TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
النبيـــــل
27/04/2016 - 5:45am

طلبة نيوز- ا.د.محمد القضاة

- مذ كان طالبا في قسم الرياضيات في الجامعة الاردنية وهو يسجل بأدبه الجم سطور مسيرته العلمية بهدوء وجدٍّ يستحق عليه وسام المحبة والعطاء والانجاز، عرفناه في هذا المكان شابا متوقدا معرفة وعلما ووطنية، مضى الشاب النبيل في طريقه  من كتم الى المفرق الى عمان يحفظ طريقه الصعب بذكاء فطري جذاب، كان نبيل ووليد يمضيان في شارع الجامعة يرنوان كما نحن للعلا حتى نال مراده ليعود للجامعة الاردنية أستاذا في قسم الرياضيات ومن هنا تبدأ الرحلة الثانية؛ وهذه الرحلة ديدنها النظام والحساب والدقة والنظريات الرياضية في كلية العلوم اذ كانت الكلية الثانية في الجامعة بعد الاداب، وفيها يعلّم ويعمل بصمته المهيب وهو يرنو للمستقبل بعيون واثقة ، أذكر يوم ذكرت اسمه امام رئيس الجامعة الاردنية الاستاذ وليد  المعاني هو والصديق الدكتور سليمان الخليل كنموذجين مبدعين في حقلي الرياضيات والصيدلة كان سعيدا باختيارهما عمداء في مجلسه، تسلم عمادة البحث العلمي ومن ذلك المكان انطلق يقرأ في سفر النجاح فصوله وأسلوبه، لم يقبل على ذاته ان ينضوي تحت جماعة او شلة ما، قاده تفكيره المستقل من نجاح الى اخر، وكان في عمادة البحث العلمي كما القاضي النزيه الذي يتعامل بأسلوب حضاري قل نظيره، وكان اكثر ما يهمه السرية والموضوعية وهما ديدنه في كل مكان تسنمه؛ نجح في العمادة بإقامة جسور علمية عالمية ومحلية ورضي منه الجميع وانتقل نائبا لرئيس الجامعة الاردنية وكان وزنه وأسلوبه وعلمه يوزن بالذهب والنبل والاحترام والاحتراف لا انسى مواقفه العلمية ورغبته الجادة في تميز الجامعة وتقديره غير المحدود لزملائه في كل كليات الجامعة، وحينما بدأ في آل البيت استمر في نهج سلمان البدور وأسس تقاليد أكاديمية واعرافا علمية تسجل له وهو ما استمر عليه في البلقاء حين جاء ووجدها تحتاج الى ثورة ادارية وعلمية لسبب التراكمات السابقة، نجح نبيل شواقفه وعانى الكثير في مجتمعات الأطراف، وينطبق عليه هذا القول:

 

لا أحد يعاني في مجتمعنا أكثر من الناجح في عمله او وظيفته وحتى الناجح في دراسته، وهذه المعاناة تولّد اسئلة مثيرة ومحيّرة؛ والتفكير خارج المألوف يعيد للمرء القدرة على التغيير والنجاح، وهذا يولِّد الاحترام والتقدير والثناء والمنافسة،  وهو ما طبقه الشواقفه قولا وعملا،  وفي الدول المتقدمة والراقية تتقدم الأفكار الناجحة والاراء الصائبة المشهد كله، وبهذا يتقدم الناجحون كل الفئات تقديرا لنجاحهم في حقول الإبداع والانجاز والابتكار، ويحصلون على الجوائز والمكافآت، وتحفر أسماؤهم  بماء الذهب، وفي عالمنا العربي يجب أن يكافئ المجتهدون والناجحون لا ان يعاقبوا بالنسيان والاهمال، وكم هو محزن ومؤلم وضعهم حين يحاربون بسبب نجاحهم واجتهادهم. ونبيل كان يرفض الفشل، ولا يقبله، وعندما كان يتعرض لموقف او مشكلة كانت بالنسبة له عبرة ودرسا جديدا .

ولنا في هذه المناسبة ان نقرأ كيف يفكر الناجحون؛ إذ تجدهم يرددون بلا توقف: "لا تعتمد على أحد، ضع أمامك الهدف بارادة لا تكل ولا تمل، حينها تصنع نجاحك بنفسك؟ وسيأتي الناس إليك ؛ لأن من يعتمد على غيره يظل نجاحه مرهونًا بغيره". ولذلك اذا قارنا بين الناجح والفاشل: نجد الأول مشغول بعمله وابتكاراته ؛جودتها، وتطويرها، ودقتها، ووقت تنفيذها، والثاني مشغول بانتقاد أعمال الأول، لأنه لا يوجد لديه ما يعمله، لا بل إنه يعقد المؤامرة تلو الاخرى لافشال ذلك النجاح.  اقول إن النجاح علاج نفسي للإنسان الجاد؛ ولذلك لا بد من تغيير زاوية الرؤية؛ وكلما زادت مساحات خياراتك زادت مساحات حريتك، فوسع الخيارات بالتفكير خارج الأفكار التقليدية لكي تكن أكثر حرية وقدرة على الحركة وخلق الفرص الجديدة.وهذا الامر عايناه  في تجارب الشواقفه الطويلة في الجامعات التي عمل بها على اختلاف صورها ونهجها خاصة اننا قرأنا بعض الاقلام المسمومة التي تحاول ان تقتل هذا النجاح، واقول لهم لنقرأ الشافعي ونصغي اليه حين قال:  "من يظن انه يسلم من كلام الناس فهو مجنون ! قالوا : عن الله ثالث ثلاثة وقالوا : عن محمد ساحر ومجنون ؟ فما ظنك بمن هو دونهما ؟ وعلينا ان نتعظ من هذا القول: إنّ نجاحك لا يستوجب عليك أن تسعى لفشل غيرك .والمؤسف ان مشكلة العرب انهم يحاربون الناجح حتى يفشل. وكم من شخص متميز بيننا يعاني من أجل البقاء والنجاح .

ولا ابالغ اذا قلت إن هذا النبيل يسطر في سجل الأكاديميين الاردنيين حالة جديدة ونقلة نوعية  و لكل هؤلاء  اقول اتركوا لنبيل نبله وإنسانيته ومواقفه وانجازاته التي تحكي عنه في المشهد الاكاديمي الاردني .وتحية صادقة من القلب الى القلب والتهنئة الخالصة لك ان تعود سالما لجامعتك الاردنية وكلية العلوم حيث هناك أحبة اقدم لهم التحية وعلى رأسهم الانسان الجميل الوفي لمحبيه عبدالرحيم الحنيطي والصديق الودود همام غصيب والشيخ الجليل احمد العلاونة والغالي الرائع عمر الريماوي وأحبة كثر في العلوم وباقي كليات الجامعة فلتهنىء يانبيل بين هؤلاء العلماء الأعزاء الذين يستحقون في هذا اليوم صادق التحية.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)