TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
غزه تتحدى إسرائيل والصهاينة العرب!! د. مفضي المومني
24/07/2014 - 7:45am

طلبة نيوز-

علمونا ونحن صغار أن عدونا واحد هو الكيان المغتصب لفلسطين، وعلمونا أن فلسطين احتلت عبر التاريخ أكثر من مرة وعادت إلى أمتها بأيدي أبنائها، ودون مجلس الأمن أو القوى الغربية....فتحها صلاح الدين وفتحها عمر .....وفي زمن الخذلان العربي الجاثم على صدورنا لا تنتظروا احداً....ربما بعد حين ....ربما بزمان غير زماننا...ربما بعدنا بأجيال... لكن النصر آت لا محالة....فدورة الزمن ودورة الحق أتت على إمبراطوريات وقوى عظمى تجبرت وطغت وعاثت في الأرض فسادا....لكن لنكن واقعيين زمننا وحكوماتنا وشعوبنا في وقتنا الحالي ليست شعوب تحرير ولا انتصارات، ونكذب على أنفسنا إن قادتنا أحلامنا وعواطفنا إلى غير ذلك.
كنا نمني النفس منذ سنين وعلى مبدأ اضعف الإيمان، عند كل عدوان إسرائيلي على أهلنا في فلسطين، ببضع بيانات استنكار وشجب وخطابات ناريه أو (خنفشاريه) لكنهم كانوا يلعبون لعبتهم على الشعوب وكان ثمة (عرق حياء) يحفظ ماء وجههم أمام شعوبهم مسلوبة الإرادة، وكان الغرب يفضحهم بان الخطاب خلف الأبواب في عواصم الأسياد غير الخطاب الموجه للاستهلاك الشعبي وامتصاص غضب الناس، وكانوا يعطون هامشا للمناورة والمؤامرة وكنا نحسن الظن بهم حينا وندعو أن يخلصنا الله منهم حينا ولو مناجاة مع أنفسنا خوفا من مخبر أو سطوة حاكم.
وفي الهجمة الحالية على أهلنا في قطاع غزة وما يتعرضون له من آلة القتل والعدوان وهدم البيوت على رؤوس أصحابها وهذا العنف الرهيب والأشلاء والإصابات والتشريد تحت حصار لا مثيل له .....اشتقنا لبيانات الشجب والاستنكار أو لكلمة تقال على استحياء من هنا أو هناك من أنظمتنا العربية فقد سقطت ورقة التوت (وطق عرق الحياء) ولم نمر سابقا بما يحدث حاليا، ولم تكتفي هذه الأنظمة بالسكوت حتى بل بدا واضحا لكل مطلع أن هذه الأنظمة متآمرة ومتصهينة أكثر من الصهاينة واتضح للجميع من خطط ومن مول ومن تآمر والهدف النهائي هو الإجهاز على حماس وحركات المقاومة الإسلامية والوطنية على يد إسرائيلية ومباركة عربية حتى آخر طفل فلسطيني، يعرفون واقصد (الأنظمة العربية الفاسدة) أنهم يغتصبون السلطة وأنهم يجثمون على صدور شعوبهم وأنهم لم يأتوا بالانتخاب ولم تنصبهم علينا أشباه ديمقراطيات حتى، لذا يسكنهم الخوف ويتحالفون مع الشيطان ضد شعوبهم ليستمروا أكثر وقت ممكن في السلطة وبأي ثمن، لكن هيهات هيهات فالأنظمة تسقط وتنتهي والى زوال والشعوب تبقى رغم أنوفهم ولو إلى حين والأيام دول.
ومن المحزن المبكي أن الصف الأول في غالبية أنظمتنا العربية تجاوز حد الخنوع والعمالة والتآمر ووصل إلى أعلى درجات العمالة والصهينة، وسخر مجموعة من الإعلاميين وصل بهم الانحطاط إلى درجة الإسفاف وتشجيع جيش العدو وتبرير القتل للشعب الفلسطيني ومساواة المحتل بالمحتل والتسويق للصهيونية وبكل صلافة ووقاحة وهم مكشوفون ومعروفون واغلبهم من اكبر دولة عربية أصبحت تقاد من مجموعة حكم تعمل كل الموبقات لإيذاء الشعب الفلسطيني وأهلنا في غزة دون أن يرف لهم جفن لمدى تآمرهم ويخرجون علينا بتصريحات ظاهرها عقلانية وباطنها يفوح منه رائحة العمالة.

هذا هو المشهد الذي تعيشه امتنا وأهلنا في غزة، وها هم أهلنا في غزة فرأوا المشهد مبكرا وعرفوا حجم التآمر فاعدوا العدة بما تيسر رغم الحصار الإسرائيلي والعربي وخرجوا من معادلة الخنوع التي استمرأتها الأنظمة العربية، وهم يسطرون كل يوم ملاحم بطولية رغم عدم التكافؤ مع الكيان الغاصب لكنها إرادة الحياة وإرادة النصر وطعم الكرامة الممزوج بدماء الأطفال والنساء .....ليتنا مثلهم ليتنا معهم ليت أنظمتنا لم تقدنا إلى ما نحن عليه من هوان. فالجبان يموت كل يوم ألف مره والشجاع يموت مرة واحدة. 
غزة وما يدور فيها غصة في قلب كل عربي مخلص لكنها عنوان كرامة الأمة العربية رغم كل الشهداء...ورغم الدمار هو الوطن يا سادة وكما قال شاعر فلسطين محمود درويش : وتسال ما معنى كلمة وطن؟ سيقولون هو البيت وشجرة التوت وقن الدجاج وقفير النحل ورائحة الخبز والسماء الأولى، وتسال هل تتسع كلمة واحدة من ثلاثة أحرف لكل هذه المحتويات ....وتضيق بنا؟؟ لن يضيق بكم الوطن يا أهل غزة ومن استشهد ستحتضنه السماء، ومن تآمر فسيذهب إلى مزابل التاريخ ولو بعد حين، رحم الله شهدائكم ونصركم على عدوكم وأما نحن فلنا قوت يومنا.....حمى الله غزة وحمى الله الأردن.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)