طلبة نيوز-

أ.د. نجيب ابو كركي
أخيرا استقرت مدرسة الرازي الاعدادية للبنين في المنطقة التجارية بالقرب من جامع العرب على الطريق الى الحاووزالشهير في الزرقاء، مدرسة مكتظة بساحة صغيرة يحتلها ملعب للكرة الطائرة و تشكل واجهتها الشرقية سلسلة من الدكاكين، الكندرجي و البقال ومحل الالبان والنجارو الخياط وشبه المطعم الذي كان يديره سوداني ضخم صامت يبدو انه من جنوب السودان لو لعب معه الحظ قليلا لفاز بوظيفة جلاد يقيم الحد في احدى الدول "المبسوطة "المجاورة ولكن كان عليه ان يكتفي بصاج الفلافل العامل على مدار الساعة لانتاج حبات الفلافل من فئة الستة بتعريفة في تلك الايام قبل نصف قرن. اما المدرسة فكانت دينامية تمتلئ نشاطا رياضيا وادبيا. النشاط الرياضي اقتصر غالبا على الكرة الطائرة لتوفر الملعب ولوجود الاستاذ المميزمحمود البطل عماد رياضة وكشافة وانشطة نادي القوقازي والزرقاء و ما وراء الاوتستراد المستقبلي وحتى المدينة الرياضية لاحقا. كانت المنافسة على اشدها وملعبنا يكاد ينافس رولانجاروس الباريسي او ويمبلودن البريطاني ايام بطولات التنس الارضي الدولية اذ كان كل الجمهور الزرقاوي يفضل ملعب الرازي ولم يرن ( بتسكين الراء وضم النون) اي منهم الى اوروبا البيضاء لمتابعة رياضاتهم فالزرقاء تكفي والبلد أحق بعملتها الصعبة !. نشاط الاستاذ المحقق للبطولة سلفا ودوما ( محمود البطل) ادى الى ادخال لعبة اضافية جديدة هي تنس الطاولة بعد ان نفض الغبار عن الطاولة واخرجها من خلف السدة الى الساحة واتاح لنا ان نتعامل معها بصعوبة بداية حيث غالبا ما كانت الكرة الخفيفة تخطئ الهدف وتغير الاتجاه لتطير الى سطح المحلات التجارية المجاورة نتيجة عدم احتراف اللاعبين وانا منهم لكن تلك المبادرة قادتنا الى الاحتراف لاحقا حد الاسهام بمنافسة عمان التي تتوجت بأخي الكابتن زياد ابو كركي لاعب الفريق الوطني ومن ثم مدربه وسكرتير اتحاده واتحادات خارجية اخرى وبقي اللاعب الاردني الوحيد (حد علمي) الذي كسب شوطا من احد لاعبي الفريق الصيني الرهيب عندما كادوا يمرمطونا في عمان لفارق المستوى قبل ثلاثة عقود. قبل زياد كانت لي مساهمات متواضعة سابقيها للمستقبل (والتاريخ !) لكن اهمها الاسهام برفد الفريق الوطني بأكرم وثم نزار ابنائي الذين حققوا نتائج طيبة منها بطولة مجموعة من فنادق تونس ايام العطلة الصيفية التي صدف ان قضينا جانبا منها هناك. ان كانت الحكمة يمانية فان العبرة زرقاوية .. كانت مبادرة استاذي الفذ بنفض الغبار عن الطاولة اساسا لسلسلة انجازات في مجال " البنغ بونغ" عند المتأنجلزين المدن او " الطج بج" عند العرب الاقحاح كما افادنا استاذنا المادباوي الزرقاوي العربي القح مدرس اللغة الانجليزية في ثانوية الزرقاء الاستاذ غالب جميعان رحمه الله والى حلقة قادمة نحو توثيق عشوائي محتمل لتلك الذكريات. أسعد الله أوقاتكم.