طلبة نيوز-

كتب : فارس الحباشنة من أكثر الاسئلة التي تدب في حديث أهالي خريجي التوجيهي، ماذا سيدرس اولادهم في الجامعة ؟ قرار مفصلي يصعب اتخاذه وسط غياب «ثقافة التوجيه». تذكروا معنا، كل سنة يطرح هذا السؤال في موسم اعلان نتائج التوجيهي، ولا يتوقف الكلام عن البطالة وسوق العمل الذي يغرق بالعاطلين عن العمل من اغلب الاختصاصات، بل قد يكون كلها. وبالمحصلة فان النتيجة تبقى واحدة، ينجر خريجو التوجيهي وراء اعلانات الجامعات الحكومية و الخاصة، والتي تصطاد الطلاب لدراسة اختصاصات تقذف بهم بعد التخرج الى سوق البطالة والبحث المقيت والعسيرعن فرص عمل معدومة. الجامعات بصنفيها : العام والخاص تمارس باعلاناتها ما يشبه الهجوم على عقول خريجي الثانوية الى اختصاصات دراسية بائسة وعقيمة ولا جدوى من دراستها. والمفارقة أن هذا الجيش من خريجي الثانوية العامة لا يعبرون الى مستقبل «معيشي آمن»، فمرحلة التوجيهي وما بعدها أحد الفواصل الرئيسية في تحديد مسارات المستقبل فعلا، وهي ممر الصعود الى الجامعة وسوق العمل، وهي من تحدد وجهة الصعود الاجتماعي للفرد، والحصول على فرصته في مكان ما، ومن هنا من نقطة « التوجيهي « على خط الحياة وتطورها تكون البداية. ماذا تفعل الحكومة ؟ مسؤولو وزارة التعليم العالي لم تهتز شعرة واحدة من رؤوسهم، العقل «البيروقراطي» منقوع بذات السياسات والافكار والاعتقادات تجاه التعليم الجامعي،وحشود خريجي الثانوية العامة يواجهون ككل عام ذات الخيارات في ولوجهم الى التعليم الجامعي لا غيرها، مع «شطارة» زائدة تمارسها الجامعات في خلق تخصصات اكاديمية لا تمت بأي صلة تذكر لسوق العمل العائم على صفيح البطالة. ماكينة «التعليم العالي» باعتبارها الوزارة المعنية مباشرة، ليس لديها ما تقدمه سوى استقبال طلبات القبول الموحد وادخال خريجي التوجيهي في «وحل» دراسة جامعية مجهولة المصير. عقلية تسير بجوار الحائط وتتكىء عليه ولو حتى أن وقع عليها. فهل هذه مهمة وزارة التعليم العالي في التغطية على حقيقة «بطالة خريجي التعليم العالي باعتبارنا أكبر بلد في العالم يصدر شهادات جامعية؟.