TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
السلوك الاكاديمي السيىء. و مخاطره على الجامعات الاردنية!
24/08/2016 - 11:15pm

السلوك الاكاديمي السيىء.. ومخاطره على الجامعات الاردنية!! 

الدكتور نضال يونس
تختلف الاجتهادات والآراء فى القضايا الاكاديمية تبعا لطبيعة الموضوع، فالحديث عن وجود اعلانات لبيع شهادات جامعية اردنية مزورة غير الكتابة عن موضوع اخلاقي كالسرقات العلمية والفبركة وتزويرالنتائج، او عن مشروعية اسماء بعض رؤساء الاقسام والعمداء او رؤساء جامعات توضع على الاوراق والابحاث العلمية حين تمارس وكأنها طبيعية ولا غبار عليها ، وما حدث قبل فترة من ضجة حول سحب شهادة الدكتوراة من احد أعضاء هيئة التدريس في احدى الجامعات الاردنية بعد ثبوت انه أستل رسالته التي حصل بموجبها على درجة الدكتوراة من رسالة دكتوراه سابقة، او الحديث عن اقتباسات متعددة من محرك البحث جوحل فى بعض المنشورات العلمية او رسائل الماجستير، الى شبهة تدخل رئيس جامعة رسمية في رفع علامات ابنته في الجامعة، وهي القصة التى تقول لصاحبها "بلغ السيل الزبى".

سبق ذلك قضية التشكيك برسائل الدكتوراة التى تمنحها بعض الجامعات العربية وحتى الاجنبية، والمشكل هنا أن مثل هذه الآراء تطرح فى وسائل الاعلام، ولا يتم مناقشتها فى جامعاتنا لتصبح "تشريعات" يفترض الالتزام بها، وفي هذه الحال نحتاج إلى حوارات اكاديمية معمقة لضيط مثل هذه الممارسات التى تندرج تحت ما بات يُعرف بسوء السلوك الاكاديمي “Academic misconduct” ، ولعل مسؤولية الجامعات اذا ما سكتت عليها ولم تبادر لضبطها، تصبح وكانها ممارسات عادية ومقبوله وهي فى حقيقتها تجاوز صارخ للاعراف والتقاليد الاكاديمية..

سمعنا مؤخرا ان وزارة التعليم العالي اكتشفت 11 شهادة مزورة “Fake degrees “خلال العام الحالي، واحالت حامليها الى الجهات القضائية، وقبلها عن التحقيق الذى اجرته مكافحة الفساد في شبهة تدخل رئيس جامعة رسمية في "رفع" علامات ابنته في الجامعة من خلال الضغط على أحد أعضاء هيئة التدريس، وقبلها عن قيام الجهات الرقابية بدراسة ملف "ترقية" أحد الاكاديميين في احدى الجامعات، حيث ان هناك معلومات تفيد بأن رئيس الجامعة آنذاك سلمه أوراق تقييمه وإرسالها باليد إلى المحكمين!!

ان صحت هذه الاخبار فان فى ذلك تجاوز صارخ لمبدا النزاهه الاكاديمية
“Academic integrity” التى تقوم على العدالة والموضوعية والنزاهة والشفافية والحياد فى العمل الاكاديمي الذى يهدف بالاساس الى تنشئة اجيال من الطلبة على مبادىء الاستقامة والإخلاص والعدالة واحترام الرأي والرأي الآخر .

أما الالتزام باخلاقيات التاليف والنشر، ومن يجوز له ان يضيف اسمه على الاوراق العلمية، وتنامي ظاهرة كتابة اسماء الاساتذة والمسئولين الذين يحشرون انفسهم فى كل مقاله علمية أو ادبية ويوشحون كل ما ينتج فى مؤسساتهم باسمائهم وهو ما يعرف "Authorship gifts" بهدايا النشر العلمي، حتى فاق منتجهم البحثي المزعوم العديد من العلماء الباحثين الذين يواصلون الليل والنهار فى اجراء البحوث العلمية، وهناك مشكلة الكتاب الاشباح" Ghostwriter” الذين يكتبون رسائل الماجستير والدكتوراه باثمان زهيدة لطلبة الدراسات العليا فى الجامعات الاردنية..

هذه قضايا حساسة، وتحتاج الى نقاشات عميقة ومطولة للخروج بتوصيات ووضع "تشريعات" رادعه تحد من تكرارها، لما لها من اضرار على سمعة الجامعات الاردنية، واساءة لاعضاء هيئة التدريس وتجاوز صارخ لمبادىء العدالة وتكافؤ الفرص فى العمل الاكاديمي، وهي فرصة لمن يحقدون على الجامعات بتوظيف هذه القضايا لإثارة الراي العام ، وعندها قد تخلق الاخطاء البسيطة فوضى كبيرة نحن فى غنى عنها.

جامعاتنا لا بد ان تتحمل مسئولياتها في التاكد من سلامة المنتج العلمي، وخلوه من السرقة العلمية والتزوير والفبركة، ومسئولية التأكد من ان تكون ابحاث اعضاء هيئة التدريس العلمية اصيلة ورصينه، ليصار الى نشرها فى مجلات علمية مفهرسة ذات معامل تاثير كبير “High impact factor” ينعكس على سمعة وتصنيف الجامعات الاردنية..

التعليقات

محمد عارف (.) الخميس, 08/25/2016 - 19:16

ان اكبر خطر على التعليم العالي في الاردن هو السكوت على المزورين والفاشلين لولا كذبهم وتزويرسيرهم الذاتية ناهيك عن تلميعهم لا بل التفاني بذلك والاسهام بان تقع الفأس بالرأس . كما حصل في خطايا لجان وزارة التعليم العالي الاخيرة بخصوص رئاسات الجامعات. وكل من طبل وزمر سواء دون علم او بتواطؤ هو فاقد للمصداقية وبالتالي التاثير.

مطلع (.) السبت, 08/27/2016 - 20:12

مقال رائع شخص الواقع واحب ان أضيف ان بعض الأكاديميين تجاوزا ذلك الى سرقة التراث الحضاري الأردني حيث اقدم أستاذ دكتور في جامعة حكومية بسرقة وبيع اكثر من 400 تمثال طيني نادر عمرها يزيد على 8000 سنة عثر عليها في حفرية مرخصة لنفس الجامعة التي يعمل بها. القضية دخلت اروقة مكافحة الفساد ولم تخرج منها وتمت لملمة القصة.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)