الدكتور عارف عارف الجبور 

اتقدم بخالص التهنئة والمباركة لمعالي يوسف العيسوي (ابو حسن) على الثقة الملكية الغالية بتعيينه رئيسا للديوان الملكي الهاشمي وليس غريبا فابو حسن كان دائما متابعا للجنة المبادرات الملكية السامية ، وفي جعبتي الكثير من القصص عن معاليه ، فلقد كان يتابع ما أكتبه عن القضايا التنموية وعن المبادرات الملكية وضرورة وصولها لكافة مناطق الوطن وخاصة الريف والبادية والمناطق الأقل حظا ، وارجو من معالية ان يكون حلقة الوصل الحقيقية بين المواطن والملك ومؤسسات الوطن ، وان يستمع لهموم المواطن في كافة انحاء الوطن في الشمال والجنوب والوسط والشرق وخاصة في ظل صعوبة الوصول الى المسؤول الأردني سواء كان وزير او أمين عام او مدير دائرة او رئيس قسم او موظف بسيط او حتى مسؤول مقسم ( وانا هنا استغرب هنا لماذا لا يجيب بسرعة على المكالمات الهاتفية ) . 
ان نهج التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي بدأ من الديوان الملكي وان هذ التغييرات على قيادات الصف الأول والتركيز على الأداء الواقعي الملموس هو رؤية صاحب الجلالة ، بعيدا عن حملة الدكتوراه من جامعات غربية واجنبية واجادة أـكثر من لغة ، وان أداء معالي ابو حسن يبدوا أنه أعجب الملك فالأصل تقييم الأداء وليس الشخص والعشيرة ، فالأردن في هذه المرحلة يحتاج الى الخدمة وادامة التواصل وحل المشكلات بعيدا عن التعسف في استخدام السلطة ، واننا مع هذه التغييرات السياسية والتي يبدوا انها ستنعكس على الاداء الاقتصادي والاجتماعي والتنموي. وهذا هاجس الملك الوصول الى الناس وادامة التواصل بين الملك والشعب في كافة مناطق المملكة.
ان بيت الاردنيين( الديوان الملكي الهاشمي ) في الفترة السابقة كان يعاني من الجفاء وصد المواطن صاحب الحاجة والمريض والمظلوم والطالب الجامعي الفقير والارمل واليتيم والمسن وصاحب الحاجة والباحث عن اجابة لحل مشكلة هنا او هناك ، وان اعادة الدور الانساني والخيري لبيت الاردنيين ( الديوان الملكي الهاشمي ) هو المطلب الحيوي والهام لابناء المجتمع الاردني وان العشق الذي يجمع بين المواطن والعائلة الهاشمية والنظام الملكي هو هاجس كل مواطن اردني يلوذ بالديوان من ظلم وزير او مسؤول او تعدي على حقوق من قبل قوى الشر والظلم ، وان نصرة جلالة الملك عبدالله الثاني للمواطن في كثير من القضايا تعبر بحق عن اعادة رسم الدور الانساني والخيري للديوان الملكي الهاشمي بيت العدل والحق ونصرة الضعفاء والمساكين والمحرومين والمهمشين والمسخمطين الذين لا يجدون الملاذ الاخير الا لصاحب الجلالة وديوانه الملكي العامر ، نعم نريد اعادة حقيقية لدور الديوان الملكي الهاشمي في تحمل جزء من هم الاردنيين الشرفاء والاحرار والصادقين الذين يرفعون الراية عالية راية الاردن خفاقة ويعلنون انهم مع القائد في خندق الوطن وفي كل جانب : سياسي واقتصادي واجتماعي، وتنموي ، يبحثون عن الحرية والرغيف الكريم ، وعن المصداقية والمكاشفة وعن الاستماع لصوتهم بعيدا عن كل ما يعكر الصورة وينقل الخبر على غير صدق وسوء نية.
نريد اعادة لرسم دور الديوان الملكي الهاشمي في حياة الناس خارج العاصمة في الريف والبادية والمخيمات والقرى والتجمعات السكانية الاقل حظا والاكثر فقرا وان يستمع الديوان وموظفيه لهموم الناس في الزراعة والصناعة والتعليم والتعليم العالي وهموم حملة الماجستير والدكتوراه وهموم الطالب الجامعي الذي تعذر عليه اكمال التعليم الجامعي وعن هموم القطاع الصناعي والاستثمار وعن الحيتان الذين يطفشون الاستثمار بحجة الشريك الاستراتيجي والمضارب والممول الوهمي او عن طريق فرض القوة عبر شبكات الزعرنة واللصوصية من خلال ( الابتزاز ، والتهديد ، وغيرها من اساليب قذرة ادمن عليها وللاسف نخبة حقيرة هدفها الثراء على حساب خلق فرص العمل في لواء فقير هنا او لواء معدم هناك ، او دفع رسوم لطالبة جامعية فقيرة ضاقت بها السبل او تقطعت بها الأمال ولم تجد سوى شركة او مصنع يدفع لها رسومها ، وكم هي القصص التي يعاني منها هولاء المستثمرين من قوى الظلم والفساد التي أكلت الاخضر واليابس .
نعم نريد الصورة الحقيقية للديوان الملكي الهاشمي بيت الأردنيين الذي من دخله فهو امن على نفسه وأهله ووظيفته ومستقبله ، نريد ان يكون هذا البيت الديوان الملكي الهاشمي سفينة النجاة لكل أردني ضاقت به السبل وتشعبت به الدروب وادلهمت عليه النوائب ، نريد ان يكون الديوان الهاشمي يا جلالة الملك النصير والعون والمساندة يمسح الدمعة عن كل يتيم ومشرد ولاجىء ، نريد ان يكون هاجسنا وحبنا وأملنا وسفينة النجاة لنا ، نريد متابعة لكل استدعاء يكتب او يرسل عبر الفاكس او الايميل لصاحب حاجة او مطلب متابعة دقيقة مع حاجته حتى تجد الحل ، ونريد لجان عاملة من موظفيه ، وان لا يكون ديوانك يا صاحب الجلالة حكرا على فئة او طبقة او طائفة او من لون معين ، بل يجب ان تتاح الفرصة لكل شاب مؤهل يملك الفكر والتجربة والعلم والخبرة مهما كان لونه وعشيرته ، فالهدف هو العمل والبناء وخدمة الناس وليس الحصول على الجاه والمنصب والحافز .
نريد يا جلالة الملك ان تؤسس مكاتب للديوان الملكي الهاشمي في كل لواء لتخفف على الناس عناء الوصول لعمان وان يتابع الديوان واقع التنمية المحلية المنفذة بكل جوانبها الاجتماعية والاقتصادية والتنموية وان يستمع الديوان الملكي الهاشمي عن قرب على تلمس حاجات الناس وهمومهم ويرفعها لك لتجد الحلول السريعة . نعم نريد ان يخرج الديوان الملكي من العاصمة عمان الى الأطراف الى القرى البعيدة وخارج مراكز المدن والمحافظات كي يستمع عن كثب هموم الناس وهمهم ، وان نخرج من عمان فالفقر خارج عمان والبطالة هناك وتطوير البنية التحتية والاستثمار وخلق فرص العمل وادارة استراتيجية البناء والتحديث تبدأ من قوة الأطراف وليس المركز . وان الاستماع للشباب والاحتياجات ومواكبة التطورات وفتح أبواب الديوان الملكي لهم والاستماع لقصص النجاح والريادة مطلب حيوي وخاصة انهم قوة التغيير الحقيقية نريد ان يكون الديوان معهم وليس عليهم حتى يكون الوطن لنا جميعا . 
نعم يسظل الديوان الملكي الهاشمي بيت الاحرار والشرفاء والصادقين ، وفزعة لكل مهموم ومغموم ومشرد ، ونأمل ان تكون التغييرات الجديدة في الديوان الملكي الهاشمي فاتحة خير وبوابة جديدة ندخل منها مرحلة جديدة لرسم الدور الحضاري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي للمطبخ السياسيي ومصدر القرار وصانع السياسات ومطلق المبادرات .