طلبة نيوز-أ.د.ماهر المبيضين / عميد كلية الآداب جامعة مؤتة
في تاريخ 18/12/1973 صدر قرار عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وبموجب هذا القرار اعتبرت العربية لغة عالمية إلى جانب عدد من اللغات الرسمية العالمية ، وهذا القرار قاد منظمة اليونسكو أن تنشر عبر موقعها الرسمي إلى دور اللغة العربية في المساهمة في الحضارات والثقافة الإنسانية ، ودورها الكبير في تعزيز التنوع الثقافي ، ولكننا نقول في هذا المقام إن العربية اكتسبت أهميتها ومكانتها وعظمتها قبل هذا التاريخ بكثير وذلك حينما كرمها الخالق عز وجل بأن أنزل بحروفها قرآنًا عربيًا غير ذي عوج ، وهذا النزول أكسبها عالمية بكل ما تعنيه الكلمة ، فكل من دخل الإسلام من غير العرب عبر عصور التاريخ و في يومنا هذا تعلم العربية لغة القرآن الكريم .
ومما يلفت الانتباه أن عددًا كبيرًا من المستشرقين بمختلف أديانهم وجنسياتهم تحدثوا عن العربية بإعجاب وانبهار كبيرين ، فالمستشرق النمساوي جوستاف جرنبوم أشار إلى تفرد العربية وشرفها حينما قال : " ما من لغة تستطيع أن تطاول اللغة العربية في شرفها، فهي الوسيلة التي اختيرت لتحمل رسالة الله النهائية ، وليست منزلتها الروحية هي وحدها التي تسمو بها على ما أودع الله في سائر اللغات من قوة وبيان .... ومن يتتبع جميع اللغات لا يجد فيها على ما سمعته لغة تضاهي اللغة العربية ، ويضاف جمال الصوت إلى ثروتها المدهشة في المترادفات " .
وقد انبهر عدد من المستشرقين بمدى استيعاب العربية واتساعها للتعبير عن جميع المصطلحات العلمية للعالم القديم بكل يسر وسهولة كما أشار المستشرق الفريد جيوم .
وفي رأي المستشرق بروكلمان أن العربية بفضل كتاب الله عز وجل بلغت آفاقًا من الانتشار لا تكاد تعرفه أي لغة أخرى من لغات الدنيا .
ولما تمتاز به العربية من مرونة وطلاوة و حلاوة مما جعلها كما أشار جورج سارتون أنها ولمرونتها استطاعت أن تدون الوحي أحسن تدوين بجميع دقائق معانيه ولغاته وأن تعبر عنه بعبارات عليها طلاوة وفيها متانة .
فسلام على العربية في يومها وفي ألقها و جمالها وسبحان الله الذي جعل الجمال وسره في الضاد هوية الأمة وشرفها ، وسلام على كل من نطق بها لغة شريفة عالمية لها مكانتها وحضورها .