TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
فرع الجامعة الاردنية في العقبة والشراكة المجتمعية
30/10/2014 - 3:15pm

طلبة نيوز-د.عدنان الصمادي/ عميد كلية اللغات/ الجامعة الاردنية فرع العقبة 

إن الإنسان هو هدف التنمية وأساسها، ولا بد من الاستثمار برأس المال البشري. ومن هذا الهدف وتلك الغاية صدرت الإرادة الملكية السامية في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني في عام 2009 بإنشاء فرع للجامعة الأردنية في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ليمتد عطاء الجامعة الأردنية الأم، وليكون صرح الأردنية الجديد منارة للعلم والتعلم والمعرفة. أضف إلى ذلك دور الفرع في الإعداد والتأهيل والتدريب والبحث والدراسة ضمن خطط مدروسة تسعى باستمرار لتلمس احتياجات محافظة العقبة في شتى المجالات والميادين. كل ذلك بسواعد خبيرة ومتخصصة من أبناء الجامعة الأردنية وكفاءاتها الأكاديمية لتساهم الجامعة الأردنية الأم من خلال هذا الفرع في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وتفعيل مفهوم الشراكة الحقيقة مع المجتمع المحلي.
يمثل فرع الجامعة الأردنية في العقبة أحد مظاهر التطور والحداثة والمدنية التي يتباهى به أبناء محافظة العقبة زهواً وافتخاراً؛ فالمجتمعات الراقية تنظر دومًا إلى الجامعات بأمل كبير باعتبارها المؤسسات الوحيدة التي ستقود المجتمع إلى مرافئ التطور والتقدم في المجالات المعرفية والثقافية والاقتصادية. فالجامعات عبارة عن فسائل من النباتات المثمرة التي تحتاج إلى محيط تتوافر فيه عوامل الإنبات التي تمكنها من النمو والازدهار والإثمار، وتلك الأرضية هي المجتمع؛ فالمجتمع الراقي يساعد الجامعة على النمو والتطور، والجامعة المتطورة تقود المجتمع بخطوات علمية رصينة إلى أعلى مستويات الرقي والتقدم. ولذلك ينبغي أن يقوم فرع الجامعة الأردنية في العقبة بأدواره كاملة في خدمة المجتمع المحلي لتحقيق الآمال المنشودة والأهداف المرجوة منه؛ فالشراكة المجتمعية ليست مجرد شعار يتردد إعلاميًّا بل نحتاج أن نعيشه واقعاً ملموساً بين الجامعات، وبين الجامعات والمدارس، وبين مؤسسات التعليم ومؤسسات المجتمع الأخرى . 
إن فرع الجامعة الأردنية في العقبة يحتاج إلى بناء علاقات قوية وشراكات مستمرة مع مؤسسات المجتمع بشقيه الحكومي والخاص بهدف خلق نوع من الشراكات المثمرة المحققة للأهداف محلية كانت أم إقليمية من أجل إكساب أبناء المجتمع المحلي مهارات متنوعة تمكنهم من الممارسات المهنية ذات الجودة العالية التي تيسر لهم فرصاً اقتصادية ووظيفية ينافسون بها الآخرين في سوق العمل. لذا، فإن فرع الجامعة الأردنية في العقبة يسعى للمساهمة والعمل مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بشكل فاعل لتحويل منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة إلى عاصمة للفكر والمفكرين، ومركزا لاستقطاب ودعم الأفكار البناءة ووجهة للتعليم المتميّز، إلى جانب كونها عاصمة الاقتصاد والاستثمار والسياحة. ولقد كان لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة دومًا اليد البيضاء في تغليب المصلحة الوطنية والمجتمعية وتقديم كافة أشكال الدعم للجامعات الواقعة ضمن إقليم محافظة العقبة ابتداء من تخصيص المساحات الكافية من الأرض لتصبح منارات للعلم والعلماء. ثم الاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة معالي الدكتور كامل محادين لقطاع التعليم على مستوى الجامعات والمدارس الحكومية والخاصة. فهو الأستاذ الأكاديمي ورجل الدولة الناجح الذي يسعى إلى النهوض بالمجتمع وتطويره في مختلف الميادين الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والسياسية والثقافية .
إن فرع الجامعة الأردنية مشروع حيوي، علينا جميعا الحفاظ عليه والعمل الجاد على تطويره إداريًّا وتشريعيًّا ليصبح الفرع جامعة متكاملة بعد استكمال جميع مرافق البنية التحتية اللازمة؛ فنجاحه من نجاح الجامعة الأم. فلماذا لا ننظر إليه كحاضنة إنتاج وأعمال، ورافد من الروافد الوطنية التي لا تنضب؛ فالفرع يسهم في حمل مسؤولية صنع القرار الثقافي والمجتمعي والاقتصادي والإداري والسياسي عن طريق النخب الجامعية بكل مستوياتها الأكاديمية والإدارية والطلابية.

ولما كانت النظرة تكاملية شمولية، فلا بد من التفكير الجاد في الوصول إلى أن يكون فرع الجامعة الأردنية في العقبة منتجاً من جهة، وأن تتحمل وزارة التعليم العالي والمؤسسات الحكومية والخاصة مسؤولياتها تجاه المساهمة في احتضان الفرع وتقديم الدعم المالي العاجل له لاستكمال أعمال البنية التحتية والفوقية. فضلاً عن إعادة النظر في وجود جامعتين حكوميتين على مسافة قريبة في مدينة العقبة، علمًا أن هناك ازدواجية في طرح نفس البرامج الأكاديمية في الجامعتين الحكوميتين: فرع الجامعة الأردنية وكلية العقبة الجامعية. ولعل تنادي مؤسسات التعليم العالي في الأردن إلى ضرورة الشراكة وتنسيق الجهود، مؤشر واضح على بدايات حقيقية في النهوض بالجامعات إلى المستويات التي ترتقي بدورها الريادي والطليعي المبتغى. ومن هنا، فاننا نناشد وزارة التعليم العالي بإعادة النظر في الواقع التعليمي الخاص بمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، لذا ينبغي على كلية العقبة الجامعية الاحتفاظ فقط ببرامج الدبلوم التطبيقية الذي تأسست من أجله، ويحتفظ فرع الأردنية في طرح البرامج الأكاديمية على مستوى درجة البكالوريوس والدراسات العليا، والعمل المشترك على تفعيل مفهوم الشراكة المجتمعية وربطها بمؤسسات التعليم العالي. 
إن الجميع شركاء في دعم فرع الجامعة الأردنية في العقبة ليكمل المسيرة التعليمية على الوجه المنشود؛ فالفرع مرفق حيوي وصرح تعليمي متميز، طالما حلم أهل العقبة بإنشائه، وهو ثمرة من ثمار القائد الذي يعدّ التعليم العالي وخدمة أبناء المجتمع تحديات رئيسية أمام مسيرة الأردن التنموية، والتي تعد من أهم أولوياتنا الوطنية في الإصلاح والتحديث، وضرورة من ضرورات المرحلة المقبلة بما تتطلبه من اهتمام ورعاية لمؤسسات التعليم العالي ومخرجاتها.

التعليقات

حامد البدور (.) الجمعة, 10/31/2014 - 10:30

احسنت الطرح ابا حمزة

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)