TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
انتحاري من ‘‘داعش‘‘ يقتل بسيارة مفخخة 50 سوريا في مدينة القامشلي
28/07/2016 - 8:00am

طلبة نيوز-

قتل 50 شخصا على الاقل وأصيب العشرات بجروح أمس في تفجير انتحاري تبناه تنظيم "داعش" في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية في شمال شرق سورية، وهو الاكبر في هذه المنطقة منذ بدء النزاع السوري قبل اكثر من خمس سنوات.
وأفادت مصادر متطابقة بمقتل 50 شخصا على الأقل وإصابة 143 آخرين بجروح نتيجة تفجير مزدوج استهدف مدينة القامشلي شمال سورية أمس.
وقالت المصادر إن شاحنة مفخخة انفجرت في الحي الغربي بالقامشلي أمام مركز قوات الأمن الكردية في شارع منير حبيب.
وأضافت أنه وبعد تجمع المواطنين أقدم انتحاري آخر على تفجير نفسه في الشارع الواقع بين مركز الأسايش ومبنى هيئة الدفاع التابع للإدارة الذاتية الكردية.
وبحسب مصادر من داخل المدينة، فمن المرجح ارتفاع عدد القتلى بسبب إصابات الجرحى البليغة، مشيرين إلى تضرر مبان واحتراق سيارات كانت متوقفة قرب موقع الهجوم. وأكدت المصادر أن هذا التفجير هو الأعنف الذي تشهده القامشلي منذ سنتين، علما أن المدينة شهدت خلال الأشهر القليلة الماضية العديد من التفجيرات كان آخرها تفجير بحزام ناسف في حي الوسطاني وتسببت بمقتل 3 أشخاص وإصابة 5 آخرين.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن مصادر طبية وصول "جثامين 44 شخصا" اضافة الى 140 جريحا الى عدد من مشافي القامشلي بعد تفجير "ارهابي انتحاري لسيارة مفخخة" في القسم الغربي من المدينة، فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن 48 قتيلا بين مدنيين وعناصر من القوات الكردية.
وذكرت القيادة العامة لقوات الاسايش الكردية في بيان ان التفجير نجم عن "شاحنة مفخخة". ونقل مراسل وكالة فرانس برس عن عناصر كردية في موقع التفجير ان "انتحاريا" كان يقود الشاحنة.
وأظهرت مقاطع فيديو التقطها مصور فرانس برس دمارا هائلا في شارع واسع على جانبيه مبان مدمرة جزئيا ويتصاعد الدخان من عدد منها. ويسير رجل مسرعا وهو يمسك بيد طفله والدماء والغبار تغطي وجهيهما وعلى بعد امتار منه يتصاعد صراخ امرأة تسير مسرعة مع طفلين.
وفي مشاهد اخرى، يهرول عشرات الناجين ومصابون تسيل الدماء منهم وهم مذهولون ويصرخون في وسط الشارع وسط انتشار للقوات الكردية. ويساعد شبان نساء ورجالا متقدمين في العمر على السير فوق الركام، في وقت يعمل شبان وعناصر بزي عسكري على اخراج مصاب يصرخ وهو عالق في سيارته التي لم يبق منها الا هيكلها الحديدي.
وتبدو سيارة اخرى مدمرة بالكامل وداخلها جثة سائقها ويحاول احد الشبان سحبها من دون جدوى. وعلى مقربة منه يسير اربعة شبان وهم يحملون رجلا من يديه ورجليه والدماء تغطي جسده.
ويعمل عشرات الشبان على البحث عن ضحايا تحت الانقاض ويرفعون الركام بايديهم، فيما تتصاعد اعمدة الدخان من ابنية مجاورة.
وتبنى تنظيم داعش بعد ساعات تنفيذ التفجير. وجاء في بيان تناقلته حسابات ومواقع موالية للتنظيم ان الانتحاري "ابو عائشة الانصاري" تمكن من الوصول بشاحنته المفخخة وسط كتلة مبان لما وصفهم بـ"مرتدي الأكراد" في الحي الغربي من مدينة القامشلي، قبل ان "يفجر شاحنته المفخخة وسط جموعهم".
وتحاول قوات سورية الديمقراطية منذ 31 أيار (مايو) السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية الواقعة على خط الامداد الرئيسي للتنظيم الجهادي بين محافظة الرقة، أبرز معاقله في سورية، والحدود التركية. وتمكنت من دخول منبج، لكنها تواجه مقاومة تحول دون طرد الجهاديين الذين يلجأون إلى التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة.
وأعقب تفجير الشاحنة المفخخة بعد دقائق من حدوثه دوي انفجار ثان، وتحدثت تقارير في مرحلة اولى عن تفجيرين، ثم تبين انه ناجم عن انفجار خزان مازوت قريب يستخدم لإمداد المولدات الكهربائية التي تغطي القسم الغربي من المدينة، وفق ما اكد مراسل وكالة فرانس برس نقلا عن عناصر من قوات الاسايش الكردية في موقع التفجير، والمرصد السوري.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "انفجار خزان المازوت ضاعف حجم الاضرار وعدد الضحايا"، لافتا الى ان التفجير الانتحاري "هو الاضخم من ناحية الحجم والخسائر البشرية التي تسبب بها في المدينة منذ اندلاع النزاع" منتصف آذار (مارس) 2011.
ونقل مراسل لوكالة فرانس برس عن مصدر في قوات الاسايش الكردية قوله "انه اكبر انفجار تشهده المدينة".
وذكر المصدر ان المستشفيات ضاقت بالعدد الكبير من القتلى والجرحى الذين نقلوا اليها. ووجه محافظ الحسكة، وفق ما اورد التلفزيون السوري، نداء الى اهالي المدينة "للتوجه الى المشافي العامة والخاصة للتبرع بالدم" للضحايا. وتشهد المنطقة حيث وقع التفجير اجراءات امنية مشددة وفيها حواجز عدة للقوات الكردية، وفق عبدالرحمن لوجود مقرات ومؤسسات كردية فيها.
وبحسب مراسل فرانس برس، وقع التفجير بالقرب من نقطة أمنية قرب مقر للمؤسسات التابعة للادارة الذاتية الكردية في المدينة بينها وزارة الدفاع.
وأوضحت قيادة قوات الاسايش في بيانها ان "تحقيقاتنا جارية على قدم وساق للوصول إلى الجهة التي تقف وراء هذا العمل الإرهابي"، متعهدة "بالثأر". وتعرضت مدينة القامشلي في الاشهر الاخيرة لتفجيرات مماثلة استهدف بعضها القوات الكردية التي تخوض معارك عنيفة ضد تنظيم "داعش" في مناطق عدة من سورية.
ويتقاسم الاكراد والجيش السوري السيطرة على مدينة القامشلي منذ العام 2012 حين انسحبت قوات الجيش تدريجيا من المناطق ذات الغالبية الكردية محتفظة بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات، لا سيما في مدينتي الحسكة والقامشلي. واثبت المقاتلون الاكراد انهم قوة رئيسية في التصدي لتنظيم "داعش".
وبعد انسحاب قوات الجيش، أعلن الاكراد اقامة ادارة ذاتية مؤقتة في مناطق كوباني وعفرين (ريف حلب الشمالي والغربي) والجزيرة (الحسكة)، اطلق عليها اسم "روج آفا" (غرب كردستان). وفي آذار (مارس) الماضي اعلنوا النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سورية. -(وكالات)

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)