TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
حماك الله "يا وَطنَاً يَسِيرُ بِمَجْدِهِ العَالِي إلى الأَعلى" أ
25/05/2015 - 2:30pm

طلبة نيوز
حماك الله "يا وَطنَاً يَسِيرُ بِمَجْدِهِ العَالِي إلى الأَعلى"
أ.د نضال يونس

تسعة وستون عاما عاشها الاردنيون منذ فجر الاستقلال، وقد مرت على هذا الحدث أجيال عاصرت التأسيس فالبناء ثم النهضة، ثم التطور الحضاري تحت عناوين على قدر اهل العزم وارفع راسك فوق والوحدة الوطنية، ورفض شعارات العنصرية والمذهبية والقبلية؛ لأن من وضع اللبنة الاولى فى بناء هذا الوطن، أعطانا خريطة طريق لبناء قوي متعاضد، وهي عملية تضع مسؤولية كل فرد وعائلة ومجتمع أمام مسئولياتهم في جعل امتداد هذا التاريخ موصولاً متكافئاً في جميع المهام الكبيرة والصغيرة..

المعنى الحقيقي لعيد الاستقلال لا يقتصر على الفرحة والاحتفال بعطلة رسمية ترفع فيها الأعلام وتقام فيها المهرجانات، وإنما قراءة تلك السنوات الطويلة، وكيف أن القيادة مع الشعب صنعوا معجزة الوحدة ومعجزة الاستقرار، وهي العملية التي لم تحدث للوطن العربي كله من أصحاب دعوات الوحدة والاتحاد ثم التعاون، حيث نرى بأن الهاشميين اختزلوا المسافات المعقدة والموارد الشحيحة والموقع الجغرافي الصعب، بالإرادة والإيمان الكبير بقيمة المواطن الاردني من شتى الاصول والمنابت، ومن ثم صهرهم في ميادين العمل والانتاج المتزامن مع الانفتاح على فضاء العالم الواسع، والاستفادة من تجاربه في العلوم والاستكشافات، هو ما وفر لنا تميزا فى الموارد البشرية الاردنية التي شكلت راس مال الاردن ومصدر عزه وفخره اينما حلت وفي اي مكان وجدت.

الذين يعيشون اليوم رغد الحياة ويشهدون تحولاتها المتسارعة فى المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية ويستخدمون مفردات العصر الحديث فى التواصل، ربما لم يعرفوا عن صفوف الدراسة الاولى التى كان يجتمع فيها طالب الصف الاول والثاني والثالث فى نفس الغرفة، وكيف كان الطالب يقطع المسافات الطويلة مشيا على الاقدام للوصول الى المدارس التى لم يكن عددها يتجاوز اصابع اليد، وأن أجدادهم كانوا يعانون من الفقر والجهل والامية ومشاق التنقل من مكان لاخر ، وحتى وسائل المواصلات لم تكن الا الحيوانات، وأن المدن فى شمال الاردن لا يعلم سكانها ولا يدرون عن جنوب المملكة بسبب البعد الجغرافي، بينما الآن رسالة من جهاز الخلوى او جلسة وراء اللاب توب تضعك أمام الطرف الاخر وجهاً لوجه في أي قارة من العالم، ناهيك عن التواصل التجاري والثقافي الذي احدثته شبكة الانترنت التى ساهمت فهم الحركة الإنسانية بتداعياتها السلبية والإيجابية أمام نظر الإنسان فى كل مكان فى العالم ..

قطعنا بعض الطريق فى مراحل التاسيس والبناء، وبدأ الإنجاز الأكبر الذي يقوده الملك عبد الله الثاني في مسيرة "الاصلاح والتحول الديمقراطي"، ونجاحنا فى هذه التجربة يحتاج لأنْ نفهم طبيعة التحديات، وأهمها ضرورات الامن والاستقرار ،ومتطلبات الحرية و العدالة، والقبول بالاخر واحترام التعددية الفكرية و السياسية، حيث إن ما يحدث فى دول الجوار من متغيرات وحروب طاحنة، يجعلنا على إدراك تام بأن المستهدف هو كل الدول العربية، وأن سلاح الوعي والمشاركة والتفاعل مع طبيعة الأحداث هو أحد مرتكزات الاستقرار والتنمية، وأن رأس مالنا البشري "شابٌ" طموح تطورت معلوماته وثقافته وتواصله مع العالم الخارجي بعيدا عن الاتكالية والتعصب الديني او القبلي، شاب مستعد لتحمل مسئولياته فى المشاركة فى بناء الوطن، ولعل في تزايد اعداد الطلبة، وافواج الخريجين والخريجات، والباحثين والباحثات، يضيف لنا تجربة غنية لأن التوسع في التعليم والبحث العلمي والتفاعل مع الدول المتقدمة، سوف ينعكس إيجاباً على التحضير للقفزة القادمة..

عيد الاستقلال يعني تأكيد حضورنا على خارطة الاحداث، ونحن الآن أمام تحديات كبيرة لا يمكن تجاوزها إلاّ بالوعي وتأكيد الولاء للوطن وإرادة العمل من اجل رفعة وعزة الارض التي "عشِقنَا رَمْلَهَا والسَفْحَ والشُطْآنَ والسَهْلا" .. 
حمى الله الاردن وشعبه وحفظ قيادته وامنه واستقراره...

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)