TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
طلبة الجامعات.. أمام مسؤولية حقيقية لسلوك الطريق القويم في بلد أسسهم على الحوار والتفاهم
05/02/2015 - 11:45am

طلبة نيوز-  الدستور - امان السائح

تتنوع صور البشاعة، وتبدو في دفاترنا وملفاتنا وارشيفنا متعددة، ولكل منا ملفاته الخاصة التي تجعله يظهر الوجه الاكثر بشاعة، في دفاتر أيامه وسنوات حياته، لكن القضية الاكثر والاشد قسوة ودموية ظهرت اول امس عند حرق الشهيد البطل معاذ الكساسبة الذي اطاحت صورته بكل معاني الانسانية التي ارتكبتها قوى غدر آثمة، ليس لها من الانسانية نقطة أو مسمى.
الشباب الجامعي وفي قاموسه الاكاديمي والجامعي، لابد ان يحمل تلك الصورة البشعة ليس في كراسته فقط لا بل في عقله الذي لابد ان يمتلك ذلك الفكر التنويري لجعله يميز تلك الوجوه والادوات، وان يختار الطريق الاقرب للاسلام الحقيقي، وان يمتلك منافذ للتمييز بين الحق والباطل، وبين الارهاب والدفاع عن الحق..

طلبة الجامعات الاردنية اليوم امام مسؤولية مجتمعية حقيقية سيبدأون بها فصلهم الدراسي الثاني الذي اصبح على مشارف البدء في بعض الجامعات والاخرى بدأت فعليا بالدوام، يحملون الان عبء قيادة المجتمع نحو الطريق القويم لانهم نواة ذلك الوطن، ورصيده الفكري الحقيقي، وهم القادمون الى سلك التغيير وقيادة المجتمع بعد سنوات بفكرهم ولغتهم الحضارية، وثقافتهم العامة التي لابد ان تسلك الطريق القويم، في بلد اسسهم على الحوار والتفاهم واحترام الرأي والرأي الآخر.
طلبتنا اليوم وتحت مظلة اداراتهم لابد ان يحددوا شكلا المفاهيم القادمة وان يكونوا نواة تنوير وليس العكس وان يكون معاذ الكساسبة رائدهم نحو التغيير الايجابي، ,وان يكونوا دعاة حق متمكنين من لغتهم ودينهم وحضارتهم ومنفتحين على الاخر بكل مسؤولية ووعي ولغة تفتح امامهم آفاق التواصل مع الاخر، وتؤسس لهم ارضية صلبة للدفاع عن اوطانهم ودينهم وعقائدهم.
رؤساء جامعات اردنية اكدوا ان طلبتنا يمتلكون من الوعي والحضارة والثقافة ما يمكنهم من الوقوف دائما صفا واحدا امام أية اعتداءات على الوطن وابنائه، ويوحدون كلمتهم امام عدم تسلل الفكر الارهابي التطرفي الى صفوفهم او كتبهم او عقولهم والسنتهم، وهم بالوقت ذاته كما وثق بهم رؤساؤهم قادرون على ان يكونوا بحق دالة الاردن ونواته الحقيقية امام اية افكار مسمومة قد تعيق الحراك الايجابي، في جامعاتهم.
إطلاق اسم الشهيد على قاعات بالجامعة
وقال رئيس الجامعة الاردنية د. اخليف الطراونة انه بمشاعر الغصب والصدمة والاستنكار والافتخار والاعتزاز في آن تلقى الأردنيون جميعا وشرفاء الأمة والإنسانية الحقة، نبأ الجريمة الإرهابية النكراء والشنيعة وغير المغتفرة بحق نسر نسور قواتنا الأردنية الباسلة-الجيش العربي.. فنهج التضحية والفداء على أبواب القدس وباب الواد والكرامة والجولان، وثرى الأمة العربية دفاعا عن شرفها وكراماتها ودينها الحنيف وشريعتها السمحاء،هو النهج ذاته لقواتنا المسلحة الباسلة لا تزيده السنون والأيام إلا إصرارا على التضحية والفداء من أجل الوطن والعروبة والإسلام لتبقى شعلة الفداء في هذه الأمة وقادة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وقدم الطراونة العزاء للجيش الباسل وقيادتنا الهاشمية الحكيمة والأردنيين جميعا وأهل الشهيد الكساسبة بارتقاء روحه الطاهرة إلى عليين مع الأنبياء والصديقين والأبرار وحسن أولئك رفيقا.
ووقفت أسرة الجامعة من اعضاء هيئة التدريس والاداريين والطلبة دقيقة صمت في الساعة التاسعة وإقاموا صلاة الغائب الساعة الواحدة عند برج الساعة وقراءة الفاتحة على روح الشهيد الكساسبة.
وبين ان الجامعة قررت تسمية مجسم الطائرة الموجود بجوار كلية الهندسة باسم الطيار البطل معاذ الكساسبة وقاعة اتحاد الطلبة كذلك باسم الشهيد.
واوضح الطراونة ان مثل تلك الانشطة التي تقوم بها الجامعة من شانها زرع مواطن التعبير عن الطلبة وتخفيف الاحتقانات والنهوض بطلبتنا نحو فكر تنويري حضاري يبعد الطلبة عن التفكير الارهابي ويؤسس لديهم نهج التفكير الصحيح المستند على القيم السمحة والعمل الايجابي في كل مناحي حياتهم.
الزعبي
من جهته اكد رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي د. بشير الزعبي ان ما حصل شيء بشع لايمكن تجاوزه او قبوله من اي عقل بشري او كائن حي، ولا دين او فكر او شخص يمكن ان يدخل في قاموسه باي طريقه كانت، مؤكدا ان مثل تلك البشاعة بالمشهد يجب ان ينظر لها طلبتنا بكل فكر تنويري صحيح، وان يعتمدوا مبدا الحوار والتفكير الايجابي بالتعامل مع القضايا التي يتعرضون اليها، حتى لا ينساقوا الى اية افكار مدسوسة او مسمومة.
وركز على قضية التواصل بين اعضاء هيئة التدريس والطلبة وان يتم تنبيه الطلبة الى اية افكار غير محموده يحملها البعض والسعي لابعادهم عن التطرف والعنف بكل اشكاله لانها تحمل خطرا انيا وخطرا ملموسا على المدى الطويل.
وتمنى على الجامعات الاهتمام بالدراسات الاجتماعية والسلوكيات من اجل البحث عن تساؤل انه لماذا ينغمس الطلبة بمثل هذه الامور؟، مبينا ان وجود طالب واع ومثقف يعلم سلبيات الانجرار وراء هؤلاء الناس ويعلم كيف تتم تعبئة اوقات الفراغ لدى الطلبة، لما وقع اي منهم في فخ الجماعات الارهابية البعيدة بكل سلوكياتها عن مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا.
واشار الى ان عمادات شؤون الطلبة ايضا تتحمل المسؤولية، ومكتب النشاطات بالجامعات، حيث ان هذه المؤسسة التربوية العريقة لابد ان تحمل لواء اشغال الطلبة بامور فكرية وانشطة جاذبة لاي طالب من اجل ان يتعامل مع وقته بايجابية وان يكون انسانا منتجا راغبا بالتغيير والتطور والابداع.
وتمنى الزعبي ان تستند مناهج التربية الوطنية على قضايا المواطنة والانتماء واداب التواصل والحوار، والكيفية التي يعمل بها الشخص ضمن فريق، وان تسعى تلك المناهج لتحارب كل ما هو هدام والسعي الجاد لغرس قيم المواطنة، والتركيز من خلال تلك المناهج، على سماحة الاسلام وعظمته وادواته والانفتاح على الاديان الاخرى.
واشار الى ضرورة ان يتسلح طلبتنا دائما بالانضباط والمسؤولية الحقيقية التي تخلق حالة التكاثف مع الاخر وان يكون طلبتنا سلاحا ايجابيا بوجه كل معتد وارهابي،كما علينا ان نحسن التعامل مع القضايا الايجابية ونبذ السلبيات.
رئيس الجامعة الهاشمية
من جهته اعتبر رئيس الجامعة الهاشمية د. كمال بني هاني ان « الهاشمية» تعتد بالمسؤولية التي يحملها طلبتها على اكفهم، وبانهم يرون هذه الجريمة النكراء وصمة عار في وجه الارهاب، وبانهم لن يرضون لمثل تلك الافكار ان تتسلل الى عقولهم ونفوسهم باية طريقة كانت.
واشار الى ان الجامعات لابد ان تترجم الفكر الذي بثه جلالة الملك عبدالله الثاني عندما تحدث عن ثلاثة ابعاد للعمل وهو العسكري، والامني التوسعي، والايدلوجي على المدى الطويل، وهو الذي يجب ان تتبناه الجامعات الاردنية لانها قائدة الفكر الايديولوجي والتنويري بكل المجالات والتفاصيل، وعلى الجامعات ان تعمل جاهدة لترسيخ وتاسيس الفكر الايجابي لدى الطلبة من خلال زرع مفاتيح تدلهم على الحياه الفضلى وتوجههم نحو الانشطة اللامنهجية غير التقليدية التي تدعوهم للحوار والتواصل باشكاله الايجابية.
واشار الى ان الجامعة وقبل علمها بنبأ استشهاد البطل الكساسبة، تداعت من خلال اجتماعاتها مع عمادة شؤون الطلبة ومجلس العمداء من اجل العمل على زرع الفكر التنويري في عقول الطلبة عبر التركيز على الحوار الايجابي وفتح قنوات التواصل مع الاساتذة عبر سياسة الباب المفتوح وعدم اغلاق منافذ الحوار الصحيح.
وقال انه على الجامعات ان تنتهج نهجا بين الطلبة لنبذ التطرف وان يحملوا مفاهيم الدين الاسلامي على حقيقتها بلا تطرف او اضافات لم تذكر بالقران او السنة النبوية، وعليهم ان يتوسعوا بالثقافه العامة وتوسيع مداركهم بكل الاتجاهات ليواجهوا الحياه والحضارة بسلاح العلم والمعرفة ويميزوا الغث من السمين. وقال بني هاني ان الحوار اهم من العقاب وعلى ادارات الجامعات ان تعمل بالحوار اولا وثانيا وعاشرا قبل ان تنتهج مبدا العقوبة، لان الاساس هو امتلاك الطالب وليس تخويفه او معاقبته بما قد يحمل ذلك من تداعيات سلبية على شخصيته ومكوناته الفكرية.
رئيس جامعة مؤتة
من جهته قال رئيس جامعة مؤته د.رضا الخوالدة ان طلبتنا يمتلكون الان مسؤولية رئيسية وعميقة وعظيمة تجاه وطنهم وتجاه انفسهم ايضا، وعليهم ان يكونوا بناة فكر عظيم وان يطلعوا على الثقافات حولهم، وان يكونوا عالمين ومتطلعين على فكر الاديان السماوية بدقة متناهية، وان لا ينجرفوا الى اية تنظيمات او افكار غير معروفة وغير مدروسة من شانها ان تسيء لهم ولامتهم ولدينهم.
وبين ان على الطلبة ان ينظروا الى اوطانهم ومستقبلهم وحياتهم، وان يتسلحوا بالعلم والمعرفة والطريق الصحيح ليعبروا عن انفسهم، وان يسلكوا طريق الحوار الايجابي بينهم وبين اسرهم ومجتمعهم واساتذتهم.
وقال على ادارات الجامعات ان تمسك بايدي الطلبة بطريقة صحيحة، من اجل ارشادهم الى الطريق الافضل والاكثر ايجابية، للعمل على بناء جامعتهم، والتسلح بالعلم والمعرفه، والتواصل الايجابي مع مجتمعهم المحيط من اجل البناء والتغيير، وعدم الالتفات الى اية افكار قد تبعدهم عن دينهم وعالمهم.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)