TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الصفقة الأمريكية – السعودية – الإسرائيلية المحتملة ما لها وما عليها
28/09/2023 - 1:00pm

بقلم الدكتور عارف بني حمد /جامعة اليرموك
كل المعطيات والتسريبات والتصريحات الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين والسعوديين والإسرائليين تشير الى أنه تم التوصل إلى إطار ومسودة إتفاق ثلاثي بين الأطراف الثلاثة،ويبدو أن التأخير في التوقيع والإعلان عنه مرتبط بوجود بعض النقاط تحتاج لمزيد من النقاش والتفاصيل، وأيضا بعض الأطراف (السعودية وإسرائيل ) تحتاج إلى التمهيد للإتفاق لتهيئة شعبها لقبوله وتسويقه على أساس أنه إنجاز وطني كبير.
وتعتقد السعودية بأن هذه الصفقة ضرورية لحماية طويلة الأمد لأمنها القومي، لأنّها تشمل اتفاقية دفاع مشترك مع أقوى دول العالم، وجاء الابتزاز الأمريكي باشتراط الصفقة بالتطبيع مع إسرائيل، بادعاء أن هذا يسهّل تمرير الاتفاقية في الكونغرس. هذا الإتفاق إن تم يؤكد بأن العلاقة بين الأطراف الثلاثة ستكون أشبه بزواج المتعة كل طرف له مصلحتة الخاصة تدفعه لتوقيع الإتفاق ، وهي على النحو التالي :
الولايات المتحدة :
- تحقيق الرئيس بايدن لإنجاز في السياسة الخارجية يعزز فرصة فوزه بالإنتخابات الرئاسية القادمة 2024 ،لأن إتفاق التطبيع السعودي ـ الإسرائيلي بأهمية إتفاقية كامب ديفيد المصرية الإسرائيلية .
- إحتواء التغلغل الصيني في المنطقة وكبح التقارب الصيني السعودي، الذي أخذ أبعادا لم تتوقّعها واشنطن، خاصة بعد زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية، ووساطة الصين في إعادة العلاقات بين طهران والرياض، وانضمام السعودية إلى منظمة البريكس، التي تتزعّمها الصين وأقيمت أصلا من أجل مواجهة الهيمنة الأمريكية.
- إحتواء إيران وتحجيم نفوذها في المنطقة .
- إبعاد السعودية عن روسيا وخاصة في موضوع تحديد أسعار النفط (أوبك +)
السعودية :
ترتبط التحركات السعودية بطموح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإعادة
بناء الدولة السعودية وتعزيز نفوذها ودورها الإقليمي والدولي لموازنة النفوذ والدور الإيراني المتعاظم في المنطقة،وهذا يتطلب:
- توقيع إتفاقية دفاع مشتركة مع الولايات المتحدة لضمان أمن السعودية والأسرة الحاكمة من أي تهديدات خارجية (تهديدات إيرانية) .
- بناء مفاعل نووي وإمتلاك التكنولوجيا النووية (دورة تخصيب اليورانيوم كاملة ) واللحاق بإيران في هذا المجال.
- الحصول على أحدث الأسلحة الأمريكية .
- التنسيق الأمني المشترك السعودي - الإسرائيلي لمواجهة ايران (العدو المشترك) وإستفادة السعودية من بعض التقنيات الإسرائيلية خاصة في مجالات التجسّس الإلكتروني ومضادات الصواريخ وأسلحة الليزر.
إسرئيل :
تسعى إسرائيل إلى :
- تعزيز وضع رئيس الوزراء الاسرائيلي (نتينياهو ) داخليا بإنجاز إتفاق تاريخي مع السعودية ، على ضوء الأزمة الداخلية التي تعاني منها حكومته .
- الإندماج في منظومة الأمن الاقليمي والخليجي ولعب دور قيادي فيه والإقتراب أكثر من الحدود مع إيران لإحتوائها .
- عزل القضية الفلسطينية عن قضايا تطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية والإسلامية .
- تعزيز الفرص الإقتصادية .
وهناك جهات ستتضرر من توقيع هذه الصفقة :
أولا - فلسطين :
كل ما هو مطروح لا يساهم بخطوة واحدة في طريق إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وستكون القضية الفلسطينية هي الخاسر الأكبر من هذه الصفقة ،إذ لن تستطيع السعودية فرض أي شروط على الجانبين ألامريكي والإسرائيلي لتقديم تنازلات للفلسطينين مثل تنفيذ حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس الشرقية ،على ضوء وجود حكومة ائتلافية يمينية متطرفة في إسرائيل، وعدم قدرة الإدارة الأمريكية على الضغط على إسرائيل مع قرب الانتخابات الرئاسية الأمريكية .
وما يهم السعودية بالدرجة الأولى هو مصالحها الوطنية وأمنها القومي،وقد تراجع الإهتمام بالقضية الفلسطينية ،وإجراءاتها تجاه فلسطين (تعيين سفير وقنصل في القدس وزيارة رام الله ) هي إجراءات شكليه لاحتواء المعترضين في الداخل السعودي على هذه الخطوة وإظهار بأن هناك تنسيقا مع الجانب الفلسطيني. وبالمقابل السلطة الفلسطينية لا حول ولا قوة لها ولن تعارض التطبيع السعودي مع إسرائيل وكل همها الحفاظ على وضع السلطة والحصول على تمويل سعودي موعود.
ثانيا- الأردن :
والأردن أيضا سيكون الخاسر الأكبر في حال إتمام هذه الصفقة، على ضوء الضبابية حولها وغياب أي تنسيق سعودي – أردني بهذا الخصوص ، وستكون على حساب الدور الإقليمي الأردني المشتبك مع القضية الفلسطينية ، وهناك تخوف أيضا على موضوع الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس وأن تصبح موضوع مساومة ، اذ تعتبر القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن مسألة حياة أو موت، والأمن الوطني الأردني مرتبط بحل القضية الفلسطينية بأقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ،والا ستكون الحلول المستقبلية على حساب الأردن.
ثالثا- مصر:
مصر أيضا ستكون الخاسر من هذه الصفقة لأنها ستهمش دورها الإقليمي وخاصة تجاه القضية الفلسطينية .
وفي الختام مطلوب من السعودية التنسيق والإنفتاح على الأردن ومصر وإطلاعهما على الجزء الخاص بالقضية الفلسطينية لما يشكله ذلك من أهمية للمصالح الوطنية للبلدين.
والله ولي التوفيق

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)