TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
تحقيق
24/07/2016 - 8:30am

طلبة نيوز- أ.د. مصطفى محيلان

خيبة أمل إصابتنا نحن في هذا الوطن عندما أُبلِغنا من قِبَل معنيين في المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي بحسب بعض الصحف المحلية، بأن مرض الطاعون أصاب عددا من القطيع المتواجد في محطة الخناصري لبحوث الثروة الحيوانية، وأضاف المصدر في تصريح لـه "انه تم الإبلاغ عن تفشي محدود للمرض بعدد من رؤوس الأغنام ليتم بعدها اتخاذ الإجراءات الاحترازية حيال ذلك لمنع انتشار المرض بشكل واسع، مشيرا إلى أن المركز الوطني عمل طوال اليومين الماضيين بعمل تشخيص أولي بجهود الشركاء من أجل السيطرة على هذا المرض من خلال إعطاء مطاعيم للقطيع كاملا ضد مرض الطاعون"، ولم تمضي بضع ساعات حتى سعدنا بنفي وزارة الزراعة لذلك الخبر بحيث أُعلمنا لاحقاً وعلى لسان الناطق الإعلامي لوزارة الزراعة من خلال وكالة الإنباء الأردنية (بترا) من أن الإصابة التي تأثر بها قطيع الأغنام في المحطة الزراعية هي بمرض الجدري وليس الطاعون".
تصريحات على هذه الشاكلة ضارة بمصالح الوطن، إن على المستوى الاقتصادي وإن على مستوى الاستهلاك المحلي للمواطنين، وقديماً قيل "العيار الذي لا يصيب يزعج".
أما فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي فنحن نعلم بأن سوق الأغنام المحلي يشهد نشاط طلب مستمر إذ أن نوعية المنتج المحلي من الأغنام ممتازة ومطلوبة عالمياً وخاصة على مستوى السوق المتعلق بدول الجوار، وسمعة أو حتى إشاعة كتلك "على اعتبار أنه تم نفي الخبر" ستؤثر سلباً على مكانة المنتج وعلى مستوى التصدير!
أما فيما يتعلق بجانب الاستهلاك المحلي فتفكير البعض بان بعض الأغنام البلدية أو غيرها مصابة سوف يثني البعض من إدخالها للبيوت ولو لفترة محدودة.
في جميع الأحوال، إن مزارعونا، ومربو الماشية لدينا، ومن يحتفظ بقطيع صغير قرب منزله في قرانا أو بوادينا لا يكادون يتمكنون من تسمين هذه الأغنام أو تربيتها والوصول بها إلى سوق "بيع الحلال" إلا بشق الأنفس فهل من المناسب أن نُصدِر تصريحات "مدمرة من وجهة نظرهم" وأكثر ما نقدمه لهم هو كلمة نعتذر، ولا نأبه بحالهم أو حتى بردهم أ قبلوا الاعتذار أم لم يقبلوه، وهل هذا يكفي؟ (بالمناسبة لم يعتذر لهم أحد! حسب علمي لتاريخه، وبالمناسبة أيضا قليل منا من يعتذر عن أخطاءه)!
من ناحية أخرى وبعيداً عن التفكير في لغة الاعتذار الذي يمكن أن يكون بين صديقين، أو حتى بين عدوين، فنحن نتحدث عن مراكز بحث ومؤسسات ذات صفة اعتبارية يمكن أن تقاضي وأن تتقاضى من خلالها، وهي مسؤولة عن تصريحاتها وملزمة بكل كلمة تصدر عنها، فهل تدرك هي ومثيلاتها حجم الضرر الذي يلحق بالوطن والمواطن جراء هكذا تصريحات؟
أننا مقبلون على فترة عيد الأضحى ومعلوم للجميع بأنه يكثر في هذه المناسبة شراء الأضاحي وخاصة البلدية منها وإن ما حصل مرفوض ولا أقبل شخصيا كمواطن أردني دافع للضرائب بأن يمر هذا الحدث دون إجراء تحقيق فيه، لكي لا يتكرر ذاته، أو مثله مستقبلاً.
 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)