TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
قادة التغيير في قطاع التعليم بين الدعم والإشاعة
17/05/2017 - 5:15am

يعتبر قطاع التعليم الطريق الأمثل للارتقاء بمقدرات الوطن، وعلينا أن ندرك مدى أهمية النهوض بهذا القطاع لمجتمعنا كونه محور الاستثمار الأول لدينا، وقد برزت تلك الأهمية واضحة جلية من خلال خطابات القيادة الهاشمية المتوالية في كل المحافل والمناسبات والتي أكدت دوماً الدور الفاعل الذي يلعبه قطاع التعليم من خلال خلق فرص إبداعية تكفل إحداث التغيير الجوهري في هذا المجال بحيث نفتح أبواباً جديدة للانفتاح على العالم لمواكبة موجة الثورة التكنولوجية والإبداعية سعياً لرفع اقتصاد الوطن وتقدمه.
وفي سياق ما تم طرحه في الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وما احتوته من مضامين وحلول جذرية لواقع العملية التعليمية وضرورة انخراط الريادة والإبداع في منظومة الانفتاح العالمي والسعي لإرساء دعائم الربط مع الصناعة كأداة لحل الكثير من المشكلات الاقتصادية التي تواجه وطننا، قامت جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية ممثلة برئيسها الأستاذ الدكتور عمر الجراح بتطوير خطة استراتيجية اشتملت على كافة المحاور التي ركزت عليها الورقة النقاشية السابعة وتم بلورة مضامينها في أربع عيون استراتيجية استحدثتها الجامعة شملت الابتكار، والربط مع الصناعة، والتعاون الدولي وتطوير التخصصات البينية في البرامج الأكاديمية وزيادة أعداد تلك البرامج بما يخدم واقع المجتمع، وأتت كل واحدة من هذه العيون كمحور متكامل يشمل خطة تفصيلية حول كيفية تنفيذها وخلال فترة زمنية مدروسة، ويأتي مقالنا هذا لتوجية نداء للجهات المعنية في التعليم العالي وتطوير الموارد البشرية كتأكيد على ضرورة دعمها لهذه التوجهات وتبنيها، فبعد الاطلاع الفاحص على المقال الذي تم نشره في جريدة الرأي من قبل رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية والذي تضمن شرحاً لعيون البحث الاستراتيجية الأربع التي أبصرت بها الجامعة أهمية ما ورد في الورقة النقاشية السابعة يجدر بنا دعم تلك الخطة الاستراتيجية الهادفة فقد شكلت أنموذجاً واقعياً لكيفية ترجمة رؤية القيادة لقطاع التعليم ضمن خطط تفعيلية وباستجابة ملحوظة تعكس عمق إدراك إدارة الجامعة لأولويات التطوير الواردة في الورقة النقاشية السابعة، ولعله من الضروري أن نعي ضرورة دعم هذا النموذج من القيادات الاكاديمية الواعية في جامعاتنا فهم يشكلون الدافع الأهم لتحريك عجلة التقدم والنجاح لمجتمعاتنا ،وإنه من الضرورة أيضاً أن نعزز مثل هذه النماذج الرائدة التي تعي أهمية إيجاد حلول تسهم في نهضة الوطن، وأن ندعم مثل هذه القامات العلمية وألا نسعى لعرقلة مسيرة أدائهم لننهض بمجتمعنا من خلال قادة التغيير فيه.
إن هذا التغيير المنشود في مجال العلم والبحث والإبداع لابد وأن يكون له قادة من علماء ومفكري وباحثي الوطن، الذين يشكلون منارة علم وإبداع خرجت من رحم هذه الأرض لتعزز وجودها وترسم ملامح مستقبلها الواعد، ولما كانت الجامعات والمعاهد والصروح العلمية منهلاً يجتبى منه أمثال هؤلاء المبدعDن وجب على مجتمعنا دعم قادة التغيير والتطوير في قطاع التعليم والبحث الريادي، سواء أكانوا مدرسين أو باحثين أو روؤساء جامعات يعملون بمنهجية مرسومة وفق خطط استراتيجية يسيرون عليها بكل موضوعية وأمانة والذين كان لهم بالغ الأثر في ضخ روح الإبداع والتطوير فيمن حولهم، لتبرز الانجازات التي تحققت خلال فترة إدارتهم لمؤسساتهم ضمن خطط تنفيذية أصبحت واقعاً ملموساً يخدم محيطهم.
لعل تلك النماذج الخلاقة التي تبلورت كفاءتها على مدى أعوام طويلة وعلى اختلاف مواقعها بالنسبة للوطن أثبتت جدارتها على مقاعد الدرس ومن خلال تمثيل الوطن خارجاً، وأثناء إدارتها لشؤون المواقع والمهام المنوطة بهم، تلك النماذج تستلزم منا الدعم وأن نأخذ بأيديهم لنحقق نهوض الوطن كما أرادته قيادتنا، لنحرك معاً عجلة التقدم والتطوير، ونكون على قدر كاف من الوعي بحيث لا نقف حجر عثرة في طريق نماذج قيادية مبدعة لأن الخاسر الأكبر من المهاترات والغوغائية بالطروحات والتصريحات سيكون الوطن نفسه، ولعل قطاع التعليم عانى الكثير وما زال يعاني من مشاكل الإشاعة واغتيال الشخصية وكيل التهم جزافاً في حق كل من يأتي بفكر إبداعي خلاق يسعى من خلاله لخلق التغيير ونفض غبار النمطية في الأداء، وكأن الرافضين يرون الإشاعة وسيلة تثبيط همّة كل من يريد رسم ملامح أمل جديدة في مسيرة التعليم لغاية في أنفسهم أو لجر قنوات مصالح شخصية تصب في فائدة الأفراد وخسارة الوطن في آن واحد، مما يخلق حالة من هجرة العقول المبدعة أو زهدها في الخدمة العامة نتيجة الضرر اللاحق بهم ومقابلة الإبداع بالتشكيك بذمة أصحابها وكيل التهم جزافاً ووضعهم موضع مساءلة فقط نتيجة ادعاءات كاذبة يلوح بها االبعض الذي تعرى من كل مقومات النزاهة ودون التحري أو التبين من حقيقة ما ينقل ومتناسين ضرو رة الأخذ بمضامين الآية القرآنية "﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾،وهذا كله من شأنه ترك المكان فارغاً ليولى الأمر إلى غير أهله، مما يتيح المجال لمزيد من التردي وتراجع قطاع التعليم.
علينا جميعاً أن نعي مدى خطورة إهدار القدرات العلمية وبالغ الأثر الجسيم الذي سينجم عن إقصاء وزج القدرات العلمية والإدارية الفذة بعيداً عن مجال الخدمة العامة، نتيجة بث الشائعات أو تصفية الحسابات الشخصية على حساب مصلحة الوطن، ولعله الاجدر بنا أن ننظر بعين البصيرة لمصلحة الوطن العليا، لنكون على قدر من المسؤولية والأمانة والوعي الكافي وأن نناقش احتياجاتنا بموضوعية وتجرد وأن نخلع عنا ثوب الشخصنة والنزاعات العقيمة، حتى نصل بالوطن إلى بر الأمان، ليكون الأردن كما أرادته قيادته أولاً، ولنكون نحن أبناءه على قدر أهل العزم.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)