طلبه نيوز

د. مفضي المومني.

عجلون المحافظة الجميلة والتي أحب أن اسميها (سويسرا الأردن) كانت على موعد مع الجميع في الأيام الماضية وأصبحت حديث الساعة، نسيتها الحكومات، وتركت أهلها يكابدون جبالها وشتائها القاسي، ويقبلون على مضض نسيان سنين وجفاء طال، أهلها الطيبون الصابرون الكادحون ما انحنت لهم هامة رغم إهمال الحكومات يعانقون حبات التراب، ويحفرون الصخر ليزرعوا أشجار العنب والتفاح، ويستظلوا آخر النهار بعد يوم متعب تحت أشجار البلوط والسنديان، راضون بما قسم الله. وفي ليلة ليلاء أبت جهات ما قد تكون حكومية أو متنفذة إلا أن تقض مضاجعهم بحكايات الذهب وخزائن هرقل، وإغلاق الطريق الرئيسي لفترة طويلة، وطوق امني ورجال مقنعون .....لن أتحدث عن الذهب المزعوم فهو لا يشغلني لان الأوطان أغلى من كل شيء ولان الذهب الحقيقي هو الإنسان المزروع في أرضه ولان الأردن ابتلاه الله بزمرة من الفاسدين عبر سنين خلت سرقوا الكثير ونهبوا وأوغلوا في نهب المال العام ولم يحاسبهم احد وحكايات الذهب والدفائن قصص كثيرة بتناقلها الأردنيون البسطاء منذ زمن، فالقصة مكررة ، ولن أتحدث عن فشل الحكومة في إدارة الحدث، ويحزنني فعلا تصريحات وزرائها الغير مقنعة حتى لطفل صغير، ولا ألومهم كثيرا فهم في النهاية مأمورون وبكل بساطة اعتقد أن الحكومة ذاتها لم تكن بصورة الحدث وإنما تم استدعائها على عجل بعد ما حصل لتستر على الموضوع بعد أن أصبح حديث كل الأردنيين.
فجأة أصبحت عجلون وذهب عجلون الشعل الشاغل لكل الأردنيين، وعكست مواقع التواصل الاجتماعي حنق الأردنيين على الكنز المنهوب وعلى التصريحات الحكومية وأصبح الموضوع مناخا خصبا للإشاعات، وما يستخلص من كل ذلك أن الثقة مفقودة بين الشعب ومن يحكمه، وأنا متأكد انه حتى لو لم يكن في الموضوع ذهب ودفائن فإن المواطنين لم يعودوا يصدقوا الحكومة بشيء حتى لو فكرت أن لا تكذب!.
ما أريد أن أقوله في ذهب عجلون الذي ذهب!! أو الذي لم يكن من أصله والله اعلم ومن حفر يعلم، أن عجلون محافظة من ذهب لو تذكرتها الحكومات واستغلت طبيعتها ووجهت الاستثمارات السياحية لها واستقطبت السياح العرب والخليجين الذين كانوا سابقا يتجهون إلى سوريا ولبنان لشكل ذلك موردا اقتصاديا كبيرا للأردن يفوق خزائن هرقل آلاف المرات، مدعوة حكومتنا أن تزور عجلون نهارا لتبحث عن الذهب الحقيقي في إنسانها وأرضها ،أما زيارات الليل فلم تعد مقبولة وأصبحت مكشوفة ومفضوحة وصارت مجالا خصبا ليفرغ المواطن الأردني ما بقلبه من غضب على الحكومة وغيرها من دون خوف ومن غير خطوط حمراء ، نعم عجلون محافظة من ذهب لو انتبهت لها الحكومات المتعاقبة ولم تهمشها وتنساها وتجعل من مواطنيها الأكثر فقرا بين محافظات الوطن. حمى الله الأردن.