TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
تقرير صحفي لطلبة معهد الإعلام الأردني يكشف ضعف التدريب وغياب المهنية
21/12/2014 - 2:15pm

طلبة نيوز-

إبراهيم العظامات
تتمنى لو تجد "إعلاماً مهنياً" يلتزم الدقة، والتوثيق في كل كلمة تصدر عنه كمنبر إعلامي خاصة إذا كان منبر مؤسسة تعليمية كمنبر "صحافيون" الذي ينشر الأعمال الإعلامية لطلبة معهد الإعلام الأردني (التعليمي والتدريبي) الذي يمنح درجة الماجستير في الإعلام الحديث، خاصة بعد إطلاق المعهد لمرصد "أكيد" لـ"مساعدة وسائل الإعلام على تحسين المحتوى، ونشر ثقافة المساءلة في التحقق من الأخبار" كما يقول في أهدافه المنشورة على موقعه الإلكتروني،ولكن "عينة" منشورة من أعمال طلبته، قادني إليها عملي في الجامعة الهاشمية لكي أدقق فيها جيدا، وقد تكون غير ممثلة؛ ولكنها مؤشر على ضعف في "المهنية" لدى بعض طلبة المعهد من الذين يخضعون لاختبار قبول، ويجتازون مقابلة، وقد يحظون بمنحة، ويتمتعون بتفرغ تام للدراسة، وتعليم وتدريب على أيدي نخبة من أساتذة الإعلام والممارسين في الأردن والدول العربية، وزيارات علمية وتدريبية داخلية وخارجية.
فمسؤولية المعهد، وفق موقعه الإلكتروني، وفي وصفه لإحدى المواد التي تُدرس،هي"تدريب الطالب على كيفية التفكير كصحافي محترف، وتبني قيم وأخلاقيات المهنة كالمصداقية، والحيادية، و(إيجاد المصادر،وجمع المعلومات، وتحليلها، واستخدامها)" خير استخدام، ولكن المحك الحقيقي لكل ذلك هو الميدان الصحفي، وما هو منشور، ومدى الالتزام بتلك القيم والمهنية في جميع الظروف.
"رئيس الجامعة الهاشمية الدكتور كمال الدين بني هاني" هو عنوان مبتور للتقرير الصحفي الذي نشره موقع "صحافيون" التابع للمعهد، في السابع عشر من الشهر الحالي، حوى التقرير على جملة من "الأخطاء" المهنية و"عدم الدقة"، فالعنوان "لا يقول شيئا" وهو "مبتدأ بلا خبر"، وفي المتن مجموعة من الأخطاء في الأرقام، وعدم وضوح في بعض العبارات يصل عددها إلى حوالي (10) حالات: خطأ، وعدم دقة.
المشكلة الكبرى ليست في "عدم الدقة" أو في"ضعف المهنية" بل في "الأخلاقيات المهنية" فالتقرير ينقل (8) فقرات، من أصل (16) فقرة: أي النصف تماما، (وفي حساب الكلمات تم نقل (450) كلمة، وإضافة إليها الطالب (310) كلمات مع العنوان)، النقل تم بدون أي تغيير سوى بعض "تحرير الحذف"، أو إشارة إلى أية مصدر سوى (حصلنا على سيرته الذاتية، بعد أن التقى موقع "صحافيون" برئيس الجامعة)، والخطير أن الطلبة "المتدربين" يقومون بالتدريب على ممارسة الـ"Copy" و"Paste" من موقع الجامعة الهاشمية الإلكتروني الذي تشرف عليه دائرة العلاقات العامة، من مادة إعلامية "قديمة" منشورة مطلع 2012، بعنوان: "صدور الإرادة الملكية السامية بتعيين الأستاذ الدكتور كمال الدين بني هاني رئيساً للجامعة الهاشمية". ولم تنتهي المشكلة هُنا، فالتقرير ينتهي نهاية كلاسيكية "بفقرة خلفية"، فقرة معلومات مر على نشرها في موقع الجامعة حوالي (3) سنوات، ويبقيها على قدمها، فلا إدارة التحرير تنتبه، ولا مساعد رئيس التحرير يستدرك، ولا التدقيق اللغوي يتصرف، وفي تلك الفقرة (5) أرقام، وتاريخ "قديم" بحاجة إلى تعديل،لو كلف الصحفي/المحرر نفسه قليلا بالبحث الإلكتروني سيجدها منشورة هنا أو هناك. فمعظم المعلومات منشورة على موقع الجامعة قد تكون غير مرتبة بالشكل الأمثل لكنها موجودة، فنحن الآن في العام الجامعي 2014/2015 وليس في عام 2011/2012 وفق التقرير المنشور في موقع المعهد، وعدد طلبة الجامعة حاليا نحو (30) ألف طالب، وعدد الكليات (14) كلية، وعدد التخصصات على مستوى البكالوريوس (52) تخصصاً.
وفي المعلومات الخاطئة نفصل، فالجامعة لا تحوي على (مركز إسلامي) أو تفكر بإنشائه حسب ما يورد التقرير، الجامعة قامت ببناء مسجد بتبرع إماراتي في الجهة الشمالية بالقرب من الكليات الصحية، وموقع المسجد قريب من "طريق عمان-المفرق" أو "طريق عمان- دمشق" وليس طريق "بغداد-عمان" كما يذكر التقرير، كما أن هناك عبارات تحتاج إلى مزيد من الدقة والتوضيح فالتقرير يورد العبارة التالية: (بالإضافة إلى مشروع الأراضي الجافة الذي يحاول تحويل الصحراء إلى مناطق صالحة للزراعة) فالجامعة ستقوم بتأسيس أكاديمية للمناطق الجافة، وقد تم توقيع مذكرة تفاهم مع المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، والمركز الدولي للأبحاث الزراعية في المناطق الجافة ICARDA للتعاون معا في تأسيس تلك الأكاديمية.
يذكر التقرير أن الدكتور بني هاني شغل موقع عميد كلية الطب في الجامعة الهاشمية لمدة عام، ذلك صحيح في حينه بداية عام 2012، ولكن في نهاية عام 2014 يكون قد أمضى تقريباً (4) سنوات (إلا شهر و(23) يوما) عميدا للكلية بالإضافة إلى مناصبه الأخرى نائب للرئيس أو رئيساً بالوكالة أو رئيساً أصيلاً.
ثم يقول التقرير أن الجامعة "ستقوم ببناء وحدات خلايا شمسية تولد (5) ميغا واط، وحاجتها نصف هذا الرقم، و(ستقوم ببيع البقية عبر الشبكة الوطنية للجامعة)"، فالشبكة الوطنية لشركات توزيع الكهرباء أو هي للوطن ولكن ليس للجامعة، فلا يمكن لجامعة أن تبيع لنفسها.
وحول تبعية الحضانة، ستباشر عملها قريبا، ويصفها التقرير بأنها "حضانة أكاديمية متخصصة" وصف جميل، ولكنه يشير أن تبعيتها إلى مركز الملكة رانيا للطفولة هي في الحقيقة "كلية الملكة رانيا للطفولة".
بعض طلبة المعهد خريجو جامعات رسمية مرموقة في تخصصات الإعلام، واللغة العربية، واللغة الانجليزية، واللغة الانجليزية التطبيقية– كما هو منشور في موقع "صحافيون"- وكل خريجي تلك التخصصات معنيون بمسوؤلية الكلمة، والعزو للمصادر قبل دخولهم حقل الإعلام بل قبل دخولهم المرحلة الجامعية الأولى! لكن لماذا لا يلتزمون بذلك؟ فتلك مسألة بحاجة إلى معالجة.
وهناك بعض الملاحظات البسيطة الأخرى لكن نتركها لنراقب عمل طلبة المعهد في تقارير أخرى، بالرغم أن المادة التي بين أيدينا بالتأكيد لا تمثل أعمال الطلبة في المعهد حيث أن هناك أعمال على درجة عالية من الإتقان.
ولكن، هذا التقرير يشير إلى"قاعدة عامة" تؤكد "ضعف مخرجات الجامعات الأردنية" الرسمية والخاصة، وعدم إجادة طلبة الإعلام للمهارات الأساسية في مجال عملهم، نتمنى أن يكون معهد الإعلام الأردني "شاذا" عن القاعدة.
 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)