TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
صُنِع في فلسطين
23/07/2014 - 11:45am

أ.د. مصطفى محيلان
طائرات بلا طيار، تعرف طريقها فبسم الله مجريها.
صواريخ تعبر الحدود لا يمسكهن إلا الله.
والأهم من ذلك كله هو صناعة الرجال في غزة، أولئك الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله والجهاد، فهم من أصر على أن تكون كلمة الله هي العليا.
كل ذلك يصنع في فلسطين المُمتحَنة، في غزة الشامخة الصامدة الثائرة الرافضة للاستعباد إلا لله، هم لا يطلبون سوى حقهم في الحرية والحياة الفضلى كغيرهم من شعوب الأرض، فهذا ما دعت إليه جميع الشرائع الأصلية التي لم تُحرَف ولم تكتبها أيدي قتلة الأنبياء والأطفال، الذين حرّفوا الكَلِم عن مواضعه، فكانت عاقبتهم أنهم تاهوا في الأرض تيه عقائدي وهو أسوأ بكثير من توهان البوصلة، فبتغييرهم لكلام الله ووضعهم ما تسول لهم أنفسهم من أكاذيب لفقوها وروجوا لها وتوارثوها فزينها لهم الشيطان حتى ظنوا انها الحق من ربهم، فهم من يَمكُر ويمكر الله والله خير الماكرين، هم اليوم كالأمس بعيدين عن الصراط المستقيم بفعل أيديهم وبدفع من نفوسهم المريضة التي تحلل لهم ما حرم الله من استباحة الأرض والنفس واقتلاع الزيتون، بأفعالهم تلك يخونون الله والشرائع السماوية والقوانين الدولية والقلم الذي سطروا به ما شاؤوا، فبه كتبوا أن لهم أرض وأنهم شعب مختار، وهل يصطفي الله الأشرار!؟
بالمقابل فإن المنطق يشير إلى ان مَن احتُلَت أرضه، وحوصِر فيها، ومنع عنه الوقود والدواء والحرية، ولم يستسلم ولم يخنع ولم يخضَع لظالم بل بقي مُصراً على موقفه العادل المُحِق، هو في الحقيقة شعب الله المختار، فالشعب الغَزي الفلسطيني العربي هو الذي انتُدِب من بين شعوب الأرض لمهمة التصدي للإفتراء التاريخي وللظلم ومقارعة قتلة الأنبياء والأطفال. لقد صار من الضروري أن ننتقل إلى المرحلة التالية من نُصرة الشعب الغزي الفلسطيني الجريح، وخاصة مع استمرار آلة الإبادة الصهيونية له على النحو الحاقد المكثف المتزايد المتسرع المتسارع الذي يعيشونه اليوم، فلا يرضى الله ولا العبد ولا الضمير الإنساني ولا المواثيق الدولية أن يُجهَز على شعب بأكمله ولا يقدم له سوى العلاج وصناديق الغذاء يوم بيوم، فماذا بعد؟
أولاً: استناداً إلى منطوق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وما جاء في ديباجته من أنه :
لما كان الإقرار بما لجميع أعضاء الأسرة البشرية من كرامة أصيلة فيهم، ومن حقوق متساوية وثابتة، يشكل أساس الحرية والعدل والسلام في العالم، ولما كان تجاهل حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال أثارت بربريتها الضمير الإنساني، ولما كان من الأساسي أن تتمتع حقوق الإنسان بحماية النظام القانوني إذا أريد للبشر ألا يضطروا آخر الأمر إلى اللياذ بالتمرد على الطغيان والاضطهاد، ولما كانت شعوب الأمم المتحدة قد أعادت في الميثاق تأكيد إيمانها بحقوق الإنسان الأساسية، وبكرامة الإنسان وقدره، وبتحسين مستويات الحياة في جو من الحرية، ولما كانت الدول الأعضاء قد تعهدت بالعمل، بالتعاون مع الأمم المتحدة، على ضمان تعزيز الاحترام والمراعاة العالميين لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية، ولما كان التقاء الجميع على فهم مشترك لهذه الحقوق والحريات أمرا بالغ الضرورة لتمام الوفاء بهذا التعهد، فإن الجمعية العامة تنشر على الملأ هذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بوصفه المثل الأعلى المشترك الذي ينبغي أن تبلغه كافة الشعوب وكافة الأمم.
ثانياً: حيث أن دولة إسرائيل قد خالفت ما جاء فيه بما لا يحفظ حياة وكرامة وحقوق وحرية الشعب الغزي الفلسطيني، فإنه لا أقل من أن تقوم دول العالم وأخص هنا الدول العربية والإسلامية من تخفيض أعداد العاملين في البعثات الدبلوماسية معها، بهدف ممارسة مزيد من الضغط على الكيان الأسرائلي على كافة مستوياته، لردعه عن تماديه مع اشقائنا الغزيين.
ثالثاً: ان هذا الفعل يعتبر من ضمن مقتضيات الواقع الذي فُرض علينا من قبل المعتدي وليس تعسفياً ولإ إرتجالياً، وأجده يتمشى مع اتفاقية فيينا لعام 1961 الخاصة بالعلاقات الدبلوماسية التي تؤكد حقيقة وأهمية مقتضيات الأمن الوطني للدول، والذي نشعر بأن ما تفعله إسرائيل يؤثر بشكل مباشر على أمننا الوطني.
خلاصة القول: إن زِدتم زِدنا، وإن عُدتم عُدنا.
muheilan@hotmail.com

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)