين وقت مغادرة الحكومات أو هكذا يحسبونها ؛ يبدأون بـ(الطعز) بهذا المكياج الذي وضعوه هم و يستقبحون شكلها وأفعالها ..!
ونكتشف نحن في دقيقة أنهم احتاجوا سنوات – وهم المختصون و المحللون – لكي يعيدوا كلام الناس التي لا تتدخل في السياسة والاقتصاد إلا بمقدار شعورها بالضرر من قرارات الحكومة ..!
أتمنّى أن يتمّ التمديد لهذه الحكومة سنة جديدة ..فقط لكي أرى كيف سيتعامل معها الذين يعتبرون أنفسهم لا يشقّ لهم غبار في الرأي و وجهة النظر ..وهم أعلم الناس بأنهم ليسوا سوى (راكبي موجة) ..!! أريد أن أراهم وهم ينقلبون على آرائهم مرتين ..وكيف سيقدّمون لنا تحليلاً ساحقاً عن الأسباب الواجبة لبقاء الحكومة الناجحة لغاية الآن في التعاطي مع الملفات المعقدة..؟؟
ارحمونا من مكياجكم ؛ فالشفاه المقطوعة لا ينفع معها أحمر الشفاه ..!