TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
المناهج الدولية في المدارس الأردنية..!
29/09/2016 - 6:15am

طلبة نيوز- د. أسامة الفاعوري  

 

..يقول رالف إيمرسون (Ralph Emerson) الشاعر الأمريكي الراحل في تعليم الأبناء» نحن طلاّب الكلمات، يتم إرغامنا على الصمت في المدارس والكليات، وغرف للتسميع لمدة 10-15 عاماً، والنتيجة في النهاية، طلاّب فارغون من أي نوع من المحتوى، وذاكرة من الكلمات، ولا نعرف شيئاً». من الواضح أن دخول المناهج الدولية والجامعات العالمية كانت وجهتها الأولى التعليم العالي، ولكن ما نلحظه اليوم، دخول هذه المناهج الدولية الى المدارس في كثير من دول العالم وخصوصاً الدول النامية، والأردن إحدى هذه الدول، فهنالك العديد من المدارس الخاصة التي تبنت هذه المناهج الدولية في مدارسها، وخصوصاً المدارس الخاصة.

...والسؤال الذي يُطرح الآن من العديد من الجهات، ما مدى ضرورة إدخال المناهج الدولية الى المدارس الأردنية، وما هي السياسة التعليمية ومن وراءها ؟ وهل يدركون خطورة ذلك؟ وهل هذا المناهج ضرورة لا بد منها في مثل هذه المدارس؟ وهل نحن بحاجة لها؟ وهل هذه المناهج الدولية تدخل الينا من منطلق سياسي أم من منطلق نوعي؟! وهل من يُقبل على هذه المناهج، الطبقة الغنية من المجتمع أم الطبقة الفقيرة منه؟ العامة من الناس أم الخاصة؟ الأكثرية أم الأقلية؟ وهل الحكومة محقة في ادخال هذه المناهج الى المدارس صحيحة أم لا؟ كل هذه التساؤلات كان لا بد من الإجابة عليها والوقوف عندها، حتى نستطيع أن نحكم على الامور بشكل صحيح.

...بعيداً عن نظرية المؤامرة، كان الأجدر بنا أن ننظر الى تجارب الدول التي سبقتنا في اللجوء الى مثل هذه المناهج الدولية، للإرتقاء بنوعية التعليم الإبتدائي والإعدادي والثانوي بها، وهنا وجب ذكر حالتين (وهنالك العديد من الحالات والأمثلة) لتوضيح ما يخص الدول النامية، فمقارنة ما بين الهند والولايات المتحدة الأمريكية، نجد أن نسبة الإقبال على المدراس ذات المناهج الدولية (أو ما يعرف في بعض الأحيان بثنائية اللغة) يصل الى 40% في الهند بالمقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تصل النسبة فيها الى 10%، أما المثال الآخر الذي أود ذكره هنا، أن ما يدفعه الطالب الصيني في مرحلة الروضة يقارب 16.000 دولار أمريكي في بعض هذه المدارس ذات المناهج الدولية. مما سبق نستنتج أن المدارس الدولية تشهد إقبالاً منقطع النظير في كثير من الدول في العالم، وأن نوعية التعليم الذي تقدّمه هو ما يشّجع عليها.

...واخيراً، هل نحن بحاجة الى تطبيق هذه المناهج الدولية في مدارسنا الإبتدائية والإعدادية والثانوية، وجب علينا في الدولة الأردنية أن نقف موقف المصارحة مع النفس! وهل لدينا في هذه المدارس المعلم الذي يستطيع فهم المناهج الدولية بلغتها التي يجب على المعلم إتقانها أولاً؟ أو توفير التدريب اللازم لتأهيله للقيام بالتدريس كما يجب؟ وثانياً هل لدينا البنية التحتية لهذه المناهج من حيث الغرفة الصفية النموذجية، ومساعدات ومساعدي التدريس، والمختبرات، وتكنولوجيا التعليم المختلفة...الخ. ولا بد من ذكر الحقيقة الكاملة فيما يخص المدارس التي تطبّق هذه المناهج، وهي أن مخرجاتها عالية المستوى، من حيث لغة الطالب، وإلمامه بالثقافة العالمية، وتحضيره مستقبلاً للالتحاق بالجامعات العالمية على إختلاف مستوياتها دون خوف، وأن هنالك قناعة تامة لدى الشعب الأردني عامة، أن هذه المدارس ومناهجها الدولية، تتفوق على مثيلاتها من المدارس الحكومية، وأن الطلبة المتخرجون منها على درجة عالية من التفوق فيما يخص اللغات الأجنبية، والثقافة العالمية، والإندماج الحضاري السريع، ولا بد هنا من الإعتراف بحقيقة واضحة للعيان، ولا داعي للتعليق عليها، أن من يرتاد مثل هذه المدارس هم من أبناء طبقة واحدة من الشعب الأردني!

 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)