TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ما معنى حب الله
13/02/2017 - 7:45pm

طلبة نيوز:

حبّ الله تعالى شيء أساسيّ في حياة كلّ إنسان مسلم مؤمن موحد، لهذا السبب فنحن نحب الله تعالى لأنّ هذا الحب هو أهم شيء في حياتنا، ولمن أراد أن يحب الله تعالى حباً عميقاً خالصاً لوجهه الكريم عليه أن يعي ويدرك تمام الوعي والإدراك المعاني التالية:

• الله تعالى هو الموجد لنا وهو المهيمن على هذا الكون المترامي الأطراف وعلى كلّ مخلوقاته، وهو الّذي ليس كمثله شيء، وهو الّذي يقع خارج الزمان وخارج المكان فلا يحدّه أي شيء، وهو المطلق في كلّ شيء، وهو الّذي يباركنا ويبارك الأرض ويبارك المخلوقات، فنحن نعيش له ونعيش به – جلَّ في علاه –. الله تعالى هو من يرعانا ولا يحتاج أحداً لرعايته وهو من يرزقنا من عطائه ولا يرزقه أحد، منه كان المبتدأ وإليه سيكون المنتهى ولأجله نسير بينهما، فلولا الله تعالى لما كُنَّا ولما عشنا ولما خُلقنا ولما رزقنا ولما سعدنا ولما تزوّجنا ولما كان لدينا هذا العقل الكبير الطموح الّذي أحالنا من مخلوقات بشرية عاديّة إلى أناسٍ متميّزين متفرّدين بقدراتنا.
• الله تعالى هو من أعطانا الروح الّتي غطّت آدم وذريته وجعلته إنساناً وإياهم، فالرّوح هي تلك الهبة الإلهيّة التي حوّلت آدم إلى خليفة الله تعالى في الأرض، والّتي لولاها لما كان آدم ولما كنّا نحن ذريّته الّتي لم تصن هذه العطايا الإلهيّة ممّا جعلها تقتل وتذبح وتسلخ، والعجيب أنّ بعض القتل يكون باسمه تنزّه عن مثل هذه المقبوحات.
• لم يكن الله تعالى يوماً ما غافلاً عمّا يجري على هذه الأرض، ولم يكن الله تعالى يوماً ما مهملاً لما يجري للضعفاء من الناس، فالله تعالى أقرب إلى الإنسان من نفسه، فالإنسان يظنّ نفسه أنّه يعلم ما بداخله، إلّا أن الحقيقة أنه لا يعلم ما في نفسه بقدر علم الله تعالى، فعلم الإنسان بنفسه كقطرة من محيط إذا ما قارنّاه بعلم الله تعالى، لهذا السبب فالله تعالى هو العدل الرحيم الّذي سيحاسب الناس بمطلق من العدل والرحمة اللذان يفوقان في مقداريهما أضعاف أضعاف ما قد يتصوره الإنسان أو يتخيله.
•الله تعالى – جلَّ في علاه – ملهمنا، وهو بقدرته من يضع الرّحمة في قلب من يشاء، وهو الّذي ينزع الرحمة من قلب من يشاء، فمن وضع الرّحمة في قلبه نجا وسعد في الدّنيا والآخرة، ومن نزعها من قلبه خسر؛ فالرّحمة هي المحور الّذي ينبغي أن تتمحور حوله حياة البشر جميعهم، فالأعمال كلّها يتوجّب أن تنطلق من مبدأ الرحمة لا أن تنطلق من مبدأ العذاب كما يظن البعض من الناس، فالله تعالى لم يعط رسالته إلّا لأرحم خلقه، فنجد أنّ رحمة الرسل والأنبياء لا تضاهيها أيّة رحمة.

وإنّ الإنسان إذا وعي المعاني السابقة وعياً كاملاً فإنّ هذا الأمر حتماً سيعمل على إدخال حبّ الله تعالى إلى قلبه.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)