طلبة نيوز-

د. مفضي المومني.
هو صاحب مقولة أوصلوني إلى الدوار الرابع لاحاكم أعلام الفساد، وهو صاحب الحجب عن كل الحكومات، ومعارض لكل سياسات الرفع، هو صاحب مقولة من عين أكثر مني في الدولة فليلحقني إلى بطن ذلك الوادي، قالوا انه ذهب لقبر والده عندما أصبح دولة أبو فلان ليقول له انه حقق حلم حياته حتى وان كان متأخرا على مشارف الثمانين! بعد معارضة (دنكشوتيه) إن صح التعبير، ولان الأردنيون شعب طيب استبشروا خيرا بقدوم دولته ووزارته العتيدة وهذه بداية الحكايه يا ساده يا كرام، أما نهايتها وبعد سنتين من أطول السنين على المواطن الأردني في ظل حكومته، لا تعيين في مؤسسات الدولة من باب التقنين إلا بالواسطة والمحسوبية، زيادة في أرقام المديونية، عجز عن محاسبة فاسد واحد، فشل في تسويق وتطبيق الشفافية والمؤسسية، زيادة ارقام البطالة، زيادة زوار الحاويات.....وغير ذلك ففي الوزارات السابقة كانت تفوح روائح الفساد والسياسات نفسها لكن كانوا يعينون الناس حتى ولو بالواسطة وكان رفع الأسعار يسمى تحديد أسعار ويتم بالتدريج والحق يقال،أما مع وزارة دولته العتيدة بدا مسلسل الرفع لكل شيء وبدا معه مسلسل إفقار الشعب الأردني بكل معنى الكلمة، وفي كل مره كان (أبو الكلام) يتحفنا بمعسول الكلام ويغلظ الأيمان أن كل ذلك لمصلحة الشعب المقدام، وصدقناه أول مره وثاني مره وعاشر مره وتوالت الحكاية وكأننا في مسلسل تركي لا تنتهي حلقاته وان دولته المخرج البارع لهذا المسلسل وكل الشعب ينتظر الحلقة الأخيرة لا ليتزوج البطل البطلة بل ليمد المواطن يده في جيبه في الأسبوع الأول من الشهر ليجد بقايا راتب! أصبح هذا قمة الطموح للمواطن الأردني المعجزة الاقتصادية لان مصروفه أضعاف دخله وما زال عايش!
المهم ان دولته ما زال مصرا على الرفع حتى عندما سقطت ورقة التوت بانخفاض أسعار النفط دون الخمسين دولار وتبين للمواطن لا بل تأكد له أن الحكومة تتربح وتتاجر في النفط ولا تدعمه كما تدعي دائما وتحمله الجمايل عبر سنين خلت، ولأول مره اسمع أن دولة غير منتجه للنفط تزعل وتضع الحزن بالجرة لان أسعار النفط انخفضت، ورئيس وزرائها يخرج علينا وبكل صلافة ليقول لنا أن خسائر الخزينة هي بالملايين من جراء انخفاض الضريبة والتربح بسبب انخفاض أسعار النفط وكأننا دولة منتجه ونسي دولته مرابح الاقتصاد الأردني والمنافسة التي يحققها بكل انخفاض حقيقي في أسعار النفط، نعم يصح ما قاله دولته فقط إذا كنا نرى العالم من (خرم ابره) أي سياسات هذه التي تعيش على جيوب الناس وإفقارهم لا بل إذلالهم، فدولته وأصحاب المعالي وورثة المناصب في الأردن لا يرون إلا أنفسهم ولا يشعرون بالناس البسطاء في أريافنا وبوادينا، الذين لا تعرف بيوتهم رائحة الطبخ ويعيش أطفالهم على كسرة الخبز وبرد الشتاء وضنك العيش وقلة الحيلة بانتظار الفرج وطموحاتهم بسيطة لا تتجاوز الستر بمفهومهم البسيط، وكأنه قدر المواطن في هذا البلد أن يبقى يلهث خلق لقمة عيشه، ولا ننسى أن الطبقة ألمتوسطه اختفت في ظل خط الفقر الذي يقترب من ألف دينار في ظل التضخم الحالي وانخفاض القوة الشرائية للدينار.
أما مسرحية المشتقات النفطية ورفع أسعار الكهرباء التي هي مرتفعه أصلا ومناقشات النواب ولعبة الأرقام والتسعير وأرقام العجز الوهمية لشركة الكهرباء الوطنية الحكومية التي أريد لها في لعبة الخصخصة أن تخسر بينما شركات النقل و التوزيع تربح وتتربح وتأملوا رواتب المدراء فيها والتي تتجاوز حاجز العشرة آلاف دينار، فما هي إلا ملهاه عن أمور أخرى، فقد عودتنا الحكومة من حين لحين بالهاء الناس بقضايا هامشية لتمرير سياسات لا تحظى بموافقة ورضا الشعب، ومجلس النواب الغائب الحاضر والذي غرر به دولته أكثر من مره وحظي بثقته بكل الطرق المتبعة سابقا هذا المجلس يحاول جاهدا حفظ ماء الوجه أمام دوائر الانتخاب وليس أمام مصلحة الشعب وهم نتاج قانون انتخاب غير ناضج، وفي آخر جلسه عندما صوت المجلس ضد رفع أسعار الكهرباء ومع قناعتي أن الموضوع لا يبتعد عن كونه ملهاة كما أسلفت، إلا أنني أعجب من إصرار رئيس الوزراء وبكل مهاراته الكلامية والدرامية واللعب في الأرقام لا بل عدم صحتها كما أثبتت دراسة اللجنة النيابية، أعجب من هذا الإصرار على الرفع في ظل انخفاض أسعار النفط غير المسبوق، ومحاولة إقناعنا إما الرفع وإما الوطن كالعادة! وأنها عنزة ولو طارت!، بكل صراحة أصبح إحساس كل مواطن أن دولته لديه الاستعداد على فعل كل شيء ورفع كل الأسعار والإفقار والتضحية حتى آخر مواطن! مقابل بقائه رئيسا للوزراء! ومؤلم أن يغير الإنسان مبادئه مثلما يغير ملابسه وسوف ننسى له ذلك ولكن نقول لدولته في هذا العمر اترك للأردنيين شيئا واحدا يذكرون به حكومتك بخير ما.....حمى الله الأردن.