TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
في ظلال الاستقلال
25/05/2016 - 4:15am

طلبة نيوز- أ.د. مصطفى محيلان

 
 
 
كما اننا مطالبون بان نتفكر في صفات الله سبحانه و تعالى فنعمل بهديها و نُفعلها في ذاتنا كصفة العدل فنكون عادلين، وصفة الحُلم فنكون حليمين ( كوننا خلفاء الله في الارض، نعمرها بما مَن الله علينا من نعمة العقل و الحكمة، وفوق كل ذلك دستور الله المنزل الينا وهو القران الكريم باحكامه واوامره ونواهيه)، فإننا نكون حكماء أيضاً لو أننا انتهجنا كذلك مراحل تكوين هذا الوطن فجعلنا سلوكنا الحياتي الفردي والجماعي انعكاسا لها، فنكون نحن المواطنين والوطن في حالة انسجام وتناغم ما سبقنا اليها من احد، ولنبدأ من سفر تكوين هذا الوطن المملكة الأردنية الهاشمية، الذي كان وما زال الجزء الاهم من الوطن العربي الكبير، في ذلك السفر الخالد كتبت ثلاث كلمات من نور، هي وحدة، حرية وحياة فضلى، وبالتحديد في الفصل الاول منه واسمه الثورة العربية الكبرى، والتي كانت وما زالت عظيمة على جميع المقاييس والمستويات، إذ انها مثلت الاركان الثلاثة التي لا يرتفع بنيان من دونها.
نعم لقد كانت فكرة نابعة من معاناة حقيقيه وحاجة مُلحة الى التغيير نحو الافضل، فتُرجمت الى ثورة تؤتي أُكلها كل حين، فبعد انطلاق فرسان ثورتنا وهم يحملون رايات العز والحرية والامل والتحرير والحق، لم يكونوا يعلموا ويتوقعوا بان الغدر والمكر ضدهم يدبر في ليل، فكانت المؤامرات تحاك بعيدا هناك من قوم لا يخشون الله، فقسّموا الوطن الكبير اوطان، ونفوا من خالفهم ولم يشترك بمعاهدتهم بعيدا عن الوطن مع انه احتفظ بالوطن في قلبه ووجدانه، ولم يعلموا بان الله يأبى الا أن يُتم نوره، وبحمد الله خلَف من بعدهم خلف حفظوا العهد فأبوا الا ان يتموا الثورة ويكملوا المسيرة بالإستقلال، فلا سُلطة عليهم الا لله وحده وكلمته هي العلّيا، فكان الاستقلال وهو الركن الرابع في سفر تكوين هذا الوطن.
نعم، لا أجمل من ان تبقى المبادئ التي رُفِع ونما بها الوطن هي منطلقاتنا وثوابتنا الأبدية.
فالحرية، تدفعنا لأن نتصرف بكل ما اوتينا من فكر متحرر سام شامخ في سبيل رفعت الوطن وأمنه دون خوف أو قيد، باستثناء قيد مصلحة الوطن والمواطن ومخافة الله.
والوحدة تملي علينا أن نكون صفاً واحداً في وجه أعداء الوطن من إرهابيين ومفسدين وأصحاب اجندات خارجية.
والحياة الفضلى هي ما ننتهجه ونحياه يوم بيوم، وانني لأجد اليوم ان كل أردني أصبح صاحب فضيلة، فهو من يغيث الملهوف، ويأوي اليتيم، ويحمي المشرد واللاجئ والمُهجر، وفي ماله حق معلوم للسائل والمحروم، ويسعى لجلب العلم والتقنية وييسره لأبناء الوطن والإنسانية.
أما الإستقلال، فليكن كل منا مستقل بفكره ورأيه وطرحه، فلسنا بالمستنسخين ولا بالرويبضات ولا بالإمعات، أم عندما يتعلق الأمر بالوطن كأمنه وسلامة ترابه ومصلحته فنكون كلنا على قلب رجل واحد فنمتثل للسان حال شريفنا الذي أوجد لنا هذا الكيان، فيكون مبدانا هو:
كونوا جميعاً يا بني إذا اعترى خطب ولا تتفرقوا آحادى........
واستقلال موقفنا كذلك هو ما يدفعنا قيادة وشعب لأن نسعى للدفاع عن أقوام حرموا الحرية وعانوا من الإحتلال، فنحن من يحب لغيره ما يحب لنفسه، فقرارنا هو خيارنا، لا يُملى علينا ولا نُكره عليه، ومن ذاق طعم الإستقلال لا يرضى العبودية إلا لله.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)