TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
معركة غزة وملحمة قهر المستحيل...
22/07/2014 - 2:00pm

طلبة نيوز-أ.د نضال يونس

 

بين الصمود الأسطوري لأهالي غزة وتحقيق النصر بضع خطوات، هي في عمر الزمن فترة قصيرة جداً؛ لكنها في عمر الواقع والمنطق، وطبيعة الصراع الدموي مسافة مفتوحة الأفق في حلم طويل يداعب اليوم عيون كل الشعوب العربية بشيبها وشبابها،بكبارها وصغارها، برجالها ونسائها وهى ترنو إلى مستقبل تسود فيه معاني الحرية و العدالة والحياة الكريمة .
الصمود والتحدي الضارب بجذوره في عمق مدينة غزة منذ مئات السنين كقلعة شامخة لم يعد اليوم يمثل هذه المدينة الساكنة في صفحات التاريخ، بل هو شعاع أمل لأمة تختزل في جوفها حضارات إنسان هذه المنطقة الغنية بملاحم البطولة والفداء ومعارك الكرامة و العزة و الإباء ، لذلك فإن الإعجاب الذي تحظى به المقاومة في غزة هذه الأيام، والتقدير الذي حاز عليه أهالي غزة الصامدون أكبر من مجرد تأوهات معجبين بإبطال المقاومة وهم يتحركون بخفة و بمهارة، و يلقنون العدو دروسا في الاستبسال والتضحية.
صحيح أن إطلالة النصر على مشهد المعركة المحتدمة والصراع الشرس بين عدو يملك كل شيء ومقاومة لا تملك سوى إرادة الصمود و التحدي وقليل من العتاد، أمر يبعث على الذهول، ويحير العقول، خصوصاً وأن لعبة الأرقام في مثل هذه المعادلة تنتهي إلى استحالة الانتصار، لكن المؤمنون بقدرة الله ونصره لعباده، يرون في معركة " الصمود والتحدي" الغزية ملحمة تتشابك فيها الحرب بتعقيدات أكبر لا يدركها إلا المتقنون لأبجدية قهر المستحيل.
تفاصيل المعركة في غزة متشابكة حد التعقيد، لكن في فصلها الملحمي تحكي عن سنين طويلة ظلت فيها غزة ذلك القطاع المحاصر خزان بشري يصدر أبطال المقاومة وثقافة الصمود والتحدي للشعوب العربية الرابضة تحت نير الخنوع والذل والهوان التي ارتضت لنفسها البقاء في الظل غير قادرة على تغير الواقع الذي تعيش فيه، وأنّى لها ذلك وهي تدرك أنها تعيش في ساحة لا مجال فيها للضعفاء، وإن حاولت التمرد أو التململ بين حين وآخر، فالحضور الخجول هو العنوان العريض لتلك الحركات التي تسجل دائماً في خانة النسيان.
هذه الحقيقة التي ظل يركن لها كل المتابعين لمسرحية " الحرب على الإرهاب" و المراهنين على شعارات "الأمن والاستقرار"، كسرتها المقاومة الفلسطينية في غزة ليس بسلاح المال، ولا بلعبة النفوذ والإعلام المزيف وإنما بخلطة «غزية »، امتزجت فيها مقادير العزيمة بالفكر والعمل والتخطيط المتقن والعمل الجماعي ، والأهم من ذلك كله نبذ الذات و الإصرار على المبدأ، وهو المقدار الذي بدا واضحاً في معركة الصمود و التحدي الأسطورية في قطاع غزة بطريقة لا مثيل لها حتى لا نكاد نعرف من هو القائد الرئيس في هذه الجولة الحاسمة من الصراع العربي الإسرائيلي..
معركة الصمود و التحدي "الغزية" جعلت من المستحيل ممكناً، وأحالت الممكن إلى واقع، و لربما يترجم هذا الواقع بعد فترة من الزمن إلى قصة تحكيها الأجيال إذا ما استمرت فصائل المقاومة في غزة في الصمود والتصدي لآلة الحرب الإسرائيلية ، عندئذ سيكتب «الغزيون » بدمائهم و أشلاء أطفالهم مروية يحكون فيها المعنى الحقيقي لقهر المستحيل شعارهم في ذلك "وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ"..

التعليقات

غزة في قلوبنا (.) الثلاثاء, 07/22/2014 - 21:17

مهما كانت نتائج العدوان الهمجي على غزة هاشم و أهلها الصامدين فستبقى حية في قلوبنا ومشاعرنا كان الله فى عونهم ونصرهم على اعدائهم

صبرا ال غزة (.) الثلاثاء, 07/22/2014 - 21:22

غزة تحتاج منا الان الى وقفة دعم مادي ومعنوي فبعد هذا الدمار الهائل لا بد من الوقوف بجانب الغزيين لإعادة إعمار ما دمره العدو الإسرائيلي وهذه دعوة للجميع للمساهمة فى حملات التبرع لأهل غزة المرابطين تحت وطأة القصف و القتل و التدمير...

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)