TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
مختصون: تعطيل الجامعات ثلاثة أيام يغالط معايير العملية التعليمية
26/07/2015 - 3:30am

طلبة نيوز-

أثار قرار تعطيل بعض الجامعات طلبتها لثلاثة أيام أسبوعياً، جدلا بين الأوساط العملية والتربوية والطلبة، إذ رأى مختصون أن التفكير بهذا التوجه، يفقد العملية التربوية مضمونها، فيما دعا طلبة لإجراء استفتاء للتعرف إلى جدوى القرار بشكل أفضل من اتخاذه بصورة عشوائية.
وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد السلام المجالي، الذي سبق أن تولى منصب رئيس الجامعة الأردنية، إن "تعطيل الطلبة الجامعيين ثلاثة أيام أسبوعياً، يغالط معايير العملية التعليمية، التي تتطلب ارتباط الطالب بجامعته أكبر قدر من الوقت، سواء في الدراسة ومتطلباتها، أو بممارسة الأنشطة اللامنهجية بهدف إشغاله بأوقات مفيدة، تعزز قدرات الطالب ومخرجات التعليم".
وبين المجالي أن الطالب المجتهد، لا يقضي من الساعات الأربعين التدريسية خلال خمسة أيام الدراسة، سوى 18 ساعة فقط، متسائلاً كم يقضي الطالب من الوقت لو اقتطعنا يوماً آخر من ايام الدراسة لتكون 3 ايام بدل يومين؟
وأكد المجالي أن استثمار مباني الجامعة، يجب أن يكون يومي الجمعة والسبت في أعمال البحث العلمي والمختبرات والدراسة، إلى جانب ممارسة أنشطة لامنهجية؛ كالرياضة ونشاطات نوادي اللغات والمسرح والفن والخط، لاشغال الطالب بأعمال مفيدة له ولمجتمعه، كونه مشروع مستقبل للوطن في الحياة العامة.
ورأى أن العلم ليس بالكتاب وحده، وإنما بالاطلاع على العلوم والثقافات الأخرى، التي تتوافر في الأبحاث والمجالات أو عبر تكنولوجيا المعلومات.
ولفت المجالي الى أن وجود 50 أو 60 طالباً في القاعة، لا يخدم العملية التعليمية، إذ يفترض أن تكون للجامعة الواحدة فروع أخرى في مناطق، تخفض قدوم أعداد الطلبة للمقر الرئيس ومغادرتهم لها.
وبين أن ذلك يخفف من أزمة المواصلات، ولكنه لا يؤثر على الدراسة، والأمر الآخر، فإن عدد طلبة الجامعة في نطاق التعليم الحقيقي يجب ألا يزيد على 10 آلاف طالب وطالبة، للحفاظ على مستوى العملية التعليمية.
وأكد المجالي أن استثناءات القبول لمن ليس لهم القدرة الذهنية على التعليم في الجامعة، وراء المشاكل التعليمية واكتظاظ الطلبة وإثارة العنف.
ورأى أنه لا جدوى اقتصادياً أو ادارياً اولا تربوياً في تعطيل الطلبة ثلاثة أيام، لأن أيام العطلة لا تعني بقاء الطلبة في منازلهم، لافتاً الى أن نظام الفصل الصيفي اعتمد؛ لتحفيز الطالب للتخرج في أعوام أقل، وهو فصل ينظر له بفصل ساعات إضافية لا تقليصها وحشرها في أيام الفصل الدراسي، سواء الاول أو الثاني.
وبين وزير التربية والتعليم والتعليم العالي ورئيس الجامعة الاردنية السابق الدكتور وليد المعاني، أن نظام الساعات المعتمدة المطبق في الجامعات الاردنية اعتباراً من العام 1971، بدلا من نظام الفصول، كان له أهداف منها إعطاء الطلبة الفرصة بمستوياتهم العلمية المتفاوتة على ترتيب جداولهم الدراسية، حسب قدراتهم (12 ساعة، 18، 21) وليس بتقصير أيام الدراسة وحشرهم في أيام قليلة لأخذ ساعات أكثر.
وأكد المعاني على أن الطالب لا يركز في المحاضرة ومدتها 45 دقيقة سوى على 25 دقيقة، فكيف نقحمه بمحاضرة مدتها ساعة ونصف الساعة؟ ومع ذلك، فلن يكون له تركيز 50 دقيقة، مبيناً انه كلما زاد وقت المحاضرة كان الطالب اكثر تشتتاً.
ورأى أن الجدوى الاقتصادية من تعطيل الطلبة لن تتحقق، خصوصاً ما يتعلق بالطلبة، لأنه سيكون أمامهم وقت فراغ أطول فيلجأون للرحلات أو أماكن اللهو، ويزيد الانفاق الاجتماعي، وربما تحدث المشاكل الاجتماعية.
وبين رئيس جامعة الحسين بن طلال السابق عضو الهيئة المستقلة الدكتور علي الهروط، أن تعطيل الطلبة لثلاثة أيام في الأسبوع، يعني قطع الطالب صلته بالجامعة التي يجب أن يكون الارتباط وثيقاً بينهما، سواء في الدراسة والبحث العلمي والابتكار والمبادرة، والذهاب للمختبر والمكتبة، أو ممارسة الانشطة اللامنهجية كالرياضة والفن والمسرح والفنون الأخرى، والتواصل الايجابي بين الطلبة.
وقال الهروط "إذا لم تشغل الطالب، فإنه يشغلك كمدرس"، داعيا لاعادة مراجعة العملية التعليمية الجامعية من جميع النواحي المتعلقة بالمنهاج وأسس القبول، والمباني وكفاءة هيئات التدريس وكيفية اشغال الطلبة بالبحث العلمي والمختبرات، واستثمار القاعات وتقليص أيام العطل لا زيادتها، وصولاً للتعليم المستمر والنشاط اللامنهجي المستمر.
وأشار الطالبان من كلية الهندسة في جامعة التكنولوجيا وسيم حسن البيطار ومن كلية الطب في الجامعة الاردنية محمد حاتم تيم الى ان تعطيل الطلبة يشكل ضغطاً على الطلبة في اوقات اخرى.
وتساءلا "لماذا لم يؤخذ رأي الطلبة في مثل هذا التوجه، وذلك عبر استبيان يوزع عليهم ليتحملوا المسؤولية، والأمر الآخر ماذا لو تزامنت عطلة مناسبة معينة يوم الاربعاء أو الأحد، فيكون الطالب قد انقطع اربعة أيام في الاسبوع عن الدراسة؟".
وقالت الطالبة دانة الخالدي من جامعة العلوم والتكنولوجيا ان "قرار تعطيل الدراسة في الجامعات يوم الخميس، يساعد الطلبة على التحضير والدراسة بشكل أفضل، بخاصة في الامتحانات إذا كانت كثيرة، الى جانب انه يوفر اجور المواصلات وتعبها على الطلبة".
وكان رئيس الجامعة الاردنية الدكتور اخليف الطراونة طلب من عمادة شؤون الطلبة، إجراء مزيد من الدراسة والتحليل وإرجاء تنفيذ القرار لبداية الفصل الدراسي الثاني.
وبين الطراونة عبر حسابه على "الفيسبوك، سوء فهم بعضهم لمسوغات القرار وتبعاته، بأن هناك من اعتقد ظلما بأن القرار جاء للتوفير على موازنة الجامعة، علما بأنه يضيف أعباء مالية ولا يوفرها.
وأشار إلى أن بعضهم اعتقد بأن القرار يضر بمصالح الطلبة الذين يعملون، مؤكدا انه جاء بالتحديد لمصلحة هذه الفئة وزيادة عددها، بإعطاء يوم عمل إضافي وإفساح المجال لزيادة عدد أيام العمل بترتيب الدوام ليومين دراسيين فقط، أو بترتيبه ليكون في الفترة الصباحية أو المسائية لأربعة أيام.
وقال الطراونة إن "عطلة الخميس توفر مواصلات على الطلبة، وخصوصا القادمين من مناطق نائية، وتعطي الفرصة للطالبات من أبناء المحافظات لقضاء يوم إضافي مع الأهل".
وأضاف ان "يوم الخميس يوفر يوما دراسيا كاملا في المكتبة والمختبرات للطلبة الراغبين برفع مستوى تحصيلهم العلمي، أو للذين لا تتوافر لديهم أجواء دراسية في أماكن سكنهم". -(بترا)

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)