TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
د. عليمات تكتب في دوام الطلبة أربعة أيام في الجامعات
30/07/2015 - 6:00am

طلبة نيوز

رأي في دوام الطلبة أربعة أيام في الجامعات
د.فاطمة عليمات
بعد إعلان بعض الجامعات نيتها في إعادة توزيع الجدول الدراسي للطلبة على مدار أربعة أيام. ثار جدل ونقاش في الأوساط المعنية بهذا الموضوع من أكاديميين و أصحاب رأي وطلبة وأولياء أمور ...، وعبّر كل منهم عن رأيه الذي يحترم بغض النظر عن تأييده لهذا التوجه واعتباره خطوة إيجابية، أو معارضته له واعتباره خطوة سلبية، وقد كان لكل منهم مبرراته و أسبابه التي انطلق منها في رؤيته. وقد أثير هذا الموضوع في بعض وسائل الإعلام من فضائيات وصحف وغيرها، ودار الحديث حول إيجابيات هذا التوجه وسلبياته وأثره على العملية التعليمية برمتها.
ولكني سأطرح هذا الموضوع من جوانب أخرى أظنها جديرة بالاهتمام والاستمرار باتخاذ هذه الخطوة
أولًا: أهمية هذه الخطوة في الحدّ من العنف الجامعي؛ فقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن وقت الفراغ الطويل بين المحاضرات هو أحد أسباب العنف الجامعي؛ فالطالب لديه متسع من الوقت الذي لا يقوم به بأي عمل مفيد، وكلنا يعلم أن الفراغ مفسدة، وعند إعادة توزيع الجدول الدراسي على أربعة أيام وملء وقت فراغ الطلبة بالمحاضرات سيسهم هذا في الحدّ من هذه الظاهرة التي نعاني منها، والتي كنّا دائما نحمّل الجامعات جزءًا من مسؤولياتها في اتخاذ إجراءات للحدّ منها.
ثانيًا: التقليل من الأزمات المرورية وخاصة في العاصمة؛ فكلّ منّا يلمس الأزمة المرورية في شوارع العاصمة ويعاني منها وخاصة في نهاية الأسبوع، حيث يغادر كثير من أهل العاصمة إلى خارجها بسبب طبيعة عملهم وسكناهم الذي يقتضي أن يعودوا إلى مدنهم وقراهم خارج العاصمة، وحركة التنقل هذه تشمل الطلبة وأعضاء الهيئات التدريسية والموظفين، ولا شك أن إعادة النظر في دوامهم يسهم في التخفيف من الأزمات المرورية في العاصمة ولا سيما أن الجامعة الأردنية القلب النابض بالحركة المرورية فيها.
ثالثًا: التقليل من الأعباء المالية المترتبة على الجامعات والطلبة؛ ولا يخفى على أحد أن الطلبة أكثر تضررًا، وفي واقع الحال ومن الخبرة العملية هناك العديد من الطلبة ممن هم دون خط الفقر وممن يقيمون في مناطق بعيدة عن الجامعة يحسبون هم وذويهم ألف حساب لمصروفاتهم اليومية، من أجرة مواصلات وطعام ...، ولا سيما أنهم يأتون أحيانًا إلى الجامعة من أجل محاضرة واحدة، وقد لمست كعضو هيئة تدريس في الجامعة الأردنية تأييد هذه الخطوة من قبل العديد من طلبة الجامعة.
رابعًا: تفريغ يوم الخميس من المحاضرات يتيح المجال أمام الجامعات لممارسة أنشطة أخرى لا تقل أهمية عن التدريس؛ كخدمة المجتمع المحلي وعقد الورش والدورات التدريبية للأساتذة والطلاب، والقيام بالزيارات العلمية ...، وبذا يكون يوم الخميس شعلة من الإنجاز والنشاط في الجامعات .
وقد يكون هذا التوجه تجربة لمدة عام جامعي ثم يتم تقييم التجربة وبعد ذلك اتخاذ القرار المناسب بشأنها إما بالإستمرار بها أو التراجع عنها، فلينظر كل من هو معني بهذا الموضوع من أصحاب الرأي والقرار والأساتذة والطلبة إلى هذا الأمر من كافة جوانبه وليضعوا إيجابياته وسلبياته أمامهم ثم يسيروا في اتخاذ الرأي المناسب .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)