طلبة نيوز-

هبت شرارة من جديد من قلب الجامعة الأردنية لتقود حراكا نبيلا يحاكي في ثناياه حبا وشوقا لتوسد فيّها، ونصرة ومؤازرة لثورتها، ثورة "القدس" التي لن تكون يوما من الأيام "أورشليم" العبرية بل ستظل القدس العربية بإسلاميتها وعروبيتها، تلك المدينة التي فاحت منها رائحة الشهداء الزكية، حتى كانت أشبه بعاصمة للعطور العالمية.

تلك الشرارة أوقدتها كلية الفنون والتصميم، لتعكس من خلال فنونها وثقافتها الوجه الحضاري للجامعة الأردنية ووقفاتها الوطنية نصرة للقدس، من خلال مهرجانها السنوي في دورته الرابعة الذي انطلقت فعالياته اليوم مسجلة اسم مدينة المدائن "الوفاء للقدس" شعاراً لها.

باقات متنوعة من مختلف الفنون البصرية والموسيقية والغنائية دغدغت الوجدان وأيقظت العنفوان ولاقت اعجاب الحضور وكان باكورة الفعاليات معرضا للفنانة التشكيلية تمام الأكحل وزوجها الحاضر الغائب اسماعيل شموط تصدرته جدارية حملت عنوان مسيرة شعب تجسد حياة الشعب الفلسطيني منذ بدء النكبة حتى هبة السكاكين.

وفي تصريح صحفي قال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور اخليف الطراونة خلال رعايته للمهرجان إن الجامعة على هدى من رؤية الهاشميين عبر التزامهم التاريخي برعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية، جسدتها بجملة من القرارات التي من شأنها تعزيز صمود الاهل في القدس وربوع فلسطين على راسها اعتمادها يوم التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني من كل عام يوما لنصرة القدس.

واضاف ان المهرجان ياتي تزامنا مع احتفالات المملكة بتخليد ذكرى الشهيد وصفي التل لتكون السابقة دوما للتغيير الايجابي بقيادة حراك ثقافي يخلد ذكرى العظماء والقادة والذين رابطوا وجاهدوا من اجل القدس والمقدسات، لنشحذ همم الشباب والطلبة ليقتدوا ببطولاتهم وتضحياتهم.

وقال الطراونة:" توجت الجامعة مؤخرا جهودها باطلاق حملة سهم الوفاء للقدس بالتعاون مع جامعة القدس ومؤسسة منيب المصري للتنمية، لدعم صندوق ووقفية القدس، الى جانب انشاء مركز باسم مركز دراسات القدس بالشراكة مع مؤسسة فلسطين الدولية، وتخصيص جائزة دورية مقدارها عشرة الاف دينار تمنح كل سنتين لأفضل رسالة دكتوراه محكمة عن القدس، بالإضافة إلى معاملة الطلبة المقدسيين في برنامجي البكالوريوس والدراسات العليا معاملة الطلبة الأردنيين من حيث الرسوم على البرنامج الموازي.

وجاء من ضمن القرارات بحسب الطراونة ادراج مادة بعنوان "مدينة القدس" في خطتها التدريسية، وتبنت العديد من المبادرات منها مبادرة "شريكي مقدسي" لتفعيل التواصل بين الطلبة الأردنيين والمقدسيين، بالاضافة الى انشاء صندوق لدعم الطلبة المقدسيين الدارسين فيها بهدف تمكينهم من تأمين نفقات دراستهم الجامعية

من جانبه القى عميد كلية الفنون والتصميم الدكتور ايمن تيسير كلمة خلال الحفل أكد فيها أن مهرجان الكلية الرابع ما هو إلا درب من دروب تعليم طلبة الكلية وتثقيفهم، إذ يجتمع الفنانون الصغار عمرا وموهبة بالكبار خبرة وإبداعا، يستفيدون من تجاربهم ويرسمون وإياهم مستقبلهم الذي يطمحون، معربا عن فخره بطلبة الكلية من حاملي درجتي البكالوريوس والماجستير ممن يتمتعون بالموهبة الفطرية وعشق الفنون.

وأشار تيسير إلى أن المهرجان ما كان ليكون لولا تكاتف جهود العاملين في الكلية ممن عملوا بجد وحب وإخلاص لإنجاحه ما أضفى عليه تجربة نوعية جديدة، معربا بالإنابة عنهم عن السعادة التي تغمرهم بتسلم مبنى الكلية الجديد، هذا الصرح الشامخ الذي يعلن عن ولادة جديدة لحقبة ستسجل في تاريخ الجامعة الأردنية.

فعاليات متنوعة تشتمل عليها أجندة المهرجان الذي يستمر حتى يوم الأربعاء المقبل، تتضمن حفلاً فنياً أحياه عدد من الفنانين الأردنيين والطلبة قدموا من خلاله أروع الكلمات وأعذب الألحان التي تغنت بالقدس وعمان.

كما يتخلل المهرجان أمسية فنية للفنان طارق الجندي، وفقرة فنية للفنان كمال خليل وفرقة بلدنا، إلى جانب محاضرة بعنوان" القدس واقع وتحديات" يلقيها السيد عبد الله كنعان أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس، وفقرة لفرقة وكورال قسم الفنون الموسيقية، إلى جانب عرض مسرحي بعنوان "أعراس آمنة" للمخرج الدكتور يحيى البشتاوي، وعرض آخر يقدمه مجموعة من الفنانين المقدسيين بعنوان" الشقيق" عن رواية الأديب الفلسطيني غسان كنفاني.