TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ما الذى ننتظره من الاجتماع الدوري لرؤساء الجامعات الاردنية ؟!
26/07/2016 - 12:45pm

طلبة نيوز-

تحسب للجامعة الاردنية مبادرتها فى احتضان الملتقى الاول لرؤساء الجامعات الاردنية الرسمية الاسبوع الماضى، فالتعليم الجامعي اضحى استثمارا، بل استثمارا حساسا فلا يمكن لأحد اليوم أن يشكك في اهمية عودة رؤساء الجامعات الاردنية الرسمية للجلوس على مائدة اجتماع دوري، لأن مثل هذه الاجتماعات ستسهم فى أحياء العقل الجمعي واعادة ترتيب الاولويات وطرح افكار جديدة لمعالجة التحديات والمشاكل المتعددة التى تواجه التعليم الجامعي بعد سلسلة من الاخفاقات التى عانت منها الاكاديميا الاردنية على خلفية علاقة الجامعات بمجلس التعليم العالي، وبعض القرارات المتسرعة لمجلس التعليم العالي التى مرت فى العديد من المطبات العام الماضي وشكلت صدمة للوسط الاكاديمي بمبررات في جلها كانت غير منطقية وغير مبررة..

لا نريد اجتماعا لرؤساء الجامعات الرسمية يكون تكراراً لسابقاته والتي لم تثر أي اهتمام عند الوسط الاكاديمي الاردني، بل اعتبرها امتداداً لاجتماعات روتينيه تغرق بالمظاهر دون النتائج ، غير أن اجتماعا يأتي فى ظروف استثنائية وسط أزمات وتحديات مالية وتشريعية وفكرية كبيرة، يفرض على الجامعات الرسمية ان تسعى لرؤية المواقف في حدود نتائجها الإيجابية والسلبية بعقلية "الفريق الواحد" لا من خلال منظور أحادي الجانب، ثم إننا نحتاج الى الاعتراف بالمشاكل التى تعاني منها جامعاتنا ،والصراحة في كشف كل الظروف المحيطة بها، سواء جاءت من داخل الحرم الجامعي، أو ما يتعلق بدور الجامعات فيما يجرى على الساحة الاردنية من قضايا وتحديات.

فإذا كانت تحديات العجز المالي والمديونية ، وقضايا المخدرات والتطرف، وامتحان الكفاءة الجامعية، وفكرة الغاء الموازي وتطوير الخطط الدراسية متماثلة بين الجامعات، فان هذا يفرض تكامل العمل الواحد، بدون هيمنة او تسلط لاي طرف من الاطراف مع مراعاة حقائق الأشياء كدليل على تعامل يحقق التساوي فى الطرح والمسئولية دون النظر الى غايات ترسبت من خلال التنافس الاعلامي، وتعظيم النفس والرؤية غير المميزة للأهداف العليا في بناء مستفبل الامة التي من المفترض ان تكون غاياتنا العليا ودليل طريقنا نحو تحقيق هذه الاهداف.

لنأخذ موضوع العجز المالي كتحد كبير يواجه معظم الجامعات الاردنية، كيف يمكن ان تتعاون الجامعات الاردنية في مشاريع علمية ذات مردود اقتصادي "منتج" يسهم فى دعم ميزانية الجامعات، وحل مشكلة البطالة التى يعاني منها المجتمع خصوصا بين خريجي الجامعات الاردنية، كيف يمكننا الاستفادة من تجربة الجامعات المستقرة ماليا ، و هل يمكن تعميم تلك النماذج الناجحة على بقية الجامعات الاردنية شريطة ان لا يخل ذلك بمعايير الاعتماد المحليةوالعالمية!!

مواجهة التطرف والانغلاق الفكري بين قطاع الشباب وطلبة الجامعات يجب أن لا يكون تظاهرة إعلامية إذا كنا ننظر الى أننا شركاء بناء المستقبل ومصير أمن مشترك،طالما أن الجامعات تشكل اكبر تجمع للشباب الاردني تتم فيه صياغة فكر البناء والتحضر، وأهم شريان لرفد الاقتصاد الاردني بالافكار والتكنولوجيا، ومصدر للتعبئة الوطنية، مما يجعل أي خطأ فى التوجيه عرضة لتداعيات كبيرة ذات نتائج سلبية على تطور وتقدم الوطن.

يبقى موضوع امتحان الكفاءة، فإذا كانت الجامعات الخاصة تهتم بهذا الامتحان ويحقق طلبتها نتائج لا باس بها ، فإن الجامعات الرسمية يجب أن تأخذ نفس المرونة، لا أن نعلق اسباب تدني نتائج الجامعات الرسمية على مواقف واهية وتبريريات سطحية، ولماذا لا تشارك الجامعات فى تطوير هذا الامتحان، ومعالجة بعض الثغرات فيه كي يذكي روح التنافس فيما بينها ويصبح مؤشرا على اداء الجامعات الاردنية ومستواها الحقيقى؟

فى تقديري أنه لا بد وأن تتخلى جامعاتنا عن الأحلام الوردية وتضخيم الذات و تكرار الحديث عن الانجازات والمعجزات التى ولى زمنها، لا بد ان ننظر الى همومنا ومشاكلنا بأنها جزء من حلقات مترابطة مع يجري على ساحتنا الداخلية والاقليمية والعالمية، وأن نتقاسم المسؤولية على قاعدة "المبادرة" فى طرح الحلول الخلاقة بدلا من أن تملي علينا نتيجة القصور في معالجة أوضاعنا، او بالدخول في مغامرات تكلفنا خسائر غير متوقعة، لأننا أحق بقراءة ظروفنا من غيرنا، ودون أن نكون على مستوى الاجتماعات التي تتفوق على العواطف، فإننا نرهن أنفسنا الى حلول مستعجله قد نندم عليها.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)