TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
في ذكرى رحيل الصقر وصفي التل
29/11/2015 - 5:45am

طلبة نيوز
في ذكرى رحيل الصقر

د. يوسف أبو حميدان

أعتقد بأنه في ذكرى رحيل الصقر يجدر بنا اليوم الترحم على الشهيد وصفي التل و أن نبكيه بحرقة شديدة، ذلك أن الرجل الذي فقدته الأردن قل مثيله. فكثيرون جلسوا على كرسي رئاسة الوزراء ولكن لم يكونوا كوصفي التل. فالأداء المتميز للمرحوم كان ذو طابع وطني أردني صادق. فقد كان حريصاً على الأردن وعلى شعب الأردن وحريصاً على أن يخدم الصغير قبل الكبير. لم يتهاون في تطبيق القانون ولم يجامل الآخرين وابتعد عن المحسوبية والواسطات فكان ينشد العدالة ويطبقها وتحملت حكومته الكثير من الأعباء حتى يريح المواطن ولا ينهكه. وفي عهده لم نجد أبناء الوزراء والسفراء ورؤساء الوزراء قد ورثوا مناصب اباءهم وتقلدوا الكراسي وراثة لا كفاءة.
لقد اهتم وصفي بطبقة الفقراء وذوي الدخل المحدود،كان يشعر بفقرهم وحاجتهم دون أن يتكلموا واهتم بالمزارعين لأنه فلاح ومزارع، وكان يهتم بالأرض الخضراء فزرع الأحراج وركز على حمايتها. شعر بهم المزارع فوقف إلى جانبه لم يبيعه إلى السماسرة الذين اغتنوا على حساب هذا المزارع المسكين. وكان يعرف معنى ضياع الأرض الزراعية وتحويلها إلى أكوام اسمنتية. فعمل بيده وتعب من أجل أمة كان يتمنى أن تحافظ على قيمه ومبادئه.
وصفي مدرسة السياسة الحديثة، وعميد الفكر الثوري العربي فقد كان يستبصر ويعرف ماذا سيحدث في هذه المنطقة من بقاع الأرض، انخرط في العمل الثوري قبل أن يعرفه مدعوا الثورة والحرية. أحب فلسطين والقدس فقاتل الأنكليز واليهود في جيش الإنقاذ. كان وصفي يعرف بما سيحدث من تقسيم وانتهاك واغتصاب للأرض فدعا الجميع إلى التدرب على حمل السلاح والقتال من أجل حماية الأرض والعرض، ولكن يد الخيانة لم تمهله طويلاً فتسللت إلى الهامة العملاقة واغتالته. كان وصفي يحذر من الدخول في الحرب دون الاستعداد الكامل لها ولكن امة العرب أراد إقحام الأردن في خضم حرب لم يكن مستعدا لها.
وصفي يا من تدعون حب الوطن والحرص عليه وتفانيكم من أجل خدمته، نعم أنتم يا من جعلكم الوضع الحالي تتكلمون في السياسة والخدمة الاجتماعية والانتماء، وصفي أيها السادة كان رجل دولة يتصرف بحكمة دون مصلحة أو توقع بأن هذه المنطقة أو تلك ستصبح أرضاً تجارية فيهرع ليشتري فيها هو و أقاربه وصحبه. وصفي لم يكن كذلك عاش رجلاً أبيا نظيف اليد ومات فقيرا كحال أبناء الشعب. ولكن حسبنا أن نقول يا رب هب لنا من رحم هذه الأمة رجل دولة كوصفي، رئيس وزراء يريح الشعب ويخفف عليهم من عناء الضرائب ويراعي العدالة ويبتعد عن المحسوبية والواسطة.
أ.د يوسف ابو حميدان

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)