TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ليبرمان إلى حكومة نتنياهو بإغراء حقيبة "الحرب"
19/05/2016 - 4:15am

طلبة نيوز-

دخلت عملية التغيير الحكومي على حكومة بنيامين نتنياهو أمس مرحلة جديدة تتسم بالجدية بعد مفاوضات جادة  مع زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" ليبرمان، اتفق في نهايتها على تسمية وفدي مفاوضات.
وجاءت هذه المفاوضات المباشرة، بُعيد مؤتمر صحفي عقده ليبرمان ظهر أمس،  نفى فيه وجود مفاوضات جدية بينه وبين نتنياهو للانضمام إلى الحكومة، مؤكدا أن من بين الرسائل التي وصلته، رسالة مفادها أن يتولى حقيبة الحرب، وهو ما لم يتأكد من حزب "الليكود". وأعلن ليبرمان أنه يعارض الجلوس في حكومة فيها حزب "العمل". وحظي ليبرمان بمساندة لموقفه، من وزراء ونواب في حزب "الليكود" وأبرزهم الوزير المتطرف زئيف إلكين.
وبعد المؤتمر الصحفي، دعا نتنياهو ليبرمان إلى جلسة محادثات . وعلى الأثر أعلن هيرتسوغ، أنه لن يجري مفاوضات مع نتنياهو بموازاة مفاوضات مع ليبرمان، ما يؤكد أن المفاوضات الجارية لتوسيع حكومة نتنياهو، في غالبها تسير في حقول متفجرة، إن كانت في الطريق إلى الحكومة، أو بعد توسيعها، في حال حصل هذا.
وقالت مصادر حزبية وإعلامية أمس، أن نتنياهو عرض على ليبرمان منصب وزير الحرب، ما يُعتبر إسرائيليا، اطاحة بالوزير الحالي موشيه يعلون، الذي من غير الواضح ما إذا ستُعرض عليه حقيبة أخرى. ولكن السؤال في هذا السياق، هو مدى قبول قيادة جيش الاحتلال بليبرمان وزيرا مسؤولا عنه، نظرا لطابعه العنيف والشرس، ومسعاه للسيطرة. وقاد في الأشهر الأخيرة انتقادات واسعة ضد الجيش، لعدم شنه حربا واسعة النطاق على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة المحتلة. وقال ليبرمان في المؤتمر الصحفي أمس، إن ما يطالب به، ليس فقط حقيبة الحرب، بل تغيير سياسة ونهج جيش الاحتلال ككل.
ومع بدء مفاوضات نتنياهو ليبرمان، أعلن زعيم حزب "العمل"، يتسحاق هيرتسوغ، عن وقف المفاوضات التي كان يجريها حتى أمس، مع نتنياهو لضم حزب "العمل" وكتلته البرلمانية "المعسكر الصهيوني"، إلى الحكومة، رغم أن الغالبية الساحقة من نواب هذه الكتلة الـ24 يرفضون كليا الانضمام إلى الحكومة. وواجه هيرتسوغ، الذي يبدي في الأشهر الأخيرة مواقف يمينية متشددة، انتقادات واسعة في حزبه، على إصراره إجراء مفاوضات للانضمام إلى الحكومة، رغم اعتراض غالبية نواب الكتلة.
وقال تقرير لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، أمس، إضافة إلى تصريحات نواب لوسائل الإعلام، إن 4 نواب فقط من أصل 24 نائبا في كتلة "المعسكر الصهيوني"، يؤيدون الانضمام إلى الحكومة، ونائب واحد مايزال "يتخبط"، في حين أن 19 نائبا يرفضون الانضمام إلى حكومة.
وكان واضحا من المفاوضات التي جرت بين نتنياهو وهيرتسوغ في الأسابيع الأخيرة، أن الموقف من المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، وآفاق حل الصراع، ليست عقبة أمام دخول "العمل" في الحكومة، الذي تبنى قبل أربعة أشهر، برنامجا يمينيا متشددا "لحل مرحلي للصراع".
يذكر أن من بين الملفات التي طالب بها رئيس حزب "العمل" هيرتسوغ، كان ملف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، ولكن هذا لا يشير إلى وجود خلاف جوهري بين نتنياهو وهيرتسوغ، فالأخير يحاول الانضمام إلى حكومة نتنياهو لإنقاذ منصبه، كرئيس لحزب "العمل" لفترة أخرى، على ضوء منافسات عديدة يواجهها في الحزب، ولهذا فإن يسعى إلى تغليف نفسه بالعباءة التي كان يتغطى بها الحزب حتى سنوات قليلة، ويزعم فيها تميّزه عن اليمين المتطرف، في الرؤية لحل الصراع.
إلا أن حزب "العمل"، أظهر في الأشهر الأخيرة سلسلة من المواقف التي تتماشى مع سياسة اليمين المتطرف، وأولها تبني الحزب، في منتصف شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، لما أسماه "خطة مرحلية"، تقضي بجعل مدن الضفة الفلسطينية المحتلة، عبارة عن كانتونات مغلقة منفصلة عن بعضها ومحاصرة من الجهات الأربع، تدير شؤونها اليومية، على أن يتم تأجيل التفاوض حول الدولة الفلسطينية إلى أجل غير مسمى، وهذا ما كانت دعت له أحزاب اليمين المتطرف منذ سنوات التسعين.
كما أطلق هيرتسوغ ذاته، تصريحات عنصرية، آخرها دعوة أعضاء حزبه للعمل على وقف الشعور السائد بين الجمهور الإسرائيلي، بأن حزب "العمل يحب العرب". يضاف إلى هذا، أن كتلة "المعسكر الصهيوني"، التي يقودها هيرتسوغ في الكنيست، أبدت إلى درجة كبيرة تواطؤا مع غالبية القوانين العنصرية والمناهضة لحل الصراع، باستثناء القوانين التي تهدف إلى ضرب المراكز الحقوقية.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)