طلبة نيوز-

أجرت اللقاء
مارينا الخالدي

ضمن سلسلة اللقاءات التي يجريها فريق طلبة نيوز مع رؤساء الجامعات ، قمنا بإجراء مقابلة مع رئيس جامعة الاميرة سمية الدكتور مشهور الرفاعي حيث تم الحديث عن اهمية وجود بصمة للجامعات والتميز في البرامج واسباب تقدم الجامعة في ظل ظروف صعبة تكابدها جامعاتنا .

وتاليا نص الحوار :

طلبة نيوز : تعتبر جامعة الاميرة سمية من اولى الجامعات الخاصة في الاردن الا ان الكثيرون يرون انها احد الجامعات الرسمية من حيث الاداء والتعليمات ما تعليقك على هذا الموضوع ؟!

الرفاعي : في الواقع جامعة الاميرة سمية هي جامعة خاصة حسب قانون التعليم العالي لكن المالك لها هو الجمعية العلمية الملكية التابعة للقطاع الحكومي ، هذا الامر اعطى قوة للجامعة لسببين :

السبب الاول ان مالك الجمعية العلمية الملكية هو المركز البحثي للاردن فوجودها في مدينة الحسن العلمية يخدمها من جانب اعضاء التدريس والطلاب ، فهي تمكن الطلاب من تأسيس شركات في مدينة الحسن وأعضاء التدريس ممكن ان يستفيدوا من الامور البحثية الموجودة في مدينة الحسن سواء كانت في (I بارك ) او المجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا او (RSS)  الجمعية العلمية الملكية ، فجامعة الاميرة سمية اخذت المزايا الجيدة من الجامعات الرسمية واخذت المزايا الجيدة من الجامعات الخاصة .

وعلى سبيل المثال بالنسبة لاعضاء هيئة التدريس ، نحن الجامعة الخاصة الوحيدة التي تعطي تفرغ علمي لاعضاء هيئة التدريس الذين يخدمون في الجامعة ويتم تعيينهم على الكادر كما هو الحال في الجامعات الرسمية ، وكل 6 سنوات يحصل الاستاذ على اجازة تفرغ علمي وهذا الامر يعطي قوة للجامعة ، كما ونعتمد نظام الجامعة الاردنية بالنسبة لترقيات اعضاء هيئة التدريس واضفنا عليه امور جديدة.

طلبة نيوز : عانت الجامعات الخاصة من انخفاض عدد الطلبة المتقدمين للقبول فيها بينما تميزت جامعة الاميرة سمية بأنها استقبلت طلبات اعلى من الطاقة الاستيعابية ؟!

الرفاعي : هذه السنة مع انخفاض معدلات الثانوية العامة كان هناك مشكلة حقيقية للقبول في الجامعات الخاصة وحتى في الجامعات الرسمية بالنسبة للبرنامج الموازي .

في جامعة الاميرة سمية لم يكن لدينا مشكلة فيما يتعلق بهذا الامر لان طلابنا يكونون على علم بقرار اختيارهم لجامعة الاميرة سمية من قبل اجتياز مرحلة الثانوية العامة ، فيكونون على علم من زملائهم او اهلهم او اقربائهم عن تميز جامعة الاميرة سمية فيكون خيارهم الاول اختيار هذه الجامعة .

ومنذ ثلاث سنوات فإن طلابنا لا ينتظرون القبول الموحد كما في الجامعات الاخرى ( بمعنى انه اذا لم يتم قبول الطالب في الجامعات الرسمية يتم القبول في الجامعات الخاصة ) ، طلابنا ليسوا كذلك ، في حال تم اعلان نتائج الثانوية العامة فإننا نحقق الطاقة الاستيعابية للجامعة واكثر من ذلك قبل ان تظهر نتائج القبول  الموحد.

ونحن الجامعة الوحيدة من بين الجامعات الرسمية والخاصة الذين لدينا امتحان القبول للطلبة في جميع التخصصات وبناء على معدل الثانوية العامة ونتائج امتحان القبول يتم قبول الطالب في الجامعة ، واذا لم يجتاز الطالب هذا الامتحان لا يقبل حتى وان كان معدله في الثانوية العامة 98%.

وهذه السنة قمنا بالعمل بفكرة القبول الموحد حيث انه اذا قام الطالب بتقديم الطلب يقوم بالتقدم للامتحان واذا اجتاز الامتحان يبقى طلبه موجود الى ان يتم اختيار اعلى المعدلات على دفعات من المتقدمين والناجحين حتى يتم انتقاء افضل الطلاب ويقوم الطلبة بالتنافس على اعلى المعدلات .

وكنا محظوظين هذا العام حيث تم رفض 60% من الطلبة الذين قدموا الطلبات ودفعوا الرسوم وهذه النسبة موجودة في الجامعات العالمية ، حيث يتقدم 100 طالب للجامعة ليتم اختيار 40 طالب فقط كما ونتوقع أن تزيد هذه النسبة الى 80% بحيث نختار من كل 100 طالب افضل 20 طالب فقط.

وعن معدلات القبول فالمعدلات الدنيا عالية جدا بالرغم من عدم وجود معدلات عالية في الثانوية العامة لهذا العام ، وتشير الاحصائيات الى ان 27% من الطلاب الذين تم قبولهم في جامعة الاميرة سمية معدلاتهم اكثر من 90% لهذه السنة تقريبا ، بينما فاقت معدلات باقي الطلبة عن 80% في الثانوية العامة .

وحتى يتم تخريج مخرجات ممتازة من الطلبة يجب ان يكون لديك مدخلات ممتازة وطلاب متميزين واعضاء هيئة التدريس المتميزين في التدريس والبحث العلمي ، كما يجب توفير حدث تكنولوجي كما يجب علينا ان نركز على التكنولوجيا ونواكبها ومع الاسف فإن الكثير من الجامعات الرسمية لم يطرأ تحديث على مختبراتها منذ 10 سنوات .

ونحن في جامعة الاميرة سمية لدينا المدخلات المتميزة ولدينا افضل المدرسين والسبب بأننا نقدم لهم اعلى الرواتب في الاردن وبالمقابل نوفر لهم البيئة البحثية والعلمية بالاضافة الى المشاركة في المؤتمرات كما ونعمل على تحديث اجهزتنا في المختبرات بشكل دوري حيث تم صرف ما يقارب المليون دينار على تحديث مختبرات الكليات في العام الماضي وسنستمر بتحديث مكونات الجامعة التي تغطى من الموازنة .

طلبة نيوز :  لقد شغلت موقع عضو مجلس في التعليم العالي لمدة اربع سنوات ..برأيك هل نسير بالطريق الصحيح في قطاع التعليم العالي في الاردن ؟!

الرفاعي : التعليم العالي لدينا في الاردن بخير وفي احسن حال لكن ينقصنا التميز في الجامعات على مستوى البرامج ولو قارنا وضعنا في مجال التعليم العالي بين الدول حولنا لوجدنا اننا في افضل حال ونحن معروفين على مستوى الدول كما ان خريجينا اثبتوا جدارتهم في الاردن ودول الخليج ، وحتى الذين ذهبوا ليكملوا دراساتهم العليا سواء في امريكا او اوروبا اثبتوا جدارتهم . لكن ينقصنا ان يكون هناك هوية لكل جامعة تميزها عن غيرها فمثلا جامعة الاميرة سمية لها هوية متميزة في التكنولوجيا والهندسة والاعمال ، كما واننا عندما انشأنا كلية الاعمال لم تكن كغيرها من كليات الاعمال في الجامعات الاردنية الاخرى حيث ركزنا على تفعيل التكنولوجيا فيها .

ونحن كجامعات يجب ان نمتلك هوية ولا يمكن القول بأن الجامعة الاردنية متميزة في كل شيء او الجامعة الهاشمية مثلا لكن نستطيع القول بأن الجامعة الاردنية متميزة بأكثر من برنامج او بأكثر من كلية ، فهي تتميز بالطب – بالهندسة – بالزراعة .

فيجب على الجامعات ان تعمل على ان تتميز بالبرامج وتتميز بالكليات ، وحاليا جامعة الاميرة سمية تعمل على ان تدخل ضمن افضل 500 جامعة عالمية ، والامر ليس سهلا فالجامعات التي دخلت ضمن افضل 500 جامعة هي تسعى دائما نحو الافضل وتعمل ليلا ونهارا حتى تحصل على المراتب الاولى.

وهناك بعض الجامعات التي حصلت على افضل ترتيب من خلال الامكانيات المادية التي تدعمها وهذا لا يعني انها افضل من جامعاتنا .

طلبة نيوز : متى سينتهي التفريق بين الجامعات الخاصة والحكومية في الاردن وهل جامعة الاميرة سمية تعاني مما تعانيه الجامعات الرسمية من نقص الموارد المالية وكيف يتم تغطية هذا النقص اذا كان موجود ؟!

الرفاعي : بالنسبة للامور المالية للجامعات الرسمية فكل الجامعات الحكومية تعاني من النقص في الدعم المادي من وزارة التعليم العالي ، وهذا ينعكس على مستوى الخريجين والمختبرات وغيرها ، اما بالنسبة للجامعات الخاصة اغلبيتها طابعها ربحي فلا يوجد لديها مشاكل مادية .

ونحن كما صرحت سابقا جمعنا المزايا الحسنة من الجامعات الخاصة والحكومية ، اما فيما يتعلق بالوضع المادي لجامعة الاميرة سمية فنحن نغطيه من خلال الرسوم الدراسية ومن خلال المشاريع الدولية حيث يوجد في الجامعة اكبر دعم للمشاريع الدولية من بين الجامعات الاردنية ويوجد ما يقارب 20 مشروع مدعوم منها مشاريع للبنية التحتية ومشاريع تطوير برامج ومشاريع تطوير لاعضاء هيئة التدريس وهذه المشاريع تكون بالتعاون مع جامعات اوروبية وجامعات عربية ، كما وتقدم جامعة الاميرة سمية منح للطلاب من خلال رئيس مجلس الامناء ( الاميرة سمية) على نفقتها الخاصة كما تقدم منح للطلبة المحتاجين والمتفوقين .وتغطي الجامعة تقريبا من 20-30% من رسوم الطلبة ويعد الوضع المادي للجامعة جيد وليس سيء .

وعن برامج الجامعة قال الدكتور مشهور الرفاعي ان البرامج تكون دائما بتوجهات من رئيس مجلس الامناء ( الاميرة سمية بنت الحسن ) ودائما تسعى ان تكون البرامج ريادية وليست تكرار للبرامج الموجودة في الجامعات الاخرى لذلك حصلت الجامعة هذه السنة على وسام الاستقلال من الدرجة الاولى .

وكان هناك زيارة لجلالة الملك عبدالله الثاني والتي تعتبر اول زيارة لجامعة خاصة من قبل جلالته حيث اطلع فيها على الانجازات الموجودة في الجامعة سواء كانت على مستوى الجامعة او على مستوى الطلاب ، وعندما قام الملك بزيارة كاليفورنيا في شهر 5 الماضي التقى بمجموعة من الطلبة الاردنيين الذين اسسوا شركات IT  في امريكا وكان من هؤلاء الطلبة ما يقارب 10 اشخاص من خريجي جامعة الاميرة سمية .

ودائما ما تركز الجامعة على البرامج النوعية ويوجد فيها برامج لا توجد في الجامعات الاردنية الاخرى مثل برامج البكالوريوس : برنامج علم الرسم الحاسوبي وبرنامج التسويق الالكتروني والتواصل الاجتماعي وبرنامج هندسة القدرة والطاقة الكهربائية وبرنامج هندسة الشبكات الجديد ، وعلى مستوى الماجستير فهناك عدة برامج منها برنامج امن نظم المعلومات والجرائم الرقمية حيث ان هذا البرنامج صمم خصيصا للقوات المسلحة وللامن العام وللمخابرات والاجهزة الامنية ولقطاع الاتصالات ولقطاع البنوك ويعتبر هذا البرنامج فريد من نوعه على مستوى المنطقة ويدرس فيه 50 طالب مسجلين حاليا وتم تخريج دفعة من هذا التخصص .

وهناك برنامج هندسة نظم المؤسسات الذي بدأنا به في هذه السنة بالتعاون مع الجامعة الالمانية الاردنية بحيث يأخذ الطالب شهادة مشتركة بين جامعة الاميرة سمية والجامعة الالمانية الاردنية وبالتعاون مع جامعتين في المانيا الاولى جامعة اولدين بيرج والثانية ميردن بيرغ ويعتبر هذا البرنامج نوعي وهناك برنامج ماجستير ريادة الاعمال ويعتبر الاول من نوعه في الاردن من حوالي سنتين وفيه عدد كبير من الطلبة المسجلين .

وهناك ايضا برنامج الماجستير في ادارة الاعمال الدولية وهو برنامج نوعي ايضا فتقريبا 40% من البرامج الموجودة لدينا غير موجودة في الجامعات الاخرى ونظرتنا للفترة القادمة ان نقوم بإدخال برامج مشتركة مع جامعات عالمية على مستوى البكالوريوس والماجستير وان نستفيد من خبرة تلك الجامعات العالمية وخيارنا سيكون الافضل للجامعات العالمية.

وتتميز جامعة الاميرة سمية عن غيرها من الجامعات الاردنية بموضوع الاعتماد الخارجي فجميع الجامعات الخاصة معتمدة اعتمادا من هيئة الاعتماد في الاردن لكن المهم هو الاعتماد الخارجي في كيف ستكون على خارطة العالم وكيف تكون معروفه على مستوى الجامعات العالمية .

وجامعة الاميرة سمية قطعت شوطا كبيرا في هذا الجانب وحصلت على الاعتماد الامريكي (IBET)  لكلية الهندسة وكلية ال (IT)  فاعتمدت 3 برامج لكلية الهندسة وبرنامج لكلية الIT  وتعتبر الجامعة الاولى في الاردن التي تحصل على هذا الاعتماد للبرامج الاربعة ونعمل الان على كلية الاعمال للحصول على اعتماد امريكي (AACSB)  وهذا الاعتماد يحتاج الى 3 سنوات لكن نحن الجامعة الوحيدة في الاردن التي اخذت هذه العضوية وخلال 3 سنوات سيكون هناك اعتماد لجميع كليات الجامعة على مستوى عالمي .

وطلابنا متميزون عندما يشاركون في مسابقات برمجة عالمية حيث كان هناك 3 مسابقات للبرمجة وحصل طلابنا على المرتبة الاولى والثانية في جميع المسابقات وكانت واحدة منها مسابقة عالمية ، ومن بين 2200 فريق على مستوى العالم حصل طلابنا على مرتبة 25 ، وقامت الجامعة بعمل مركز للطلبة المشاركين في هذه المسابقات لرعايتهم داخل الجامعة بحيث يساعدهم على تطوير وتحفيز مهاراتهم وتلبية احتياجاتهم ليقدموا افضل ما لديهم .