TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
دكتاتورية «الإخوان» ونهج الإقصاء والتصفيات!
24/04/2014 - 3:15am

طلبة نيوز- الراي- د.صلاح العبّادي -
يكشف قرار المحكمة الإخوانية التي قررت فصل قيادات المبادرة الأردنية للبناء «زمزم» ؛ د. رحيل الغرايبة د. نبيل الكوفحي، ود.جميل دهيسات، عن ضيق أفق القيادات الحالية المسيطرة على التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، وأن التيار المعتدل داخل الجماعة لا مكانة له، وأن نهاية العمل السياسي داخل التنظيم التصفية!
اتخاذ هذا القرار التعسفي يأتي من أفق ضيق رأى أن قيادة مبادرة زمزم هو خروج عن البيعة، في محاولة من القيادات المتطرفة المتشددة الدفاع عن نهجها وسياساتها المتسترة بغطاء الإسلام السمح، الذي لم يعرف في يوم من الأيام نهج الإقصاء لمن يخالفه في المعتقد.
وتحاول قيادات في جماعة الإخوان المسلمين ممن ينتمون إلى تيار الصقور تشويه المنجز الذي قدمته قيادات زمزم والإساءة إلى مبادرتهم، رغم أنها تأتي من منطلق حرية الرأي والتعبير التي تنادي بها قيادات الجماعة.
إن سلوك قيادات التيار المتشدد داخل الجماعة المعروف بـ»الصقور» لاعلاقة له بالفكر الحقيقي لتنظيم الاخوان المسلمين الذي عرف على الأرض الأردنية منذ خمسينيات القرن الماضي.
وصدور قرار المحكمة الإخوانية أمر يستدعي التحذير من ظهور فكر الغلو والتشدد بشكل مبكر؛ لأن هذا القرار يتناقض مع نهج الجماعة وسياستها في الأردن والتي كانت تتبنى موقفا ينبذ الإقصاء بكل اشكاله وكذلك التصفيات.
إن قيادات الجماعة من التيار المتشدد سقطت في فخ التآمر على قيادات الحمائم وهو ما يعد فشلا ذريعا في عملها الأساسي الدعوي وممارستها لسياسات الإقصاء للرأي الآخر والتفرد بالرأي بعيداً وتصفية القيادات المتسمة بالعقلانية والوطنية، ولا يخفى على أحد أن قيادات صقورية تتخفى وراء شعارات جوفاء تبتعد عن سلوكهم الفعلي وتعجز عن صياغة برامج عمل لمعالجة المشكلات الواقعية للمجتمع وتلبية طموحاته وفقاً لسياسات هادفة.
في هذه المرحلة تشهد الجماعة أوضاعا مؤسفة من تخوين التيار غير المتشدد وممارسة الإرهاب الفكري لهم وتشويه الآخر، الذي مارسه ويمارسه كثيرون من أصحاب الفكر المتشدد، بدلاً من اطلاق النقاشات التي تتسم بالموضوعية والعقلانية وتبادل الحجج وصولاً إلى الرأي السديد.
والمؤسف أن نرى ممارسة الإقصاء والتشهير وتسفيه الآخر من قبل قيادات من الصقور الذين يمجدون ذاتهم، على حساب من يتسم تاريخهم بالبياض الناصع بعيداً عن الملوثات.
إن ما اقدمت عليه المحكمة الإخوانية من اتخاذها للقرار الجائر الظالم بحق أعضاء من قيادات زمزم يؤكد مقولات كثيرة قيلت في تنظيم الإخوان المسلمين، وكل وصل إلى نتيجة واحدة وهي أنه تنظيم غير وطني، لا يؤمن بفكرة الأوطان، وأن أعضاء من المنتسبين له يعتبرون البلد التي يتواجدون فيها دار ممر وليست دار مقر، وأنه يتخذ من الدين ستاراً يخفي خلفه أطماعه الحقيقية المتمثلة في الوصول إلى السلطة بطرق غير شرعية.
ان قيادة الاخوان المسلمين يجب أن تتحمل مسؤولية وتبعات قرار محكمتها الجائرة الذي يعبر عن ضعف قدرتهم على استشراف المستقبل، وكذلك طبيعتهم التنظيمية المركزية المتشددة التي تعتبر أن عقول أعضاء التنظيم هي ملك لأولي الأمر منهم؛ أي المراقب العام للجماعة، وأن تفكير هذه العقول يجب أن لا يخرج عن عباءة المراقب العام وأعوانه، وهو تفكير في لا يتسم بالمرونة.
كما يبرهن قرار المحكمة الإخوانية الجائر أن القيادات المسيطرة في الاخوان المسلمين هم في سباق مع انفسهم تحسباً لانكشاف زيفهم، وأنهم لا يملكون إلا مهاجمة أصحاب الفكر الخلاق القادر على اثبات وجوده أينما كان. فهم كبنية بشرية وسياسية وأخلاقية فوق أيديولوجيا الدين الإسلامي فلا قيمة عندهم لشرع الله لأوامره ونواهيه يقولون مالايفعلون ويفعلون مالا يقولون، قال تعالى « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ».
ويجب أن لا ننسى أن بنية التنظيم تقوم على الطاعة دون تردد وتنفيذ أمر الجماعة دون نقاش وإن ابتعد عن الصواب. فهم يؤمنون بالوصول إلى مبتغاهم، ولايؤمنون بالتشاركية أو التعديل أو التقويم أو النقد أو القياس، يتقوقعون على أنفسهم وينعتون من يختلف بالرأي معهم بالجهل والرجعية .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)