الأردني يعاني من قلق حين ينظر إلى ساعة الكهرباء ,  أنا شخصيا حين أفتح الصندوق الذي يحتوي على هذه الساعة , وأراقب الدائرة الداخلية تدور ينتابني نوع من الغضب , خصوصا وأن الشتاء يحمل لك زيادات عنيفة في حجم الإستهلاك .
أحيانا أتخيل وجه نتنياهو , أو وجه هتلر , وذات مرة أردت تحطيمها فأخبرني الحارس أن الأمر خطير وقد يودي بي إلى المدعي العام ...
حاولت ذات مرة سرقة الكهرباء , من وصلة جانبية  فقد نصحني (معلم) ثقة بذلك ولكن المحاولات أدت إلى إحتراق الخط الداخلي , ويبدو أن الشركة قد أخذت إحتياطاتها في هذا المجال ...
أنا فقط أطلب من شركة الكهرباء تخفيف , هذا الغضب الذي ينتابني حين أفتح صندوق الساعة , مثلا من الممكن تحويل لونها إلى (فوشي) بدلا من الأسود ..من الممكن طلاء البلاستيك الخارجي باللون الكموني (المونس) ...من الممكن وضع موسيقى مثلا حين تفتح باب الصندوق , كي تخفف من عبء الغضب .
أخر فاتورة دفعتها , أوجعتني ..وكان بودي أن أسأل مدير عام الشركة ماهي العواقب المترتبة , على قيامي (بطخ ) الساعة , مثلا لو قمت بإطلاق ثلاثة عيارات نارية على الساعة فماذا سيحدث ... هل ستنزف ؟ ...هل ستصاب , وهل من الممكن إرسال البحث الجنائي للتحقيق , ويقال عني في المواقع الإخبارية وبالعناوين الكبيرة :- (عبدالهادي راجي المجالي يغتال ساعة الكهرباء )
للعلم فقط ولا أعرف هل هذا الأمر سيغضب الجهات المختصة أم لا , أنا أخطط للإنتقام من ساعة الكهرباء , على الأقل أحيانا القلب يهدأ نبضه , الضغط ينخفض والرياح تخف سرعتها , إلا هذه الساعة فهي لا تخطيء أبدا ...
لماذا يكره الأردني ساعة الكهرباء ؟  لماذا حين يشاهدها يشعر بأن وجه نتنياهو خلف الصندوق , أو وجه هتلر ..أو أن هناك أفعى الكوبرا ...
أنا لا أعرف ولكن الربيع العربي , في لحظة أخطأ إتجاهاته كان يجب أن يندلع الحراك ضد ساعات الكهرباء ...
بصراحة , تنتابني هواجس مخيفة في الليل , ولا أنكر أني أملك مسدسا محشوا بطلقات كثيرة , لأ أنكر أني متشوق لسداد طلقة قاتلة , والضحية ساعة الكهرباء الخاصة بشقتي ...
تلك إعترافات قاتل قبل الجريمة بلحظات , أنا ذاهب الان (لطخ) الساعة ...وليكن بمعلوم الشركة , الجريمة مع سبق الإصرار والترصد ...