طلبة نيوز-
توصل فريق من الباحثین في كلیة البترا للسیاحة والآثار في جامعة الحسین بن طلال الى بناء نموذج علمي محوسب لكیفیة استخدام الأنباط للأراضي في عاصمتھم التاريخیة بوادي موسى ومحیطھا.
وكشفت دراسة اجراھا اخیرا عمید الكلیة الاستاذ المشارك في علم الجیولوجیا الدكتور محمد الفرجات والاثاري ھاني الفلاحات، أن الانباط
تمیزوا في تخطیط استعمالات الاراضي بشكل عملي ودقیق واختاروا الاماكن الكاشفة كمناطق استطلاع عسكري والمناطق المنیعة كحامیات عسكرية، فیما اختاروا المناطق المطلة كمناطق سكنیة وفلل والمناطق المتوسطة وذات المیول القلیلة كمناطق للأنشطة التجارية.
واستخدم الباحثان خلال الدراسة نمذجة التحلیل من خلال نظم المعلومات الجغرافیة لصور الاقمار الاصطناعیة ونماذج الارتفاعات الرقمیة عالیة الوضوح لمنطقة وادي موسى.
وقال الدكتور الفرجات لوكالة الانباء الاردنیة (بترا) انه عاير النموذج من خلال اسقاط البقايا الاثرية المختلفة في المنطقة وطبیعة
استعمالاتھا على الخريطة الناتجة والتي تبین من خلالھا وجود تطابق مكاني كبیر بین الخريطة الناتجة عن النموذج العلمي وتوزيع الاراضي الاثرية من مساكن ومعابد ومواقع عسكرية وتجارية وزراعیة وغیرھا على أرض الواقع.
وقال عمید الكلیة، الذي شغل في وقت سابق مفوض بیئة وتنمیة في سلطة اقلیم البترا التنموي السیاحي وبنى خريطة الاستعمالات القديمة
لأراضي عاصمة الأنباط، ان الدراسة اكدت ابداع الانباط في حماية مناطقھم ومساكنھم من خطر الفیضان من خلال تتبع الاودية الرئیسة
والفرعیة وتھیئتھا للحصاد المائي، ما اوجد مناطق زراعیة محیطة بتلك الاودية.
وأوضح ان الدراسة كشفت كذلك تمیز الانباط في اختیار مواقع الصناعات المختلفة بعیدا عن المساكن وقريبة من المناطق التجارية، في وقت اختاروا فیه اماكن للعلاج الطبیعي والترفیھي في مواقع تتوسط الغطاء النباتي الاخضر وذات الھواء المنعش.
واكد الدكتور الفرجات ان ھذه الدراسة من شأنھا فتح الباب لمنتج سیاحي فريد يسھم في تعزيز حضور البترا على خريطة السیاحة العالمیة
واستقطاب المزيد من السیاح لزيارة مدينة البترا والمساھمة كذلك في اطالة مدة اقامة الزائر فیھا، وبما ينعكس على اقتصاد المنطقة والاقتصاد الوطني بشكل عام.
وقال إنه سیتم نشر الدراسة في مجلة علمیة محكمة قريبا، مبینا ان الباب ما زال مفتوحا لمزيد من البحث واستقطاب الدعم الدولي لھذه
الغاية بالتعاون مع سلطة اقلیم البترا التنموي السیاحي ودائرة الاثار العامة.
اضف تعليقك