من جاء من غزة إلى عمان جريحا , لم يأت حتى يتم إلتقاط الصور له ونشرها في الصحف وهو يتلقى زياره من نائب أو من جمعية , أو من وفد ...
أنا لا أعرف هل الغاية من زيارات جرحى غزة في مستشفياتنا هي مواساتهم أم إلتقاط الصور وحصد الشعبية ؟ ...
أمس وانا أتابع صفحات التواصل الإجتماعي , لفت إنتباهي أن رئيسة جمعية لم أسمع بها في حياتي قامت بنشر مجموعه من الأخبار عنها في المواقع وعلى الفيس بوك وتتمثل برعاية حفل إفطار لأطفال يتامى ...ثم بزيارة لجرحي غزة وبعد ذلك الإشراف على حملة تبرعات لغزة , ومن ثم ....حضور خطبة لصديقتها , وقد إرتدت في كل مناسبة فستانا خاصا ...سؤال يحيرني ؟ كيف استطاعت إنجاز كل هذه الأمور في يوم واحد وكيف حزنت على المصابين من غزة وهي بكامل الميكاج ....
 غزة ليست للإستعراض وإلتقاط الصور , والذين جاءوا من هناك الاصل أن يخيروا في عملية نشر الصور أم لا , الأصل أن نتركهم في هدوء حتى يتمكنوا من إلتقاط أنفاسهم والعودة للحياة ولوطنهم وهم بكامل الصحة والإرادة ..ولكن حين نفتح غرفهم لكل من هب ودب كي يمارس تباكيه على الشعب الفلسطيني , ونتركهم لمجموعة من المتصابيات لملء أوقات الفراغ فهذا أمر متعب , الأصل أن يتباكى العالم العربي على نفسه , وليس على أهل غزة فهم ...لم يتعبوا من النضال وظل عهدهم بالدين والعروبة باقيا , وقوافل الشهداء تمشي قافلة تتلوها أخرى .
أطلب من الجهات المعنية ضبط عملية الزيارة , وأطلب منها أيضا أن تكون عميلة نشر الأخبار وحالات المصابين وعددهم مرتبطة بوزارة الصحة أو الناطق الإعلامي للحكومة فقط ....
ناهيك عن أن هؤلاء الناس لا يحتاجون لهدايا , هديتهم العظيمه هي أنهم بين أهلهم وربعهم ,وهؤلاء أغنى من كل شعوب الدنيا , فهم يملكون رصيدا من الكبرياء يتسع الأرض , وهؤلاء ...وأظن يكفينا (عرطا) , يكفينا ان ( سيدة)  , مدججه بالميكاج والألوان تحمل هدايا لمصابي غزة , وتنشر صورها على الفيس بوك وفي المواقع ..وتظن في لحظة ربما أن زيارتها الكريمة هزت إسرائيل وأخافتها ...
أحمد ياسين أحضره الملك حسين من غزة , وفك أسره عنوة وحمى قادة حماس وكسر أنف نتنياهو يومها , والمصابين من غزة هؤلاء في ضيافة ملك الأردن عبدالله الثاني وشعب الأردن ...وهو الأقرب لفلسطين بالدم والتاريخ والفداء ...