TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
د. محمد القضاة يكتب "مجالس أمناء الجامعات قراءة من الداخل "
25/07/2015 - 11:00am

طلبة نيوز

مجالس الأمناء قراءة من الداخل
أ.د.محمد القضاة
هذه قراءة من داخل هذه المجالس قراءة تلامس تفاصيل لا مجال للوقوف عليها كلها، تقرأ حاضر التجربة بالملامسة والواقع، قراءة واعية وشاهدة ومشاركة في قرارات احد هذه المجالس مدة اربع سنوات بالتمام والكمال، كنت فيها عضوا في لجان المجلس؛ الاكاديمية والقانونية والإدارية والمالية، ونائبا لرئيس المجلس الاخير، حيث تناوب على الرئاسة ثلاثة من الزملاء ، وهنا يجب ان نسأل عن الهدف الاساس من تشكيل هذه المجالس والغاية منها، لنعرف ما المطلوب منها، وما لها وما عليها، وللحقيقة وقد أشارت المادة (٦/ب) من قانون الجامعات الاردنية الى
صلاحيات مجالس الأمناء ومهامها،
وللاسف لا تجد فيها مادة واحدة مهمة تعطي هذه المجالس القدرة على تغيير الواقع الاكاديمي في الجامعات، وجاءت المواد فضفاضة وتحتمل التسويف والمماطلة ولا تقرأ واقع الجامعات قراءة علمية فاعلة وهي ملامسة خارجية تؤكد الحاجة الى اعادة النظر في دور هذه المجالس كي يكون مجلس الامناء بوزن المجالس الجامعية الاخرى والتي تعد اقل اداريا منه ، والممارسة في مجالس الأمناء تؤكد الحاجة الى تعديل التشريعات بحيث تكون اكثر وعيا بقراءة المشهد الاكاديمي والنهوض به، فضلا عن الأخطاء التي أسندت فيها رئاسة هذه المجالس لرؤساء جامعات سابقين للجامعات التي كانوا يرأسونها، وهذا ما يؤسس الى حالة احتقان بين الرئيسين، وهنا علينا ان نقرأ بدقة ما كتبه معالي الدكتور وليد المعاني حول هذه المسألة حين قال :"من المستحسن عدم إعادة رئيس جامعة سابق ليكون رئيسا لمجلس أمناء جامعته..ولهذا السبب عندما شكلنا مجالس الأمناء لم نعين د. كامل العجلوني رئيسا لمجلس أمناء التكنولوجيا، ولكن عيناه رئيسا لمجلس أمناء الأردنية. وعندما عينا د. فوزي غرايبة عيناه رئيسا لمجلس أمناء التكنولوجيا وليس للأردنية".هذا كلام يجب ان يقرأه صُناع القرار بعناية وجدية تجنبا للصراع والانقسام بين طرفين: قديم كان يقود الجامعة واليوم رئيس امنائها وجديد يقودها وهذه الطامة الكبرى حيث يعتقد القديم الجديد انه ما زال رئيس الجامعة ويتصرف بأسلوب غرائبي يرغب فيه ان يلغي رئيس الجامعة الحالي ،وتراه يتدخل في عمل رئيس الجامعة، هذه الازدواجية يجب ان تنتهي ويحب تعديل التشريعات ، ولا يجوز ان تكون هذه المجالس بلا تأثير؛ كما انه لا يجوز ان ينتظر المجلس جدول أعماله من الجامعة حتى يعقد جلساته الدورية، لا بد له من خطط فاعلة ورؤية واضحة في تفعيل أنشطة الجامعة والعمل على إنجازها ، وهناك اسئلة كثيرة ونقد كبير تواجهه مجالس الامناء من داخل الجامعات ومن خارجها بسبب ضعفها وعدم مواكبتها ظروف جامعاتها ، وهنا يجب تفعيل الرقابة الاكاديمية والمالية بطريقة لا يبدو فيها مجلس الامناء تابعا لرئيس الجامعة، ولذلك يجب ان يعرف كل طرف حقوقه وواجباته التي ينص عليها القانون، لكن تبقى هذه الأسئلة مشروعة في الأوساط الأكاديمية، هل مجالس الامناء حمل زائد على الجامعات اذا كانت مجرد هياكل ادارية؟ ام انها تمتلك زمام المبادرة مجتمعة لتصحيح واقع الجامعات ومخرجاتها؟ ام انها وجهَات موسمية نحمّلها فشل الجامعات كلما كسرت هيبة التعليم العالي؟ ام هي واجهات إعلامية لا تسمن ولا تغني من جوع؟
سقت هذه الأسئلة لان ممارسات هذه المجالس وأدارتها لا تعجب احدا لا الحكومة التي شكلتها، ولا الجامعات التي تنتظر منها القيام بواجباتها الحقيقية، ولا المجالس نفسها التي تشعر بأنها لا ضرورة لها، وكلها معادلات اصعب من بعضها. واذا كان من نقد يوجه لهذه المجالس انها تشعر بضعفها امام رئاسات الجامعات مع ان رؤساء الجامعات اعضاء فيها وصوت رئيس الجامعة في المجلس مثل اي عضو داخل المجلس، وتعالوا معي لتروا كيف يتم تعيين العمداء والمسؤولين الإداريين في الجامعات ، يأتي رئيس الجامعة بقائمة الأسماء وسيرهم الذاتية ولا يقدم للوظيفة غير اسم واحد مع سيرته ولا يكلف مجلس الامناء سؤال الرئيس عن اي بديل ولا تقرأ هذه السير بالمجالس ، مع ان السيرة العلمية للمتقدم أساسية وتكشف حجم الإنجاز العلمي الحقيقي للمتقدم،والجواب الذي تسمعه مباشرة على بركة الله والسؤال اذا كانت مجالس الامناء وجدت للبصم ! فما الداعي لتأسيسها؟ وما الداعي لوجودها؟! ولا داعي للحديث عنها، هذه واحدة من الأشياء التي يتنازل عنها مجلس الامناء طواعية مع ان صلاحياته ان يقابل ويتأكد ويقرأ ، وبعد ان تنتهي التعينات يترك للجامعة حرية الادارة العلمية والأكاديمية والإدارية وضمن القوانين والتعليمات المرعية. 
مطلوب من الدولة ان تفرط مجالس الامناء وان تعيد تشكيلها بعد ان تعدل تشريعاتها الصورية الى تشريعات نافذة وجادة وواضحة وان تحسن اختيارات هذه المجالس رئاسات وأعضاء ولا تبقى اجتماعاتها تطوعية؟!
mohamdq2002@yahoo.com

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)