TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
العابرون بين قصورهم
28/07/2016 - 5:30am

طلبة نيوز- د. اروى الحمايده

يمر احدهم القادم الى عمله يوميا من مسقط رأسه في ضواحي عمان عبر ما يسمى بعمان الغربيه. يقول: اذا كان راتبي  لا يتجاوز الخمسمائة دينار, واضطر ان ازعج حدقات صدري بصور قصورهم الفارهه, العالية الجدران, الجميله, بحماياتها المحكمه ,واشجارها النديه, وشوارعها المصانه. واقارنها رغما عني بمنزلي المتواضع وسيارتي التي تؤذيهم بضجيج دخانها والتي بالكاد تسير رغم ضوضائها المرتفع, فماذا تتوقعين مني انا ابنكم العابر اليومي خلال مدنهم وقصورهم؟

ويزيد فيقول انه يشعر بالحنق والغضب وانعدام العدالة....واحيانا بالصغر.

وافهم جيدا كلماته هذه وما بين حروفها وما قد تكون تعابير وجهه قد اخفته. غير انك يا صديقي قد نسيت علك ان بعضا من هؤلاء تعبوا سنينا, وربما تغربوا, ومنهم من لا زال يعمل ثمانية عشر ساعة باليوم كي يعلي جدران منزل عمره. منهم من مر باقسى مما تعتقد هو عائلته وتحمل وشقى وصبر. ليسو كلهم سواء يا صديقي.

 بالطبع منهم الاخرين, الذين علت قصورهم بين ليلة وضحاها, ومن حساب هذا الوطن وعلى حساب قوت ابناءه. هؤلاء لا يثيرون غضبك وحدك بل غضبنا جميعا.

هذا الوطن - يا خوي - ما عاد يحتمل المزيد من الفروقات ولا التفرقات. هذا وطننا الغالي على اتساع قلبه ما عاد يحتمل مزيدا من الحنق والكراهيه ولا مكان فيه للتشكيك. هذا الوطن –يا خوي- كل معادلاته واضحه , وما علينا الا ان نبدأ بأنفسنا لتسقط اسوار الوهم ولانه لابديل لذلك.

يا خوي,

 هذا الوطن الرائع ضاق نفسه بهم ومنهم, فهل نتركه وحيدا؟ من غيرنا, نحن العابرون بين قصور الاخرين يضمد جراحه؟ من غيرنا اصحاب الضجيج يبقى بجانبه حين البأس؟

ولكن لعدالة السماء حسابات لا نعرفها....فارحم اولئك الذين بعرقهم شيدوا بيوتهم وبتعبهم.

يا خوي... ليسوا كلهم سواء!

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)