TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
كلمة الاستاذ الدكتور رئيس الجامعة الاردنية في حفل التخريج
25/07/2016 - 7:15pm

* الخريجون يؤسسون لمجد جامعتهم ويسطرون اسمها بمداد من الذهب في ذاكرة الأيام

 

* النجاح إلهام وكدح وعرق 

 

* أجمل الأيام تلك التي لم تأتِ بعد.

 

* الواجب يحتم علينا وعليكم أن نتصدى للفكر الظلامي بالعلم والمعرفة وأن ننشر قيم التسامح وقبول الآخر

 

* الجامعة مكان يجتهد فيه من يكرهون الجهل لتحصيل المعرفة

 

* لن تتوانى الجامعة عن الإبداع والتميز والمحافظة على جودة التعليم والمتابعة الحثيثة لأحدث المستجدات في التعليم والبحث العلمي 

 

طلبة نيوز تنشر كلمة الدكتور عزمي محافظة رئيس الجامعة الاردنية في حفل تخريج طلبة الجامعة؛ 

فإنه ليسعدني أيما سعادة ويملأني بالفخر والاعتزاز أن أقف بينكم مرحباً بكم في رحاب الجامعة الأردنية في هذا اليوم المبارك المشهود في تتويج لأسبوع من حفلات تخريج الفوج الحادي والخمسين من خريجي الجامعة الأردنية التي تتيح عزاً وتختال فرحاً وهي تزف إلى الوطن ثلة وراء ثلة من خريجيها ويأتي اليوم دور خريجي كليات الطب وطب الأسنان والدراسات العليا الذين ينضمون إلى زملاء لهم سبقوهم إلى ميادين الحياة العلمية، يؤسسون لمجد جامعتهم ويسطرون اسمها بمداد من الذهب في ذاكرة الأيام ... وصفحات التاريخ فمرحباً بكم فرداً فرداً وأهلاً بكم في هذا المساء الأردني الجميل الذي يفيض فرحاً وحبوراً احتفاءً بهذا الملتقى البهي... وحين تذكر الجامعة الأردنية فلا بد من التأكيد إنها لمدعاة فخر واعتزاز لشعبنا أن حلماً راود الحسين العظيم قبل أكثر من خمسين عاماً أصبح اليوم صرحاً علمياً شامخاً يقترن اسمه بالعراقة والتميز ويعود الفضل في ذلك للمؤسسين الذي عملوا بعزيمة لا تكل وإصرار لإنشاء الجامعة وترسيخ بنيانها وتعزيز مسيرتها فلهم كل التقدير والاحترام، ولم تكن جامعتكم وجامعتنا لتبلغ الشأن العظيم الذي بلغته لولا تضافر جهود الآلاف من الأساتذة والموظفين الذين أفنى كثير منهم جل حياتهم في خدمة الجامعة وطلبتها فلهؤلاء أيضاً كل الاحترام والتقدير.

الخريجات والخريجون :لقد جاء اليوم الذي تغادرون فيه الجامعة التي عشتم بين جنباتها سنين ربما بدا لكم أنها مرت بطيئة متثاقلة أما في نظرنا ونظر أمهاتكم وآباؤكم فقد مضت في لمح البصر رغم كل الجهد والعناء ... حتى كأن يوم ولادتكم يبدو وكأنه البارحة خاصة بالنظر إلى السعادة الغامرة التي يشعرون بها اليوم ... فإذا كان هذا اليوم هو حقاً يوم الخريجات والخريجين فإنه من الصحيح أيضاً أنه لا أسعد اليوم من الخريجات والخريجين سوى أمهاتهم وآباؤهم وأهاليهم فلهؤلاء كل الإجلال والتقدير والتهنئة الخالصة بتخريج بناتهم وأبنائهم.

أهنئكم وأنتم تقطفون ثمار سنوات من العمل الجاد والجهد الدؤوب على مقاعد الدراسة .. ولا يخالطني الشك بأن ما اكتسبتم من المعارف والمهارات وما راكمتم من خبرات خلال دراستكم في أم الجامعات الأردنية وأفضلها تؤهلكم للنجاح في حياتكم المقبلة وتحقيق مستقبل مشرق ولكن النجاح ليس سهلاً ولن يأتي دون بذل المزيد من الجهد والإخلاص والتفاني في العمل .. وليس النجاح مسألة حظ وإنما النجاح كما قال لويس باستور يحابي العقل المعد جيداً المتأهب المتحفز أو كما قال توماس أديسون النجاح إلهام وكدح وعرق ... وإذا كنا قد ساعدناكم خلال دراستكم على أن تعدوا للنجاح عدته وإذا كنا على الدوام نحضكم على النجاح ونحثكم إليه فإن ذلك لا يعني أن يكون النجاح بأي ثمن فكما قيل ليس من الحكمة في شيء أن يربح المرء الدنيا ويخسر نفسه وأهله ومحبيه ومجتمعه، كما وأن النجاح يتطلب التعلم مدى الحياة .. ولا يقتصر التعلم على اختصاص المرء فحسب وإنما يمتد ليشمل آفاق العلم والأدب والفن الرحبة .. فسعة الاطلاع ورحابة المعرفة تمنح السعادة وتبعث الرضى إضافة إلى أنها من شروط النجاح في عالم اليوم تؤهل المرء ليترك أثراً في حياته ومجتمعه .. ولا يتركن أحد مثل هذا الأثر إلا بالعمل الصالح فكما تعلمون يذهب الزبد جُفاء وأما ما ينفع الناس من علم وأدب وفن تكنولوجيا فيبقى في الأرض .

 في القادم من مستقبل الأيام ستنظرون إلى الوقت الذي قضيتموه في الجامعة بالكثير من الحب والشوق وفيض من الحنين .. وقد تعتبرونها من أجمل أيام عمركم .. ولكنكم قادرون أن تجعلوا أجمل الأيام تلك التي لم تأتِ بعد .. وأتمنى أن يكون الأمر كذلك.

نفتخر بالجامعة الأردنية إذ تعمل أسرة الجامعة بروح واحدة ونسعى أن نعزز ذلك فالكل منا يعرف مكانه وواجباته .. فوهبت له الجامعة مكانته .. فالزملاء أعضاء التدريس وقد رأيتموهم في هذا الموكب المهيب نذر كل واحد منهم نفسه وكرس وقته للجامعة يعملون ويبحثون ويعالجون ويدربون ويقدمون الاستشارات للمجتمع المحلي والخارجي ويشاركون في الندوات والمؤتمرات في داخل الأردن وخارجه .. هؤلاء جميعاً هم من قام على تعليم أبناؤكم ... وتدريسهم يساندهم زملاء من الإداريين يخدمون الطلبة ويسهلون أمورهم .. وينظمون حياتهم داخل الحرم الجامعي وينجزون معاملاتهم وييسرونها... وليس حفلنا اليوم بما يتصف به من رونق وبهاء إلا دليلاً على ما أقول.

 تزف أسرة الجامعة إليكم اليوم بسرور بالغ وفخر عظيم هذه الكوكبة من الأطباء وأطباء الأسنان وخريجي كلية الدراسات العليا ببرامجها المتنوعة .. وقد عملنا على إعدادهم وتعليمهم بجهود حثيثة صادقة مخلصة وعملنا على تأهيلهم للقيام بواجبهم الإنساني والوطني وكلنا ثقة بأنهم سيساهمون بكل تفانٍ وإخلاص في دفع مسيرة الوطن وبالتزام مشرف بالمسؤولية العلمية والأخلاقية تجاه الأردن الغالي وسيعملون بإذن الله على إحداث نقلة نوعية في مستقبله.

تبعث فينا هذه الكوكبة من الشباب الواثق الواعد المتقد عزيمة والمطمن تحصيلاً الثقة والأمل بمستقبل أفضل وأردن أكثر تقدماً وازدهاراً ... ذلك أن الجامعة ما توانت عن إطلاق مسارات العلم والإبداع لهم فنهلوا منه ما مكنتهم قدراتهم وأسعفهم الوقت .. وأيقنوا معنى الإيثار والبذل والتضحية مما يزيد الثقة لدينا بأنهم قادرون على تجاوز الصعاب وإنارة العتمة وصولاً إلى غدٍ بهي مشرق .. ولقد كنتم لهم أيها الأهل الكرماء رضى الحياة ووثبة النور فبوركت مساعيكم وبورك نهجكم وأقر الله أعينكم بهم فما كل هذا إلا ثمرة ما قدمتموه من وقت وجهد وبذل ومحبة .. وستكونون بإذن الله الرابحون وسيكونون الأوفياء لكم مدى الحياة أما أنتم أيها الخريجين فما كنتم إلا النخبة والصفوة ولن تكونوا إلا قادة الرأي وسادة الفكر فكان لزاماً عليكم إعمال عقولكم في كل صغيرة وكبيرة وأن لا تأخذ العلم إلا مع دليله وهذا مفتاح تفوقكم وتميزكم .. كما أن تجمعوا إلى جانب العلم في تخصصكم الإبداع في قضايا الفكر والثقافة كي تتصدروا مجالس العلم والفكر معاً فمن حق مجتمعكم عليكم ... ومن حق أمتكم عليكم أن يكون لكم رأياً في شؤونهما فأنتم بناة المستقبل ورافعي صروح الأمة التي قدمت لكم الكثير فصار من حقها عليكم أن تردوا الإحسان بالإحسان حيثما رحلتم وأينما حللتم بالدفاع عنها بالحجج والمنطق وبيان صورتها أمام العالم ورد التهم والإساءات وتفنيد ودحض الترهات عنها وعن رجالها الصالحين الذين ضربوا المثل في الخلق والسلوك .. فليس لهذه الأمة ذات التاريخ المجيد علاقة بهذه الفئة الباغية الشريرة التي عاثت وتعيث فساداً في مختلف بقاع الأرض وتمعن في القتل والإرهاب دون وازع من دين أو ضمير أو خلق ... والواجب يحتم علينا وعليكم أن نتصدى لها ولفكرها الظلامي بالعلم والمعرفة وأن ننشر قيم التسامح وقبول الآخر واحترام الآراء والأديان وأن نحارب التعصب والتطرف بين جموع الشباب وأن لا ندع من مجال لهم للوصول إلى هذا الجيل واستغلاله لتنفيذ مخططاتهم الجهنمية ... وسوف يكون هذا الأمر من الأولويات التي ستركز عليها الجامعة في الفترة القادمة.

 أعزائي الخريجون لا أحب أن أكون ناصحاً .. وأن ألبس ثوب الحكمة أمامكم فقد تضيقون ذرعاً بالنصح الذي يوجهه لكم من هم أكبر سناً منكم ولكنكم ستدركون بعد أن تمضي السنون ويتقدم بكم العمر أن الكثير من هذه النصائح سديد مفيد وهو ما جعلني أن أوجه بعضها لكم. 

كما وأن لجامعتكم عليكم حقاً فقد حضنتكم وأعطتكم الكثير فاحفظوها في صدوركم واعملوا على دعمها بكل ما تستطيعون من الدعم وبما يعبر عن تجربتكم الإنسانية والعلمية والراقية التي خضتموها على أرضها الطاهرة وانشروا رسالتها -رسالة المحبة والعلم والعطاء بلا حدود .. رسالة تعظم الإنسان وتمجده .. وترفع من شأنه بروح ........ من العطاء والإيثار- ولا تنتظروا مكافأة أو أجراً فأنتم رسل الأردنية إلى الأردن والإنسانية جمعاء.. نتطلع وإياكم إلى الغد بأمل مشرق مستندين إلى إرثنا وتراثنا العربي والإسلامي الكبير وإذا خاطبكم الجاهلون قولوا سلاماً وادفعوا بالتي هي أحسن وكونوا من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس فعالين بعمل الخير واحذروا أن يؤتين من قبلكم واجتنبوا الحرام وارضوا للناس ما ترضونه لأنفسكم وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر فإن ذلك من عزم الأمور.

 ليس كالعلم أساساً يبني نهضة الأمم ويخلد أمجادها وليس أنجع من الجهل في هدم الحضارات وإسقاطها بالعلم تحلق الأمم وتبلغ ذرى المجد وبالجهل تهوي في مراتع الجهل والتخلف .. وقد أدركت أمم كثيرة هذه الحقيقة فبنت عليها وتقدمت وازدهرت وتجاهلتها أمم فتخلفت عن ركب الحضارة ووقعت ضحية الفوضى والاضطراب.

لقد كتب الكثير من المفكرين (جون ماسفيلد) تعبيراً عن التقدير والاحترام للجامعات بأن الجامعة من أجمل الأشياء في الوجود ولا يفوقها جمالاً إلى القليل ولم يشيرون إلى القمم الشاهقة أو الأبراج العالية أو الحدائق الغناء فالجامعة مكان يجتهد فيه من يكرهون الجهل لتحصيل المعرفة ومكان يجتهد فيه من يبصرون الحقيقة كي يراها الآخرون.

 لقد دأبت الجامعة وثابرت طوال عقود من الزمن للوصول إلى المكانة المرموقة التي وصلت إليها وبنت سمعتها وتميزها من خلال توفير البيئة الأكاديمية الملائمة للأساتذة والطلبة في رعاية الإبداع والتميز والمحافظة على جودة التعليم والمتابعة الحثيثة لأحدث المستجدات في التعليم والبحث العلمي من خلال المؤتمرات والندوات التي استضافتها أو شاركت فيها وإيفاد المتفوقين فيها إلى أفضل جامعات العالم لمتابعة دراستهم العليا بهدف الانضمام لعضوية الهيئة التدريسية فأصبحت اسماً مهماً في المنطقة وبالرغم من حداثة التعليم العالي في الأردن نسبياً إلا أن الجامعة الأردنية تركت بصمة واضحة في مسيرته.

 

 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)